ردا على خرافة أن «ما يُكسر يتصلح»
(1)
هو:
كيف لي أن أنسى أنك تركت يدي..
يوم كنت محتاجا ليد عليها أتكئ..
كيف أنسى أن الغرباء وقفوا معي..
فيما خذلتني وأنت أخي!
كيف أنسى أحساسي وأنت تسوق لي الذرائع..
متناسيا أني أجيد قراءتك من الصغر ولستُ بشخص عابر..
.. كيف أنسى
أنني قاومت ذرف الدموع..
وتجلّدت كي لا ترى ضعفي. ولا تسمع عتابا قلته في صدري..
كي لا يكون مسموعا..
أخوتنا تغيرت ألوانها وبهتت..
يوم اكتشفت أن أخوة الدم قد تكون أقل مرتبة
.. من أخوة عابرين عرفتهم وسط الجموع..
(2)
هي:
ومن قال لك إني أعيش معك بقلب صاف!
ومن خدعك وقال لك إن لك في قلبي حباً وشعوراً وارفا!
أنا معك.. لأنني معك..
لأني لا أملك جهازا يعبر بي عبر الزمن لأمحي كل أثر.. لك..
أنا معك: مجبورة دون جبر..
مكسورة بذكرى خيانتك.. ولا أحمل لك أي عذر..
لم أسامحك ولكني تعايشت مع الضغينة..
أضحك معك أحيانا.. أخدمك..
لكن مشاعري تجاهك منزوعة الدسم.
لم أعد أنظر لك كما كنت أفعل..
قبل أن تجعلني أبكي بدل الدموع دما..
ولم أعد أحنو عليك عندما تمرض..
ولا اشتاق لك في السفر ولا في الحضر..
لن تدفن الأيام ما عشته من قهر..
ولست سوى أبا لأولادي.. لما بقي من العمر..
(3)
هو:
هل سمعت بزجاج.. يُلحم!
بميت عاد من الموت.. وكأن شيئا لم يكن..
بماء صاف عذب.. أُهدر على الأرض فلم يتكدر!
الثقة بيننا من زجاج هش..
فمن يرممه إن تهشم!
والاحترام بيننا جسر من قش..
من يعيده أن احترق وتفحم..!
صداقتي بك واحترامي ليسا جدار يُبنى بعد أن يُهدم..
إنه كائن حي إنما.. ليس من لحم ودم..
إن خنقته لن يُبعث من جديد..
ولو بعث فسيكون بطلا من أبطال أفلام الرعب..
مخيف.. مقلق.. وكئيب..
بعد أن وشيت بي وخنت ثقتي..
أصبحت في عيني أسوء من كل أعدائي..
فأنا لم أتوقع منهم شيئا بادئ ذي بدء..
ولم أنصدم منهم.. ولم يخيبوا أيا من آمالي.
أنت.. يا من كنت أراك شيئا كبيرا..
نلت مني..
في غفلة من يقظتي..
ولن أسلم لك بعد اللدغة الأولى.. زمامي..