أين دعم المجتمع لرواد الأعمال..

مقالات رأي و تحليلات الخميس ٢٩/نوفمبر/٢٠١٨ ٠٤:٠٦ ص
أين دعم المجتمع لرواد الأعمال..

علي بن راشد المطاعني

أعلن عن مئة مؤسسة وطنية تدار من قبل رواد الأعمال تتضمن العلامات التجارية الخاصة بهم، حيث نتطلع جميعا أن تكون رائدة في الأنشطة الاقتصادية خاصة الإنتاجية والخدمية ذات القيمة المضافة، والإعلان عن هذه العلامات التجارية يحمل دلالات كثيرة يتوجب التوقف عندها بإمعان ولننظر في ما ينبغي على المجتمع أن يضيفه لهذه الشركات التي تشق طريقها إلى ريادة الأعمال، وما يتبادر إلى الذهن ومن الوهلة الأولى هو الدعم الجاد الذي يلامس فرض العين والذي يجب تقديمه بكل الأريحية من قبل أفراد المجتمع فضلا عن التحفيز المادي والمعنوي كإحدى المسؤوليات الملقاة على عاتق كل مواطن في هذه الأرض الطيبة تجاه الأخوة والأخوات رواد الأعمال الذين يضطلعون بدور مهم ليس في سبر أغوار العمل الحر فحسب، وإنما في تأسيس وإقامة عمد وأركان ثقافة ريادة الأعمال والعمل الحر في البلاد، وتشجيع أقرانهم على انتهاج هذا النهج الحميد بعزيمة لا تلين وإرادة لا تعرف معنى المستحيل، الأمر الذي يتطلب منا جميعا الالتفات والالتفاف إلى وحول هذه العلامات التجارية.

ولا شك أن هذه العلامات التجارية جاءت بعد كد وجهد مضنٍ بذلته في تجرد كل الجهات المختصة، والتي لا نملك إلا أن نزجي لها من الشكر أعظمه، ومن الامتنان أجزله، لجهة أن هذه الشركات قد انطلقت وفي الأساس من الصفر في سوق تكتنفه منافسة لا هوادة فيها ولا رحمة، وليس فيها مكان للضعفاء ولا لأنصاف الحلول، وتسيطر عليها القوى العاملة الوافدة، هنا ندرك حجم الجهد الذي بذل.

ولنا أن نصدق أن هذه العلامات التجارية محور الحديث انطلقت من داخل المنازل، ثم أطلت برأسها من فوق الجدران والأسوار، ثم دخلت السوق في استحياء، ثم نمت وسمقت وفرهدت فإذا لديها اليوم أفرع في محافظات السلطنة، وبعضها تجرأ وعبر حدود الدول المجاورة، وإذا كان الأمر كذلك فليس أقل من أن نفضل منتجات هؤلاء الشباب وهذا هو أضعف الإيمان بكل المقاييس ولا خير فينا إن لم نفعل هذا اليسير.
إن الجهود المبذولة في تعزيز ريادة الأعمال لن تؤتي أُكلها ما لم تتضافر الجهود وكل الأطراف في الدفع بها للأمام من خلال تمكينهم من المضي قدما وبغير هوادة في ممارسة العمل الحر، وبث الوعي بأهميته، فإذا كانت الوحدات الحكومية معنية بتمكين رواد الأعمال من العقود والمناقصات وتفضيل الشركات التي تدار بأيد وطنية حتى وإن كانت أسعارها أكبر من غيرها كجزء من منظومة ترسيخ أهداف سامية بعيدة المدى اقتصاديا واجتماعيا، هذا إضافة لتقديم التمويل والدعم والتسهيلات لكل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

إن الولاء الواجب إظهاره لريادة الأعمال يجب أن يترسخ في الأذهان كثقافة محلية المنشأ والصنع.

فهذا الدعم وذاك التمكين بات مطلبا وطنيا من كل فئات المجتمع وخاصة رجال الأعمال والشركات الذين عليهم مسؤوليات كبيرة في توجيه طاقات البلاد إلى الأعمال الحرة وتشكيل رديف من رواد الأعمال الصغار ليحملوا الراية العالية الخفاقة في المستقبل.
نأمل أن تكون هذه العلامات الوطنية التي تشكل جزءا من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي انبثقت من بوتقة ريادة الأعمال أن تمسي علامات تجارية عالمية بعد اختراقها لحدود كل دول العالم، وهذا الطموح النبيل لن يتأتى بطبيعة الحال إلا من خلال مجتمع مدرك لأهمية وحتمية وجدوى استمرار الدعم اللامحدود لريادة الأعمال.