مستهلكون‭ ‬ومزودون‭ ‬يؤكدون‭ ‬على‭ ‬أهميتها‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬الأسواق ضبطيات ‭"‬حماية‭ ‬المستهلك" ‬وعيٌ‭ ‬وردعٌ ‬وحماية

مؤشر الأربعاء ٢٨/نوفمبر/٢٠١٨ ٠٥:٣٢ ص
مستهلكون‭ ‬ومزودون‭ ‬يؤكدون‭ ‬على‭ ‬أهميتها‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬الأسواق
ضبطيات ‭"‬حماية‭ ‬المستهلك"  ‬وعيٌ‭ ‬وردعٌ ‬وحماية

مسقط - ش
تشهد‭ ‬الأسواق‭ ‬بين‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى‭ ‬استخدام‭ ‬طرق‭ ‬احتيالية‭ ‬متنوعة‭ ‬وجديدة‭ ‬حيث‭ ‬يقوم‭ ‬بعض‭ ‬المزودين‭ ‬باتخاذ‭ ‬الحيل‭ ‬بهدف‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الكسب‭ ‬السريع‭ ‬دون‭ ‬مراعاة‭ ‬لحرمة‭ ‬دين‭ ‬أو‭ ‬انتهاك‭ ‬قانون‭ ‬أو‭ ‬صحة‭ ‬مجتمع، ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬خلخلة‭ ‬صحة‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬تبذير‭ ‬الأموال‭ ‬على‭ ‬سلع‭ ‬ومنتجات‭ ‬مآلها‭ ‬إلى‭ ‬الضياع، ‬كما‭ ‬قد‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬سلوكيات‭ ‬استهلاكية‭ ‬خاطئة، ‬لذا‭ ‬تأتي‭ ‬الضبطيات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬لتحقق‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الفوائد‭ ‬للأفراد‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬والمجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬عام، ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سنتعرف‭ ‬عليه‭ ‬عبر‭ ‬صفحة‭ "‬المستهلك‭" ‬لهذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬بآراء‭ ‬من‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المختصين‭ ‬والمزودين‭ ‬ومستهلكين‭.‬

تواريخ الإنتاج
في‭ ‬البداية‭ ‬يقول‭ ‬زياد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬المسلمي‭ -‬مستهلك‭- ‬بأن‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬تحميهم‭ ‬من‭ ‬الغش‭ ‬الذي‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬تواريخ‭ ‬الإنتاج‭ ‬والانتهاء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الضبطيات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها، ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تحميهم‭ ‬من‭ ‬المضار‭ ‬والأمراض‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يسببها‭ ‬الغش، ‬مضيفاً‭ ‬بأنهم‭ ‬يفخرون‭ ‬كثيرًا‭ ‬حين‭ ‬يشاهدون‭ ‬هذه‭ ‬الضبطيات‭ ‬في‭ ‬التلفاز‭ ‬أو‭ ‬الصحف، ‬حيث‭ ‬يشعرون‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬جهة‭ ‬تقف‭ ‬معهم‭ ‬كمستهلكين‭ ‬ضد‭ ‬الجشع‭ ‬والغش‭ ‬والفساد‭ ‬التجاري‭.‬
وشخصيًا‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الضبطيات‭ ‬ترفع‭ ‬نسبة‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬المستهلكين، ‬وتجعلهم‭ ‬يركّزون‭ ‬ويتأكدون‭ ‬من‭ ‬تواريخ‭ ‬صلاحية‭ ‬السلع، ‬وفي‭ ‬حال‭ ‬ملاحظتهم‭ ‬أو‭ ‬اكتشافهم‭ ‬غشًا‭ ‬تجاريًا‭ ‬يرجعون‭ ‬للهيئة‭ ‬للمساعدة‭ ‬على‭ ‬استرجاع‭ ‬حقوقهم، ‬لأن‭ ‬المستهلكين‭ ‬أصبحوا‭ ‬يثقون‭ ‬فيها‭ ‬دائمًا‭.‬
ويتمنى‭ ‬المسلمي‭ ‬من‭ ‬الإعلام‭ ‬العماني‭ ‬أن‭ ‬يواكب‭ ‬أكثر‭ ‬هذه‭ ‬الضبطيات‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬نشرها، ‬لما‭ ‬تبثه‭ ‬من‭ ‬وعي‭ ‬لدى‭ ‬المستهلكين، ‬ولما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬إيجابي‭ ‬حيث‭ ‬تكون‭ ‬عبرة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬تطاوعه‭ ‬نفسه‭ ‬لممارسة‭ ‬الغش‭ ‬والفساد‭ ‬التجاري‭ ‬داخل‭ ‬السلطنة‭.‬
الشعور‭ ‬بالاطمئنان
ويؤكد‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الرحبي‭ -‬مستهلك‭- ‬بأن‭ ‬الهيئة‭ ‬قامت‭ ‬بدورها‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭ ‬وسعت‭ ‬بكل‭ ‬الطرق‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الغش‭ ‬والظواهر‭ ‬السيئة‭ ‬في‭ ‬المجتمع، ‬قائلا‭: ‬إن‭ ‬الهيئة‭ ‬تكشف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الضبطيات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬عن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬تغيب‭ ‬عن‭ ‬المستهلكين، ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬قضية‭ ‬الأرز‭ ‬الفاسد‭ ‬وقضية‭ ‬قطع‭ ‬الغيار‭ ‬المقلدة‭ ‬التي‭ ‬تابعتها‭ ‬بنفسي‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المختلفة، ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬يشعرني‭ ‬بالاطمئنان، ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬تكشف‭ ‬الهيئة‭ ‬عن‭ ‬ضبطية‭ ‬جديدة‭ ‬يكون‭ ‬الخبر‭ ‬حديث‭ ‬الناس‭ ‬ويتبادلون‭ ‬بينهم‭ ‬المعلومات‭ ‬والتفاصيل‭ ‬ويحث‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬التركيز‭ ‬عند‭ ‬شراء‭ ‬أي‭ ‬سلعة‭ ‬أو‭ ‬منتج‭.‬
ويرى‭ ‬الرحبي‭ ‬بأن‭ ‬المستهلك‭ ‬يُعدّ‭ ‬المستفيد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الضبطيات‭ ‬كون‭ ‬الهيئة‭ ‬تساعده‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحته‭ ‬وأمنه‭ ‬الغذائي‭ ‬وتمكّنه‭ ‬من‭ ‬التسوق‭ ‬بشكل‭ ‬آمن‭ ‬وسلس، كما‭ ‬أن‭ ‬الضبطيات‭ ‬تقف‭ ‬عثرة‭ ‬أمام‭ ‬ضعفاء‭ ‬النفوس‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬، ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يخافون‭ ‬ربهم، ولا‭ ‬يجعلون‭ ‬مصلحة‭ ‬الناس‭ ‬أمامهم، ‬بل‭ ‬يخالفون‭ ‬القانون‭ ‬الذي‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬شيئاً‭ ‬مقدساً‭ ‬ورادّعاً‭ ‬لهم، ‬لكن‭ ‬الهيئة‭ ‬تكون‭ ‬لهم‭ ‬كالسد‭ ‬المنيع‭ ‬لمصلحة‭ ‬المستهلكين‭.‬
ويوجه‭ ‬الرحبي‭ ‬كل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬إلى‭ ‬الهيئة‭ ‬وإلى‭ ‬موظفيها‭ ‬وكوادرها‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬محافظات‭ ‬السلطنة‭ ‬على‭ ‬جهودهم‭ ‬المستمرة‭ ‬والضبطيات‭ ‬التي‭ ‬يقومون‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬مرة، ‬مؤكدا‭ ‬بأن‭ ‬المستهلك‭ ‬يكنّ‭ ‬لهم‭ ‬الاحترام‭ ‬والتقدير‭ ‬والثناء‭.‬

حائط‭ ‬للغش
ويشارك‭ ‬المستهلك‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سيف‭ ‬العامري‭ ‬برأيه‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬قائلا‭: ‬رغم‭ ‬أننا‭ ‬نعيش‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬تتغير‭ ‬فيه‭ ‬السلع‭ ‬وتتنوع‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬ويصاحبها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ابتكار‭ ‬طرق‭ ‬وحيل‭ ‬جديدة‭ ‬للغش‭ ‬والتلاعب‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬تقف‭ ‬حائطًا‭ ‬أمام‭ ‬جشع‭ ‬التجار‭ ‬وضبط‭ ‬التلاعب‭ ‬بوضع‭ ‬الضبطيات‭ ‬والإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتحفظ‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلك‭ ‬الذي‭ ‬يستفيد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الضبطيات‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استبدال‭ ‬السلعة‭ ‬بأخرى‭ ‬جديدة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬باسترجاع‭ ‬ثمنها‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬فيها‭ ‬عيبٌ، ‬أو‭ ‬إنه‭ ‬يتحذر‭ ‬من‭ ‬شرائها‭.‬
ويرى‭ ‬العامري‭ ‬بأن‭ ‬الضبطيات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الهيئة‭ ‬تلامس‭ ‬حياة‭ ‬المستهلكين‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬وغير‭ ‬مباشر، ‬وتجعلهم‭ ‬يفخرون‭ ‬بهذه‭ ‬الجهة‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬همها‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬المستهلك، ‬فتسعى‭ ‬بكل‭ ‬طاقمها‭ ‬إلى‭ ‬الوقوف‭ ‬معه‭ ‬عندما‭ ‬يتعرض‭ ‬لأي‭ ‬سوء‭ ‬استغلال‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬التجار‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التجارية‭ ‬المختلفة‭. ‬مؤكداً‭ ‬بأن‭ ‬ضبطيات‭ ‬الهيئة‭ ‬تزرع‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬سواء‭ ‬للمستهلكين‭ ‬والتجار‭ ‬ومزودي‭ ‬الخدمات‭.‬

مراقبة‭ ‬حثيثة
‭ ‬أما‭ ‬أحمد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬أمبوسعيدي‭ ‬وهو‭ ‬تاجر‭ ‬وصاحب‭ ‬محل‭ ‬لبيع‭ ‬الملابس‭ ‬والأدوات‭ ‬الرياضية‭ ‬فيقول‭ ‬إن‭ ‬الضبطيات‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬نزع‭ ‬فتيل‭ ‬التجاوزات‭ ‬بأشكالها‭ ‬المختلفة، ‬والتي‭ ‬يتمحور‭ ‬أغلبها‭ ‬حول‭ ‬جشع‭ ‬التجار، ‬فهي‭ ‬تتابع‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬المحلات‭ ‬والشركات‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار، ‬وحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬المساس‭ ‬بحياته‭ ‬الاقتصادية‭ ‬اللصيقة‭ ‬بالتعاملات‭ ‬التجارية‭ ‬بين‭ ‬الفرد‭ ‬والشركات، ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التوعية‭ ‬المستمرة‭ ‬للمستهلكين‭ ‬بحقوقهم‭. ‬وبلا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الضبطيات‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬التجاوزات‭ ‬غير‭ ‬المبررة، ‬وغير‭ ‬المسؤولة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬المحلات‭ ‬والشركات، ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬ظواهر‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬الغش‭ ‬التجاري، ‬ومنع‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الثقافات‭ ‬الدخيلة‭ ‬بالمرور‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬كمنع‭ ‬بيع‭ ‬الملابس‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬بعض‭ ‬الشعارات‭ ‬الممنوعة‭ ‬شرعًا‭ ‬وقانونًا، ‬فهي‭ ‬أيضا‭ ‬تحمي‭ ‬ثقافة‭ ‬مجتمعنا، ‬ومنع‭ ‬الاستغلال‭ ‬للمستهلك، ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬كثير‭.‬
ويرجو‭ ‬أحمد‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬توعية‭ ‬المستهلك‭ ‬وتعريفه‭ ‬بحقوقه، ‬مع‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬مراقبة‭ ‬السوق‭ ‬والتشديد‭ ‬على‭ ‬مسألة‭ ‬عدم‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار‭ ‬على‭ ‬المستهلك، ‬وبيان‭ ‬مدى‭ ‬أهمية‭ ‬مراجعة‭ ‬المستهلك‭ ‬للهيئة‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬شعر‭ ‬بوجود‭ ‬غش‭ ‬وقع‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬انتهاك‭ ‬لحق‭ ‬من‭ ‬حقوقه‭ ‬أو‭ ‬سلبه‭ ‬عنه‭.‬

‭ ‬حالة‭ ‬صحية
ويؤكد‭ ‬داوود‭ ‬بن‭ ‬زهران‭ ‬الإسحاقي‭ ‬صاحب‭ ‬محل‭ ‬فضيات‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬نزوى‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الضبطيات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬حالة‭ ‬صحية، ‬خصوصًا‭ ‬أنها‭ ‬تسعى‭ ‬جاهدة‭ ‬إلى‭ ‬كشف‭ ‬التلاعبات‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬بعض‭ ‬التجار‭ ‬وهم‭ ‬غالبا‭ ‬من‭ ‬الوافدين، ‬فهذه‭ ‬الضبطيات‭ ‬تسهم‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الغش‭ ‬التجاري، ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬معرفتي‭ ‬بالسوق‭ ‬وحيثياته‭ ‬فإن‭ ‬أغلب‭ ‬التجار‭ ‬العُمانيين‭ ‬حريصون‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬المحظور‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الشك، ‬وهم‭ ‬ملتزمون‭ ‬بالقوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬، ‬ليس‭ ‬تطبيقاً‭ ‬للقوانين‭ ‬فحسب، ‬بل‭ ‬لحرصهم‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬وعلى‭ ‬سمعة‭ ‬السوق‭ ‬العماني‭ ‬والتاجر‭ ‬العماني‭ ‬أيضاً، ‬لذا‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الضبطيات‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬وتنشر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوعي‭ ‬لدى‭ ‬التجار‭ ‬والمستهلكين‭ ‬كافة‭. ‬
وأضاف‭ ‬الإسحاقي‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬نتمناه‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬الضرب‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬تجاوز‭ ‬حدود‭ ‬الأخلاق‭ ‬التجارية، ‬ولأنني‭ ‬تاجر‭ ‬لا‭ ‬أسمح‭ ‬بأن‭ ‬يُسهم‭ ‬أي‭ ‬تاجر‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬جلب‭ ‬الضرر‭ ‬للسوق‭ ‬وللمستهلكين، ‬وأتمنى‭ ‬من‭ ‬الهيئة‭ ‬التشديد‭ ‬على‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬والشركات‭ ‬التي‭ ‬يديرها‭ ‬الوافدون، ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الضبطيات‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬معرفتنا‭ ‬بالسوق‭ ‬فإن‭ ‬أغلب‭ ‬حالات‭ ‬الفساد‭ ‬والغش‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬مثل‭ ‬المطاعم‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬وهذه‭ ‬الأمور‭ ‬لا‭ ‬تخفى‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬مواطن‭ ‬ومقيم، ‬خصوصًا‭ ‬وأن‭ ‬التاجر‭ ‬العُماني‭ ‬أثبت‭ ‬جدارته‭ ‬وحرصه‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬السلع‭ ‬بشكل‭ ‬قانوني‭.‬

دور‭ ‬الهيئة
يقول‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عدي‭ ‬البرواني‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬الدراسات‭ ‬والتطوير‭ ‬بالهيئة‭ ‬بأن‭ ‬الضبطيات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الهيئة‭ ‬جاءت‭ ‬ضمن‭ ‬جهودها‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬المستهلكين‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بهم‭ ‬صحياً‭ ‬أو‭ ‬مادياً‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول، ‬فهي‭ ‬تكشف‭ ‬الغش‭ ‬وتمنعه‭ ‬من‭ ‬الوصول‭ ‬إليهم، ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعريف‭ ‬المستهلكين‭ ‬بهذه‭ ‬الضبطيات‭ ‬تسعى‭ ‬لزرع‭ ‬ثقافة‭ ‬الانتباه‭ ‬فيهم‭ ‬وبالتالي‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬والمنتجات‭ ‬التي‭ ‬يشترونها، ‬وضرورة‭ ‬تفعيل‭ ‬المراقبة‭ ‬الذاتية‭ ‬عندما‭ ‬يذهبون‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭.‬
ويشير‭ ‬البرواني‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إجمالي‭ ‬السلع‭ ‬المضبوطة‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬2012‭ ‬وحتى‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الجاري‭ ‬2018م‭ ‬بلغ‭ ‬5754342‭ ‬مليون‭ ‬سلعة‭ ‬تركز‭ ‬أغلبها‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يؤكد‭ ‬بأن‭ ‬موظفي‭ ‬الهيئة‭ ‬بالمرصاد‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬الغش‭ ‬والاحتيال‭ ‬حتى‭ ‬بالطرق‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يتوقع‭ ‬بأنها‭ ‬لن‭ ‬تنكشف‭.‬
ويؤكد‭ ‬البرواني‭ ‬على‭ ‬المزودين‭ ‬بضرورة‭ ‬الالتزام‭ ‬بقانون‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬وعدم‭ ‬مخالفته‭ ‬تجنبًا‭ ‬للمساءلات‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يتعرضون‭ ‬لها، ‬والعمل‭ ‬يداً‭ ‬بيد‭ ‬مع‭ ‬الهيئة‭ ‬والمستهلكين‭ ‬لجعل‭ ‬السوق‭ ‬خاليًا‭ ‬من‭ ‬التجاوزات‭ ‬والتلاعبات‭ ‬بشكل‭ ‬يضمن‭ ‬حقوق‭ ‬الجميع، ‬كما‭ ‬ينصح‭ ‬المستهلكين‭ ‬بالإسهام‭ ‬مع‭ ‬جهود‭ ‬الهيئة‭ ‬وتفعيل‭ ‬الرقابة‭ ‬الذاتية‭ ‬والإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يشكون‭ ‬بأنه‭ ‬مُخالف‭ ‬للقانون‭.‬
ونلامس‭ ‬في‭ ‬واقعنا‭ ‬الجهود‭ ‬المقدرة‭ ‬من‮ ‬‭"‬حماية‭ ‬المستهلك‭" ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ترسيم‭ ‬الواقع‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬دورها‭ ‬وتحصين‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬المغبات‭ ‬والمخالفات‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬من‭ ‬المخالفين‭ ‬ودون‭ ‬مراعاة‭ ‬لحياة‭ ‬المجتمع‭ ‬وبث‭ ‬السموم‭ ‬الذي‭ ‬يتكسبون‭ ‬منها‭ ‬حفنة‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬وهذا‭ ‬على‭ "‬حساب‭ ‬المستهلك‭" ‬الذي‭ ‬يكون‭ ‬الضحية‭.‬
فالمساعي‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬وتعزز‭ ‬من‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الضبطية‭ ‬القضائية‭ ‬والتي‭ ‬تكون‭ ‬المحور‭ ‬الهام‭ ‬الذي‭ ‬يعكس‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬والأهداف‭ ‬المنشودة‭ ‬من‭ ‬وجودها‭ ‬تضفي‭ ‬إلى‭ ‬الواقع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجوانب‭ ‬الإيجابية‭ ‬بحيث‭ ‬نلامس‭ ‬دورها‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ننكر‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬اكتشافات‭ ‬حيث‭ ‬أظهرت‭ ‬ما‭ ‬يخبو‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬غير‭ ‬مقبولة‭ ‬ولا‭ ‬مرضية‭ ‬للجميع‭ ‬وإنما‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المخالفين‭ ‬الذين‭ ‬يتسترون‭ ‬على‭ ‬إجرامهم‭ ‬تحت‭ ‬طائلة‭ ‬مكاسبهم‭ ‬المادية‭..‬
فالهيئة‭ ‬أثبتت‭ ‬للواقع‭ ‬حجم‭ ‬المخالفات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬ظاهرة‭ ‬وغير‭ ‬علانية‭ ‬تتغطى‭ ‬خلف‭ ‬الكواليس‭ ‬ويعمل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬غش‭ ‬المستهلك‭ ‬دون‭ ‬ضمير‭ ‬فعلينا‭ ‬كمجتمع‭ ‬أن‭ ‬ندرك‭ ‬حقيقة‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬كشفه‭ ‬من‭ ‬ملابسات‭ ‬لقضايا‭ ‬عديدة‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬دورها‭ ‬الضبطي‭ ‬ولاحقت‭ ‬المخالفين‭ ‬قانونياً‭ ‬وقضائياً‭ ‬فالجهود‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬ننكرها‭ ‬وإنما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكثف‭ ‬الحملات‭ ‬التفتيشية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الممارسات‭ ‬والتجاوزات‭ ‬التي‭ ‬تحصل‭ ‬وعلى‭ ‬المجتمع‭ ‬أن‭ ‬يعي‭ ‬الدور‭ ‬الملقى‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الهيئة‭ ‬للإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬المخالفين‭ ‬لإيجاد‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬السموم‭ ‬التي‭ ‬يقدمها‭ ‬المخالفون‭.‬