مسقط - عزان الحوسني
لتعزيز العلاقات والتعاون العلمي والمهني في مجالات الأبحاث العلمية والمختبرية والجينية والدراسات البيئية المتنوعة للكائنات الحية الحيوانية وبخاصة الغزال العربي والوعل العربي (الطهر) ودارسات العلوم النباتية واستخداماتها الطبية، وقع مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني وجامعة نزوى ممثلة في مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية يوم أمس مذكرة تفاهم مشتركة.
ويأتي هذا المشروع في إطار التوجه المباشر من الجهتين لدعم وتطوير الجوانب البحثية العلمية في مجالات الحياة الفطرية، ولتنمية قدرات الكوادر البشرية العمانية مع توفير قواعد بيانات تتميز بالدقة العالية، حيث أجريت مراسم توقيع الاتفاقية تحت رعاية مستشار الدراسات والبحوث بديوان البلاط السلطاني سعادة د.علي بن قاسم بن جواد اللواتي، فيما مثل مراسم التوقيع كل من رئيس جامعة نزوى الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي، ومدير عام مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني ياسر بن عبيد السلامي. كما شارك في مراسم توقيع المذكرة عدد من مدراء العموم والمتخصصين من كلا الجانبين، وذلك بمقر نادي الواحات بالعذيبة، ودخلت المذكرة حيز التنفيذ أمس بعدما تم اعتمادها وتوقيعها، وستستمر لمدة خمسة أعوام قادمة قابلة للتمديد.
ونصت المذكرة على إنشاء جسر تواصل دائم بينهما لتوفير الدعم الكافي للقيام بأعمال بحثية تحليلية مشتركة داخل المختبرات حول مشروع انتاج التسلسل الجيني الكامل أو الميتوكوندريا للوعل العربي (الطهر) وتخزين وحفظ الحامض النووي (DNA) وأخذ عينات دم للتعرف على أهم أنواع وفصائل وعوائل هذا الحيوان العماني، وتأهيل وتدريب الكوادر الوطنية العمانية في العلوم المختلفة لهذه المجالات العلمية البيئية الثرية التي تمكن العلماء من دراسة جينات محددة وتقديم رؤى مستقبلية جديدة لتطوير وحماية وصون هذه الأنواع من الحيوانات والنباتات ومضاعفة المعرفة العلمية. كما تنص هذه المذكرة على الالتزام بين الطرفين لتوفير الخبرات والمهارات اللازمة لتنفيذ أبحاث الجينوم للوعل العربي (الطهر) والغزال العربي بصورة أساسية إضافة لعدد آخر من الكائنات الحيوانية والنباتية البيئية العمانية المعرضة لخطر الانقراض، وإجراء دراسات مسحية نباتية للتوصل لمعرفة استخداماتها الطبية كدراسة كثافة وإنتاجية أشجار اللبان وشجرة المر بمحافظة ظفار وما تتطلبه هذه الدراسات من جوانب تحليلية مختبرية، فضلا عن توفير كافة المواد والأدوات اللازمة لأغراض البحث وإتمام تلك المشاريع البحثية البيئية.
وحول توقيع المذكرة قال رئيس جامعة نزوى الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي: تعتبر جامعة نزوى مؤسسة علمية أهلية ذات نفع عام وقد أسست مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية عام 2010 لريادة مجالات الإنتاج البحثي وجودة البحوث المقدمة في هذه المجالات. حيث أننا نسعى من خلال توقيع الاتفاقية المشتركة وما تتضمنه من بنود واشتراطات إلى تعزيز الشراكة المؤسسية بين مختلف القطاعات الحكومية والخاصة عبر مختلف التخصصات والمجالات في السلطنة. بالإضافة إلى تحقيق حصيلة ونتاج معرفي بحثي باستخدام التقنية الحيوية من جوانب تحليلية مختبرية لصون ثروات الوطن وارثه الطبيعي، ونشر تلك المعلومات والبيانات في مجلات ودوريات علمية محكمة من شأنها أن ترفع من اسم السلطنة وريادتها عبر مختلف الأصعدة العلمية والبيئية للباحثين والعلماء العمانيين خاصة في الدراسات المسحية والبحثية في العلوم المعرفة الدقيقة.
من جانبه قال مدير عام مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني ياسر بن عبيد السلامي: إن توقيع مذكرة التفاهم المشتركة بين مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني وجامعة نزوى يأتي في إطار التعاون البحثي العلمي بين المؤسستين وتبادل الخبرات والمشاركة المتبادلة في الموارد. كما أن الاتفاقية سوف تركز على مشاريع علمية بحثية حول أنواع حيوانية ونباتية مهمة على مستوى السلطنة مثل الوعل العربي والغزال العربي وشجرة اللبان وشجرة المر بمحافظة ظفار واستخداماتها الطبية، والعمل على تطوير الكفاءات الوطنية وصقل مهاراتها العلمية، وفق توجيهات معالي السيد وزير ديوان البلاط السلطاني برفع كفاءة الموظفين وتمكينهم في تحمل المسؤولية. حيث نأمل أن تنمو هذه الشراكة بين القطاعين العام والأهلي في جوانب البحث العلمي والتقنية الحيوية وفي نشر الأبحاث العلمية في المجلات العلمية المحكمة، وأن تساهم في تحسين ورفع المستوى العلمي لموظفي مكتب حفظ البيئة في مجالات الصون والحماية والجوانب العلمية عبر الفهم الأفضل لبعض الجوانب التي سوف تتناولها تلك الأبحاث والدراسات.