السنينة.. تنوّع طبيعي فريد وشواهد تاريخية رائعة

مزاج الاثنين ٢٦/نوفمبر/٢٠١٨ ٠٤:٣٠ ص
السنينة.. تنوّع طبيعي فريد وشواهد تاريخية رائعة

مسقط - ش

السنينة، هي إحدى ولايات محافظة البريمي، تبعد عن العاصمة مسقط حوالي 400 كيلومتر، وعن البريمي حوالي 90 كيلومترا، وتقع بين محافظتي البريمي والظاهرة وتجاورها ولايتا ضنك وينقل. وكانت تُعرف سابقا بنيابة السنينة ولكن بصدور المرسوم السلطاني رقم 108/ 2006م رفع المستوى الإداري لنيابة السنينة إلى ولاية، وتمتاز ولاية السنينة بالتنوّع السياحي حيث تحتوي بيئتها على تنوّع طبيعي فريد؛ فهناك عدد من المواقع السياحية الجذابة والشواهد التاريخية الرائعة التي لها مدلولاتها التراثية وبصماتها الإبداعية التي تعكس مدى البراعة والعبقرية والتفوّق الذي امتاز به العُمانيون على مر الأزمان، ويغلب على الولاية الطابع الصحراوي، كما تتميّز برمالها الناعمة حيث تنتشر الكثبان الرملية الممتدة من الربع الخالي إلى الغرب والجنوب الغربي من الولاية، لذا فإنه عند زيارتها يمكن القيام بسياحة المغامرات وخاصة الانطلاق في الكثبان الرملية، ويشجّع على ذلك ما تتميّز به من الهدوء والراحة. وتشتهر الولاية بسباقات الهجن الأهلية مما يجعل منها موسما مستمرا على مدار العام للزيارة وخاصة من الدول المجاورة للاستمتاع بمشاهدة سباقات الهجن الشهيرة.. زارها مؤخرا سليمان الناعبي فحدّثنا عن السياحة فيها وأبرز معالمها.

تلال ذهبية
في البداية قال الناعبي: تعتبر ولاية السنينة مزارا سياحيا متفرِّدا خاصة لمحبي الطبيعة والتجوال، حيث تميّزها سهولها الممتدة على مسافات بعيدة برمالها الناعمة ولونها الذهبي وانتشار مزارع النخيل والواحات الغنّاء بين جنباتها لا سيما في مناطق السلاحية والهرموزي والعويدة ذات الجمال والبهجة والرونق البديع. بالإضافة إلى المزارع المختلفة المنتشرة على جانبي الوادي وبها أشجار النخيل والمزارع الخضراء وكذلك المساحات الواسعة التي تضم أعدادا كبيرة من أشجار السمر والسدر والغاف ذات الظل، والأماكن الجميلة لقضاء يوم كامل بين أحضان الطبيعة وجمالها حيث الجو المعتدل.
وأضاف الناعبي: تضم السنينة عددا من الحصون القديمة التي تحكي قصص ماضي الأجداد التليد، وتحافظ على جمالها متحدية الزمن بكل شموخ وهيبة. وتعد هذه الحصون واجهة سياحية مهمة وتقع على مكان مرتفع من الأرض وتطوّقها مزارع النخيل من كل الاتجاهات والتلال من الرمال الذهبية وهي عبق من التاريخ والتراث العماني الأصيل الذي تشهده بلدنا الغالية عمان.

جبل حفيت
ومن أهم المعالم الطبيعية البارزة والتي يمكن مشاهدتها في ولاية السنينة ّجبل حفيت (تابع لولاية البريمي) والكثبان الرملية ذات الألوان الطبيعية المتنوعة، والمتدرّجة بين الأحمر الفاتح والأصفر الداكن. وتقطع ولاية السنينة العديد من الأودية التي تنحدر من جبال الحجر باتجاه الربع الخالي مثل وادي الفتح. وأهم القرى التابعة لولاية السنينة هي: عين الحلوة، السلاحية، القابل.
يرتفع جبل حفيت 1300 متر فوق سطح البحر ويوجد في منطقة حفيت من ولاية البريمي راسماً الحدود بين السلطنة ودولة الإمارات العربية المتحدة. تكثر فيه الصدوع التي تتنوّع في أشكالها مثل العادية الممتدة أو الملتوية أو العكسية، وينقسم الجبل إلى قسمين حيث يتبع الثلث الشمالي الغربي لدولة الإمارات العربية المتحدة والجزء الآخر والمتمثل في الثلثين الآخرين للسلطنة. ويشكّل جبل حفيت الثنية الأكبر من عدة ثنيات ثلثية تنتشر على الجوانب الغربية من سلسلة جبال الحجر الغربي. وتقطع هذا الجبل الضخم عدة وديان تنساب على جانبيه الشرقي والغربي وأهمها وادي حفيت.

حارات تحدت الزمن
وقال الناعبي بأن ولاية السنينة تضم العديد من الحارات قديمة التي تميز بها العديد من ولايات السلطنة ومر عليها الزمن وهي ذات طابع معماري بنتها أيادٍ بارعة ذات إتقان ومهارة عمانية، وهي ما زالت حتى يومنا هذا شامخة تعانق الزمن بأروقتها ومداخلها وتنوّع أشكالها وبراويزها فهي مجتمعات صامتة وما تزال قائمة على حالها بالرغم من قساوة العوامل الطبيعية التي تمر عليها هذه الحارات التي لها مدلولاتها الخاصة فكم شهدت من قصص الماضي وخطابات وكم احتوت من المجالس. ويشهد ما تنطق به هذه الحارات من جمال وإبداع على عبقرية العمانيين في تصاميمها وزخرفتها وتقاسم التكافل الاجتماعي والتعاون منذ الماضي.
وأشار إلى أنه من الأشياء التي يمكن الاستمتاع بها سياحياً في الولاية الأودية حيث يوجد بها العديد من الأودية المعروفة ومنها: وادي السنينة ووادي السلاحية ووادي السيفة وغيرها من الأودية التي تعد مزارات سياحية لمحبي الرحلات الخلوية والرفاهية واستكشاف الهواء الطبيعي ويكثر زوارها خصوصا عند هطول الأمطار وبعد جريان الأودية وإنبات الأرض بالأعشاب مختلفة الألوان ويوازي ذلك أيضا من حيث الجمال والمساحات الصحراوية مترامية الأطراف التي يكسوها الجمال بعد هطول الأمطار وتستقطب أعدادا كبيرة من محبي البر.