مسقط -
في إطار سعيه لإثراء الحياة الثقافية وتجسيرا للعلاقة بين الملتقين العمانيين والكتّاب والأدباء من مختلف المدارس الفكرية والمجالات الإبداعية، وبالتوازي مع أعمال ملتقى بيت الزبير الثاني للشباب الذي يتناول موضوع التفكير النقدي والموضوعي يستضيف البيت المفكر والكاتب المغربي د.عبدالفتاح كيليطو مساء غد الاثنين 26 نوفمبر 2018م في أمسية حوارية يديرها الكاتب والإعلامي سليمان المعمري، والدعوة عامة إذ يمكن لجميع المهتمين الحضور والمداخلة. ويعد الكاتب والناقد والسارد والمترجم عبدالفتاح كيليطو واحدا من أهم الكتّاب المعاصرين، حيث ألّف العديد من الكتب التي شكّلت مادة غنية لمقالات وكتب وأبحاث ورسائل جامعية سواء باللغة العربية أو ترجمات أعماله بلغات أخرى كالإنجليزية والألمانية والإسبانية والإيطالية، وبالطبع الفرنسية التي كان كتب بها بعض أعماله.
وهو كاتب مغربي من مواليد 1945، درس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، وحصل العام 1982على الدكتوراه من جامعة السوربون حول موضوع السرد والأنساق الثقافية في مقامات الهمذاني والحريري. عمل كيليطو أستاذا في كلية الآداب بجامعة محمد الخامس، وأستاذا زائرا في صروح تعليمية مهمة حول العالم مثل جامعة بوردو، والسوربون الجديدة، الكوليج دو فرانس، جامعة برينستون، وجامعة هارفارد. وهو عضو في اتحاد كتّاب المغرب، وباحث نشط شارك في لقاءات ثقافية في المغرب وخارجه، وأقام العديد من المحاضرات حول العالم.
له العديد من الإصدارات المهمة مثل «الأدب والغرابة: دراسات بنيوية في الأدب العربي»، « الأدب والارتياب»، «حصان نيتشه»، «العين والإبرة، دراسة في ألف ليلة وليلة»، «أبو العلاء المعري، أو متاهات القول» و«الكتابة والتناسخ»، وفي العام 2015م صدرت له الأعمال الكاملة في خمسة أجزاء (جدل اللغات، الماضي حاضرا، جذور السرد، حمالو الحكاية، مرايا»، وغيرها من الأعمال الفكرية والفلسفية والروائية التي نشرت غالبها دار توبقال المغربية. كما في العام 2014 صدر عن الدار نفسها كتاب «مسار، حوارات أجريت مع كيليطو»، جمع فيها كيليطو الحوارات التي أجريت معه طوال مسيرته العلمية، مترجمة جميعا إلى اللغة العربية. يعالج كيليطو في كتاباته مواضيع تخص المنظومة النقدية العربية الراهنة وإشكالاتها على ضوء مناهج بنيوية وسينمائية، ويتناول في أعماله مواضيع حول اللغة والهوية والاغتراب والذات والترجمة كما في كتابه «أتكلم بجميع اللغات لكن بالعربية». حيث يقدم للقارئ بلغة سهلة دراسات جادة في مواضيع متشعبة مضمخة بالأسئلة الوجودية، جاعلا من الثقافة المغربية، نقطة ارتكاز في مناقشاته الفكرية ومماحكاته الأدبية. وفي مجال الأدب فإن كيليطو يغوص بالقارئ في حكاياته التي يبدو تأثير الأدب العربي القديم واضحا فيها، كيف لا وهو الشغوف بحكايات ألف ليلة وليلة والمقامات العربية القديمة، تلك التي أشبعها دراسة وتنظيرا وطبق عليها المناهج الغربية الحديثة في التحليل والنقد.