برعاية "الشبيبة" اعلاميا انطلاق النسخة التاسعة من مهرجان مسقط السينمائي الدولي

مزاج الثلاثاء ٢٢/مارس/٢٠١٦ ٠١:٢٥ ص
برعاية "الشبيبة" اعلاميا
انطلاق النسخة التاسعة من مهرجان مسقط السينمائي الدولي

مسقط –

انطلق مساء أمس الاثنين مهرجان مسقط السينمائي الدولي التاسع والذي تنظمه الجمعية العمانية للسينما، وذلك بقاعة زايبا بفندق جراند هرمز، برعاية نائب رئيس مجلس الدولة المكرمة د. سعاد بنت محمد اللواتية وبرعاية «الشبيبة» إعلاميا، وبحضور عدد من كبار الشخصيات بالسلطنة والمدعوين من رعاة المهرجان، ووسط حضور نخبة من نجوم الفن والسينما من داخل وخارج السلطنة.

بدأ الحفل بكلمة رئيس المهرجان ورئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للسينما د. خالد بن عبد الرحيم الزدجالي قال فيها:

في مستهل مهرجاننا هذا يسعدنا أن نرحب بضيوفنا الكرام في بلدهم الثاني بين ذويكم وإخوانكم وأصدقائكم في سلطنة عمان، ليست كلمات تلقى من منطلق بروتوكولي، بل هذا هو شعورنا نحن تجاه إخواننا وضيوفنا المحترمين على اختلاف ألوانهم ومعتقداتهم، وأعراقهم وثقافاتهم، يجمعنا هدف واحد، تعمير الأرض، والرقي بالإنسان، وهذا لا يتحقق بالحروب والإرهاب والقهر والظلم، بل بالحب والسلام والتسامح . فمنذ البدء كان الفن السابع واعدا بأن يعمل على ترسيخ تلك القيم الرائعة في الوجدان الجمعي العالمي، وكثيرا ما يفي الفن السابع بالوعد، أفلام أسهمت بلغتها العالية في ذيوع كل ما هو في صالح البشرية من قيم الحب والسلام والتسامح، لكن في المقابل علينا أن نقر نحن رعايا مملكة الفن السابع أن فننا هذا ألحق الأذى بشعوب وعرقيات وديانات، فألصق بها ما ليس فيها من صفات ونعوت رديئة.

وأضاف: في هذا الشأن أتذكر دراسة أجراها البروفيسور الأمريكي جاك شاهين أستاذ الإعلام بجامعة ألينوي على حوالي 1000 فيلم من إنتاج هوليوود لينتهي إلى نتائج محزنة، سطرها في كتابه «العرب السيئون»، والمعني « بالعرب السيئين» تلك الصورة المغلوطة التي زرعتها هوليوود عبر أفلامها عن العرب والمسلمين في وجدان مئات الملايين من البشر، في تلك الأفلام يظهر العربي، بدويا قذرا، يجوب الصحاري ممتطيا ناقته وتتدلى بندقيته من كتفه بحثا عن قافلة يسطو عليها، بحثا عن امرأة يسبيها. وأضاف إن هوليوود في نظرتها الجائرة هذه والتي أصبحت رؤية مغلوطة في العقل الجمعي العالمي عن العرب والمسلمين، تجافي الحقيقة تماما.
وقال رئيس المهرجان: ليس العرب والمسلمون هكذا قتلة وإرهابيين ولصوصا وكما نعرف فأول كلمة أودعها الوحي قلب النبي محمد عليه السلام كانت: اقرأ ..والقراءة هي المعرفة .. هي الاستنارة ..وكل إنسان مستنير يعي جيدا أهمية قيم مثل المحبة والسلام والتسامح .
وحين هاجر الرسول الكريم إلى المدينة المنورة، كان مجتمعها يتشكل من كتل ثلاث، المسلمين، المشركين الذين لم يعتنقوا الإسلام، اليهود، فإن كانت ثمة صراعات، كانت بين الجميع، قبائل المدينة، من أوس وخزرج امتد صراعها لأكثر من 120 عاما، قبائل اليهود أيضا تصارعت، ومنها من تحالف مع الأوس، ومنها من تحالف مع الخزرج، لذا أتى الرسول بكلمته، التي هي كلمة الله، وثيقة المدينة المنورة لـتأسيس علاقات بين المختلفين دينا وعرقا ومصالح ..علاقات تتكئ على قيم السلام والتسامح، وأول من اكتشف ونبه إلى أهمية هذه الوثيقة لم يكن عربيا مسلما، بل أوربيا، المستشرق الألماني ويلهاوسن. وأضاف الزدجالي: وفي عصرنا الحديث ثمة نموذج آخر، يؤكد أننا أمة دستورها المحبة والسلام، هذا النموذج يبدو جليا في الأرض التي تحتضنكم الآن في مودة صادقة وحقيقية - سلطنة عمان أعني - حيث تتنوع الثقافات والمذاهب بل والأعراق، والذين عاشوا وعايشوا لحظة ميلاد الدولة العمانية الحديثة العام 1970 يستقر في وجدانهم نداء السلطان قابوس للعمانيين أن يتكاتفوا ويبدأوا معركة بناء عمان الحديثة، لم يفرق في ندائه بين رجل وامرأة نداؤه شمل حتى العمانيين خارج جغرافية الوطن، وبالفعل تكاتف الجميع وانخرطوا بحب وسلام وتسامح في معركة البناء. وقال الزدجالي: فقط أردت أن أقول إننا إن كنا نلح في الدورة التاسعة لمهرجان مسقط السينمائي، وفي كل الدورات الفائتة على رسالة الفن السابع في نشر انبثاقات الجمال الإنساني من محبة وتسامح وسلام، فهذا يعزى إلى التأثير السحري للسينما على الوجدان والذي يتضاءل أمامه تأثير أية وسيلة أخرى، حتى التليفزيون رغم انتشاره الهائل، لذا لا أبالغ إن قلت إن دولة تعطي ظهرها لصناعة السينما لا يمكن أن تنجح في بناء الإنسان المنتج والمنتمي والمستنير وستفقد إحدى أهم وسائل التوثيق البصري لفكرها وتاريخها وثقافتها، بل حتى بمــــــفهوم الربح والخسارة، فالاستثمار في السينما قد يكون مجديا بما يفوق صناعات أخرى كثيرة، ولا ننسى أن دولة مثل سلطنة عمان غنية بتضاريسها الجغرافية المتنوعة يمكن أن تلعب السينما دورا مهما في الترويج لمعالمها السياحية، من خلال أفلام يجري تصويرها في ربوعها الصحراوية والجبلية والشاطئية والمدنية وغيرها من التضاريس والموروثات التي تنفرد بها السلطنة عن غيرها في العالم.وفي ختام كلمته قال: أود أن أحيي كل يد ومساهمة بناءة أضافت لبنة في تنظيم هذا المهرجان مادية أو لوجستية أو معنوية و لهؤلاء الشباب المتطوعين أعضاء الجمعية العمانية للسينما الأشاوس. ثم تم تقديم عرض عن الأفلام المشاركة في المهرجان وهو عبارة عن مقاطع لهذه الأفلام. حيث يشارك بالمسابقة (11) فيلما روائيا طويلا، و( 13) فيلما روائيا قصيرا بالإضافة إلى مشاركة ( 9) أفلام تسجيلية، وتوجد أيضا (3) أفلام خارج المسابقة. كما يشارك ( 12) فيلما عمانيا ضمن مسابقة ملتقى الفيلم العماني، و (19) فيلما خارج المسابقة. ثم تلا ذلك غناء مميز بأربع لغات. ومعه عرض آخر للعزف على آلة الكمان. كما تضمن الحفل تكريم كل من بوسي وسمير صبري وكريم عبدالعزيز.
جدير بالذكر أنه سيصاحب المهرجان في نسخته التاسعة عدد من الورش التدريبية والندوات التي سيقدمها مجموعة من ضيوف المهرجان المصاحبة التي تستهدف محبي الفن السابع.