مسقط - ش
أنشئت هيئة تقنية المعلومات في 31 مايو 2006 بموجب المرسوم السلطاني رقم (52/ 2006) وتُعنى بتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمجتمع عمان الرقمي والحكومة الإلكترونية والمعروفة بـ"عُمان الرقمية" وذلك من خلال توفير البنى الأساسية اللازمة وتنمية مهارات أفراد المجتمع وتطوير صناعة تقنية المعلومات والاتصالات إلى جانب تشجيع ريادة الأعمال وتوفير مقومات الحماية والأمن السيبراني عموما، وفي تقريرنا التالي وتزامنا مع العيد الوطني المجيد نستعرض أبرز ما تحقق في سبيل تحقيق هذه الاستراتيجية الوطنية.
ولا تكتمل المنظومة التقنية إلا بوجود بنية آمنة، وهذا ما وفرته الهيئة من خلال تقديم خدمات عالية الجودة كتحليل المخاطر السيبرانية والتصدي لها وتوعية الأفراد بها، وقد قامت الهيئة ممثلة في المركز الوطني للسلامة المعلوماتية خلال السنوات الخمس الماضية بتأمين أكثر من 400 شبكة حكومية والتصدي لأكثر من 800 مليون هجمة إلكترونية على الشبكات الحكومية واكتشاف أكثر من 2 مليون فيروس وبرمجية خبيثة إضافة إلى اكتشاف أكثر من 32 ألف برنامج تجسسي والتصدي لأكثر من 730 مليون هجمة إلكترونية على الانترنت من 199 دولة حول العالم.
نطمح للأفضل
ويلخص الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي ابرز الإنجازات التي حققتها الهيئة منذ تأسيسها بقوله: "نحن في هيئة تقنية المعلومات فخورون بما تحقق في سبيل تنفيذ استراتيجية "عمان الرقمية" سواء فيما يتعلق بالتحول الرقمي ورفع مستوى كفاءة وفاعلية الخدمات الحكومية الإلكترونية أوفي مجال تعزيز وتشجيع صناعة تقنية المعلومات وريادة الأعمال في السلطنة وكذلك في مجال تطوير مهارات المواطنين وتنمية قدراتهم للتعامل مع تقنية المعلومات والاتصالات والتفاعل مع الخدمات الإلكترونية عموما، ويمكن الإشارة هنا إلى أهم الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الماضية حيث تم إنشاء وتدشين عدد من المراكز الوطنية المهمة ضمن البنى الأساسية الضرورية لتنفيذ الاستراتيجية ومنها: المركز الوطني للبيانات الذي يحتضن بيانات 38 مؤسسة حكومية، والمركز الوطني للتصديق الإلكتروني والذي كان له دور في إنجاز أكثر من 4 ملايين معاملة باستخدام التصديق الإلكتروني منذ إنشاءه في عام 2014، كما نذكر بوابة الدفع الإلكتروني التي تم من خلاها تنفيذ 450 مليون معاملة".
وفي مجال التحول الإلكتروني يقول الرزيقي:" تم حتى اليوم إتاحة أكثر من 780 خدمة إلكترونية مقدمة من 57 مؤسسة حكومية وذلك عبر المواقع الإلكترونية لتلك المؤسسات أو من خلال تطبيقات الهواتف الذكية منها 243 خدمة متكاملة، ولله الحمد فقد حصلت السلطنة على مراتب متقدمة على سلم التصنيف الدولي في مجال الحكومة الإلكترونية وفي مختلف مجالات تقنية المعلومات والاتصالات، وإن كنا نطمح إلى تصنيف أفضل إلا أن هناك تحسنا في كثير من المعايير الدولية في مجال الحكومة الإلكترونية؛ حيث تحل السلطنة حاليا في المرتبة 63 وفقا لتقرير الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية والمرتبة الرابعة دوليا والأولى عربيا في مجال الأمن السيبراني.
البنى الأساسية
بادرتالهيئة في تأسيس عددا من مشاريع البنى الأساسية اللازمة لقطاع تقنية المعلومات والاتصالات، حيث أطلقت مشروع السحابة الحكومية والتي توفر بنية أساسية مشتركة تشمل الخوادم، والشبكات، والتخزين، والتطبيقات وتحتضن حتى اليوم 55 مشروعا ل 27 مؤسسة حكومية في الجانب الآخر تساهم المنصة المركزية للتكامل في تبادل البيانات بين منافذ تقديم الخدمات الحكومية الإلكترونية، وتم خلالها تنفيذ ما يزيد عن 39 مليون معاملة.
وبهدف تعزيز التواصل بين المؤسسات الحكومية بصورة آمنة فقد أنشئت الهيئة الشبكة الحكومية الموحدةوهي شبكة اتصالات وطنية تعمل على رفع مستوى الخدمات التي تقدمها الجهات الحكومية من خلال تسهيل التواصل والتنسيق بينها، بما يضمن تقديم خدمات حكومية إلكترونية متكاملة، ومن إنجازاتها: ربط أكثر من1060 موقعا إلكترونيا حكوميا ل 70 مؤسسة حكومية وتم لاحقا ترقية مشاريع 19 مؤسسة منها وربطها بالشبكة الحكومية عالية السرعة.
وبالتوازي مع تلك المشاريع فقد دشنت الهيئة عددا من المراكز الوطنية المهمة منها المركز الوطني للبيانات والذي صمم ليكون مركزاً متعدد الاستخدام بجاهزية عالية ليكون متاحا لكافة المؤسسات الحكومية لاستضافة بياناتها، إضافةالى الحد من آثار الكوارث وضمان استمرارية العمل، كما يقوم المركز باستضافة مشروعات البنى الأساسية والأنظمة التابعة لهيئة تقنية المعلومات، ويحتضن المركز حاليا أنظمة وبيانات 38 مؤسسة حكومية.
كما دشنت الهيئة المركز الوطني للتصديق الإلكترونيفي عام 2013 بهدف توفير تقنيات آمنة لتوثيق المعلومات وتصديقها ومن إنجازاته حتى اليوم: إصدار أكثر من 14 مليون شهادة تصديق إلكتروني على البطاقة الشخصية وبطاقة الهاتف وإنجاز أكثر من 12 مليون معاملة باستخدام التصديق الإلكتروني إضافة إلى ربط 30 جهة حكومية بخدمة التصديق الإلكتروني وإصدار 659 حاوية تصديق إلكتروني لموظفين حكوميين.
في الجانب الآخر تقوم بوابة الدفع الإلكتروني بتمكين مؤسسات القطاعين العام والخاص من تحصيل الرسوم والمدفوعات إلكترونياً ومساعدة المواطنين على القيام بعمليات الدفع بسهولة وأمان كبيرين، حيث تستفيد من خدمة الدفع الإلكتروني عبر هذه البوابة 104 مؤسسات، وتم خلالها إنجاز ما يربو على 450 مليون معاملة.
صناعة تقنية المعلومات
واستنادا لدورها في تطوير صناعة تقنية المعلومات والاتصالات في السلطنة فقد قامت الهيئة بدعم وإطلاق عدد من المبادرات ومنها: مركز ساس لريادة الأعمال في عام 2013 والذي يعنى باحتضان المؤسسات العمانية الناشئة في قطاع تقنية المعلومات وقد احتضن المركز منذ تأسيسه 58شركة وساهم في توفير 350 وظيفة للعمانيين.
كما دشنت الهيئة مركز ساس لمحاكاة الواقع في عام 2014 ليكون مركزا إقليميا يوفر البنى الأساسية لتطوير مشاريع الواقع الافتراضيومحتويات الوسائط المتعددة للسوق المحلي والإقليمي، إضافة إلى دوره في تأهيل الشباب العماني في مجال ريادة الأعمال من خلال البرامج التدريبية التي يقدمها. ومن إنجازاته:توفير 758 فرصة تدريبية وتنفيذ 10 مشاريع متخصصة في الواقع الافتراضي.
وفي عام 2016 دشنت الهيئة مركز ساس لتطوير تطبيقات الهواتف الذكية والذي يعد الأول من نوعه في السلطنة في مجال تطبيقات الهواتف الذكية، ويهدف إلى تطوير المهارات الوطنية وتشجيع المواهب لتنفيذ تطبيقات الهواتف الذكية وتحويلها إلى مشاريع تجارية مستدامة. وقد فر المركز حتى اليوم أكثر من 900 فرصة تدريبية للعمانيين وساهم في تطوير أكثر من 210 تطبيقات للهواتف الذكية.
وبهدف تشجيع استخدام البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر دشنت الهيئة في مارس2010 المبادرة الوطنية لدعم البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر والتي ساهمت في تدريب 2700 متدربا بالتعاون مع 6 مؤسسات تعليمية كما تم ضمن أهداف هذه المبادرة تنظيم أكثر من 100 حلقة عمل و3 مؤتمرات متخصصة في البرمجيات الحرة ومفتوحة المصدر، واعتماد 3 تطبيقات في المناهج الدراسية.
المجتمع الرقمي
بهدف محو الأمية الرقمية، نفذت الهيئة عددا من البرامج التدريبيةالتي أثمرت عنتوفير 56123 فرصة تدريبية في أساسيات الحاسب الآليو82528 فرصة تدريبية للموظفين الحكوميين إضافة إلى تدريبأكثر من 200 مواطنافي برنامج الإلحاق بالمشاريع وتوفير أكثر من 5500 فرصة تدريبة تخصصية في مختلف مجالات تقنية المعلومات منها برنامج مخصصة للأطفال وربات المنازل إلى جانب حلقات العمل المتخصصة بأمن المعلومات والتوعية بالمواطنة الرقمية.
كما أطلقت الهيئة المبادرة الوطنية للحاسوب الشخصي والتي تضمنت منح جهاز حاسوب لكل أسرة من أسر الضمان الاجتماعي التي لديها طالب أو أكثر مقيد بالمدرسة، ومنح هذه الأجهزة أيضاً بشكل مجاني لطلبة التعليم العالي من أبناء هذه الأسر. إضافة إلى تحمل جزء من تكلفة جهاز الحاسوب الشخصي لطلبة التعليم العالي في السنة الدراسية الأولى بالسلطنة والمعلمين من خريجي مشروع تدريب موظفي الخدمة المدنية، وهدفت المبادرة إلى زيادة عدد مستخدمي الحاسوب وتمكين الدخول للشبكة العنكبوتية (الإنترنت) لإنجاز الخدمات الإلكترونية؛ وقد تم خلال هذه المبادرة (حتى توقفها) توزيع 334120جهاز حاسب آلي وأكثر من 85,000 مودم للإنترنت.
وباعتبارها الجهة المعنية بتنفيذ استراتيجية عمان الرقمية فقد قامت الهيئة بالاتفاق مع الشركات المزودة لتراخيص البرمجيات نيابة عن جميع المؤسسات الحكومية، وقد تم ضمن هذه المبادرة: توزيع عدد 83,958 ألف ترخيص من مايكروسوفت واوراكل للمؤسسات الحكومية وتدريب 5500 موظفا حكوميا وباحثا عن عمل في مجالات تخصيصية مختلفة في تقنية المعلومات.