راسم منصور: مهرجان مسقط السينمائي من المهرجانات الدوليّة المهمة

مزاج الثلاثاء ٢٢/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٥٩ ص
راسم منصور: مهرجان مسقط السينمائي من المهرجانات الدوليّة المهمة

مسقط-ش
كان من ضمن ضيوف مهرجان مسقط السينمائي البارزين في الدورة السابقة، وقدم في يوم المسرح العالمي الذي صادف أن يكون في أيام المهرجان مشهداً من مسرحية تشيخوف "اُغنية التمّ"، ولاقى إستحسان الكثير من ضيوف المهرجان، وفي هذه الدورة سيكون له دور أكبر، التقينا بالفنان العراقي "راسم منصور" للحديث المهرجان، وطبيعة مشاركته في هذه الدورة.
- تعيش في القاهرة، وهي حاضنة السينما العربية، وتقام فيها، وفي مصر عموماً الكثير من المهرجانات، وهذا يعطيك مساحة للمقارنة، والتقييم للمهرجانات العربية خصوصاً، فما رأيك بمهرجان مسقط السينمائي الدولي؟
- لاشك أن مهرجان مسقط السينمائي أصبح من المهرجانات المهمة، والبارزة في الساحة العربية الفنية، حيث يستقطب هذا المهرجان عدداً كبيراً، ومميزاً من السينمائين العرب، والأجانب، وكذلك ينتقي أفلاماً مميزة بالأضافة الى أن من مميزات هذا المهرجان أنه يشمل جميع أشكال الفيلم السينمائي (الروائي الطويل، والروائي القصير، التسجيلي، الوثائقي)، وكذلك يقيم عدد من الفعاليات، والأنشطة السينمائية، والفنية، والثقافية ضمن أيام المهرجان، ناهيك عن ضيوفه الذين يتم أختيارهم بشكل دقيق من قبل إدارة واعية، ومدركة، تعمل بخطى فيها شيئاً من الدقة، والعلمية، والتخصص متمثلة بالفنان المخرج العماني د. خالد الزدجالي، ورفاقه المتفانين، والذين شكلوا بجهدهم، وعملهم الدؤوب علامة مميزة في المنطقة العربية.

- ماهي برأيك أهم مميزات هذا المهرجان؟
- من أهم مميزات هذا المهرجان أنه يقام في بلد لديه من الحضارة، والتراث، ، والإستقرار، وحب الثقافة، والفنون الشيء الكبير، وهذا كله يجعل من المهرجان أكثر رصانة وإشعاع، فحتى على المستوى السياسي نجد السلطنة تلعب دور حمامة السلام بين الدول المتناحرة، وتلك التي تتأزم العلاقات بينها، فتبادر السلطنة للتدخل بمساع نبيلة لحلحلة المشاكل، ووأد الفتنة، هذا الدور يعطيها إمتياز آخر فهي تكنّ كل مشاعر الحب للجميع، وتريد الخير لهم، وهذا نابع من طبيعة الإنسان العماني المشبعة بالطيبة.

- وما هي طبيعة مشاركتك في المهرجان ؟
- وجهت لي إدارة المهرجان دعوة لإقامة حلقة للتمثيل ضمن فعاليات المهرجان لهذه الدورة، وهي التفاتة ذكية من إدارة المهرجان أن تستقطب الفنانين الذين لهم تخصصهم الدقيق في العملية الدرامية بشكل عام كوني أحمل تخصصاً، وهو التمثيل، فالتمثيل هو حجر الأساس في العملية السينمائية، وهو الوسيط الناقل لأفكار الفيلم السينمائي، وعنصر الأشتباك، والتشابك بين عناصر الفيلم السينمائي الأخرى، وبين المتلقي.

- ماذا ستقدم في الحلقة؟
- ستكون الحلقة قائمة على أسئلة متعددة منها: كيف يكون الممثل علامة دالة، ولها فعاليتها الفنية، والإبداعية داخل الفيلم السينمائي؟، بعد أن يتم الفصل بين كيفية التمثيل على خشبة المسرح، والتمثيل أمام الكاميرا السينمائية، وتحديد الأليات العلمية والإدائية، ومن ثم الغوص في فلسفة وجود الممثل في مكان، وظرف ما داخل المتن الدرامي للفيلم السينمائي، وكيفية أن يكون الممثل مدركاً بشكل عام لهذا الوجود في الزمن، والمكان، واللحظة، وكيفية الفصل، والأنتقال من فعل لآخر مع الإحتفاظ بإستمرارية المشاهد، والأفعال التي تتطلب أن تخزن في الذاكرة وإستعادتها وقت إستكمال الفعل في مكان آخر، وهنا تكمن صعوبة التمثيل للسينما، كما ستكون الورشة مكاناً لتوضيح الطرائق، والأساليب، والأليات الحديثة التي توصلت إليها مدارس التمثيل الحديثة، والتي تقوم على أساس التدريب، والتمرين المستمر، والإدراك لأهمية تفاصيل جسد الممثل، وطبقة صوته، وحالاته الإنفعالية، وكيفية السيطرة عليها، وتقتير إستخدامها أحيانا والإسهاب في حالة ما أحيانا اُخرى، وكيفية فهم أن التقنيات المتطورة مهما علا شأنها لا يمكنها أن تأخذ مكان الممثل، وآدميته، وإحساسه، ومشاعرة، وطبيعة تعبيره، بل على العكس تماما، فالتطور التقني، والعلمي إنما يضيف عناصر قوة اُخرى لفن التمثيل ، ويساهم في إبراز الطاقة الإنسانية الكامنة في داخله، ومن ثم يتحول الى معبِّر حقيقي، ومدرِك للفكرة، وللفعل السينمائي.

- قبل عامين وأقصد الدورة السابقة للمهرجان قدمت الفنانة نبيلة عبيد حلقتها التمثيلية للفنانات العمانيات فهل ستكون حلقتك لفئة معينة؟
- الحقلة لا تكون لفئه معينة، وإنما هي موجهه للممثل بشكل عام، وعلى جميع الأعمار والمستويات، لان فن التمثيل في تطور هائل، وبسرعة فائقة تحتاج الى الرصد، والإلتقاط، والتوقف على بعض التفاصيل، وفهمها، وتحليلها وفق رؤيتنا نحن، ووفق أليات عملنا السينمائي، كما أني أسعى الى أن يكون هناك عدد كبير من المشتركين لأجل أن تخلق حالة من التواصل الدائم، وأيجاد مناخ للتحاور، والأستفادة المتبادلة، وأنا ادرك تماما شغف، وحب الشباب، وغير الشباب من الأخوة العمانين بالفنون عامة، وبالسينما، والتمثيل خاصة، وقد شخصت ذلك من خلال تواجدي في الدورة السابقة وتقديمي لعرض مسرحي حينها، فقد لاحظت عن قرب مدى الرغبة لدى أبناء هذا الوطن الجميل بحبهم للفنون، وللسينما والمسرح وللتمثيل، وقد طلب مني إعادة العرض مرة اُخرى، وبقي عدد كبير منهم على تواصل معي، ونقاش وتبادل الأفكار والآراء وأنا سعيد بهذا لأني أرى في السلطنة انها قادرة بما تملكه من مقومات بشرية وطبيعية وحضارية أن تكون مكاناً للفنون، والإنتاج ورفد البشرية بالكثير من النتاجات الأبداعية المهمة.

- ماذا يحتاج الممثل العماني برأيك ؟
- الممثل العماني من وجهة نظري لا يختلف كثيراً عن الممثل في مكان آخر من العالم، غير ان ما يحتاجه الممثل العماني هو الإنطلاق من محليته نحو اُفق أرحب وأوسع، وأن يجد مفاتيحاً اُخرى تساعده على ذلك، وأنا أرى أن مايملكه من طاقة،وحب للفنون، ومن صدق في العمل والوعي الذي إكتسبه خلال الفترات الأخيرة، والناتج عن إقامة الفعاليات،والمهرجانات السينمائية، والمسرحية المختلفة، والتي إستطاعت أن تترك تأثيرها الكبير على الفنان، والممثل العماني، وأعطته الدافع نحو تقديم المزيد، غير أن ذلك لا يمكن بلورته بشكل مهم، ومناسب دون أن تتمازج، وتشتبك الأفكار بين الممثل العماني، وبين الآخر، من أجل التماهي، والأستفادة المتبادلة، لأن الممثل العماني يمتلك الكثير من الخزين المعرفي، والإدائي، وبحاجة لإبرازه، ورؤية ما يمكن أن يقدمه لمجتمعه أو للأنسانية.

- أعتقد انك تشعر أن المهمة الملقات على عاتقك صعبة اليس كذلك؟
- نعم بالتأكيد، أن تأتي هذه الحلقة بعد أن قدمت الفنانة الكبيرة "نبيلة عبيد" حلقة للممثلات العمانيات فهو مسؤولية كبيرة، وأنا أشعر بالفخر كون الأُخوة في السلطنة يضعوني بنفس مكانة هذه الفنانة الكبيرة بما لها من تأريخ سينمائي كبير وإن إختلفت الرؤى، والأساليب، والتكنيك، وهذا دليل على أن هذا البلد يسعى بقوة نحو بلورة مشتركات إبداعية مع الآخر سواء الفنان المصري، أو الفنان العراقي،أو السوري،أو الأوربي، أو الهندي من أجل خلق حالة فنية جديدة، وتطوير أساليب التمثيل ،وإيجاد المبتكر ،ولكن المهم أن يكون هناك تواصل مثمر للجميع.

- على ماذا ستركز في الحلقة؟
- سيكون التركيز في الحلقة على أن التمثيل هو فعل إنساني ينبع من الروح، ومادته الأساسية هي الأحاسيس، والمشاعر، ويُترجم على جسد الممثل، و صوته، وحركاته ليصل للمتلقي، كما أن التركيز أيضا سيكون على جزئية فهم كون الممثل ليس وسيطاً لنقل الفعل فقط بل انه هو من يصنع هذا الفعل وهو من يجده للمتلق، وأيضا سيكون هناك تركيز على كيفية التعامل مع التقنيات الحديثة في التصوير، والمونتاج، وكذلك الغاية من كونك متواجد في هذا الظرف الدرامي المعطاه لك.

- هل صحيح أنك تستعد لأداء دور في مسلسل رمضاني جديد؟
- نعم اُؤدي دورا في مسلسل "السلطان والشاه" ، وهو مسلسل تأريخي يُنتج الآن في القاهرة من قبل المنتج د."محسن العلي" ، وتأليف الكاتب العراقي "عباس الحربي" وإخراج المخرج العربي الكبير "محمد عزيزية" ،وتمثيل نخبة من النجوم العرب ،وهو دور يمتاز بكونه يحمل كاركتراً خاصاً ،وله بصمة ،واسلوب داخل المسلسل.

- وهل أنت راض عن مساحة الدور؟
- أنا كممثل دائماً أسعى الى أن أجد تأثيراً في المتلقي حتى وإن كان الدور ليس بالمساحة الكبيرة، فالفنان العراقي مازال يواجه أزمة كبيرة في كونه ليس من الذين يساعدون في تسويق العمل الدرامي القائم على الإنتاج الضخم، فلهذا تجد أن خيارات الممثل العراقي في التلفزيون عربياً محدودة، وليست واسعة، غير اني إستطعت أن أجد مكاناً وإن كان بسيطاً وسط هذا الكم الهائل من النجوم العرب والإحتكاك بها فنياً، فبعد النجم الزعيم عادل إمام ومسلسل "فرقة ناجي عطالله"، ودوري الذي شكل حضوراً كبيراً لدى الجمهور العربي، جاء هذا المسلسل ليشكِّل إستمرارية لوجودي، وإن كنت أسعى جاهداً الى ماهو أكبر من ذلك على صعيد الدراما التلفزيونية العربية، ولكن الألف ميل تبدأ بخطوة، وكما في المسرح الذي بدأته في العالم العربي بخطوة ليتسع، ويصبح طريقاً طويلاً قدمت خلاله عدداً من العروض المسرحية، وشكلت إسماً مسرحياً ناصعاً في سماء المسرح العربي، سأسعى الى نفس الغرض في الدراما، والسينما أيضا.