مسقط - لورا نصره
لا تهدأ عدسته عن التقاط الصور، فمن مهمّة في قلب جبال ووديان ظفار لتوثيق الحياة الفطرية إلى مهمّة أكثر إثارة في قلب صحراء الربع الخالي. ماذا يوجد بين الكثبان الرملية؟ وكيف تمت عملية البحث؟ أسئلة يجيبنا عنها المصوّر محمد الرواس ابن مدينة صلالة في محافظة ظفار.
تكوين الفريق
اجتمع محمد الرواس مع أصدقائه المصورين هيثم الشنفري، أحمد الطوقي وعبدالله العجيلي ليكوّنوا معا فريقا يتولى تنفيذ مهمة البحث عن البحيرات المتوقع تشكّلها ووجودها في صحراء الربع الخالي بعد إعصار لُبان.
يقول محمد: بدأت رحلة البحث بعد إعصار لُبان مباشرة حيث قمنا نحن الأربعة بجولات ورحلات في مواقع مختلفة من صحراء الربع الخالي لأننا توقعنا وجود البحيرات بسبب السيول القادمة من اليمن حيث شكّلت كميات المياه الهائلة المتدفقة من اليمن الشقيق سيولا هائلة امتدت إلى صحراء الربع الخالي بالسلطنة، ومن ثم تبخّرت في ليلة وضحاها.
ويضيف: من المهم العلم أنه لم يقُم أحد من قبل بتصوير وتوثيق السيول الجارفة والمارة بالصحراء، حيث تعتبر حدثا نادر جداً، ومن هنا برز أمامنا تحد للعثور على البحيرات المفقودة بقلب الصحراء.
طريقة البحث
البحث عن البحيرات بين تلال الكثبان الرملية الممتدة على مساحات شاسعة لم يكُن بالأمر السهل وعنه يقول محمد الرواس: طريقة البحث كانت مقسّمة بيني وبين الفنان هيثم الشنفري للبحث بدءاً من مقشن إلى دوكة والخذف وبيثنة والمناطق المجاورة المحتملة ومن ثم الحشمان بحثاً عن خيوط وأدلة تبرهن على وجود البحيرات مع بعض المساعدة من سكان المنطقة ورعاة الإبل في الموقع.
ويضيف: تطلّب الأمر أياما ورحلات عدة نظراً إلى بُعد المكان وعدم توفر الخدمات وشبكات الاتصالات وهو ما جعل الأمر يصبح أكثر تعقيداً وبه الكثير من المخاطر، خاصة أننا نقوم بهذا بجهودنا الذاتية ونتحمّل كافة التكاليف أيضا.
العثور على الهدف
يقول محمد متابعا قصته: بعد البحث الطويل وجدنا أخيراً موقع البحيرات بقلب الصحراء بالقرب من الحشمان وكانت المفاجأة مذهلة بالنسبة لنا؛ فما وجدناه حقيقة كان خياليا ويفوق توقعاتنا.. لقد وجدنا مجموعة من البحيرات المتفرقة ومختلفة الأحجام.
ولكن ماذا حصل بعد الوصول للبحيرات؟ يقول محمد: بعد تحديد الوجهة تم تنظيم رحلة لمدة 3 أيام لتغطية وتوثيق البحيرات بأكبر عدد من الصور ولقطات الفيديو.
رحلة محفوفة بالمخاطر
من المعروف حجم المخاطر الكبير الذي يواجه من يفكّر بالغوص بين الكثبان الرملية. فكيف استعد الفريق لهذه الرحلة؟ يقول محمد: المخاطر التي واجهناها كانت كثيرة ولكننا كنا مستعدين لها. والمخاطر تتعلّق ببُعد المكان والطريق الرملية التي تشبه المتاهات وعدم وجود شبكة اتصال بالإضافة إلى وجود عدد من العناكب الصحراوية (عنكبوت الجمل) التي خرجت بفعل المياه المشبعة بتربة الصحراء. أيضا كمية البنزين لدينا محدودة، واستخدمنا معدات الملاحة وأجهزة شحن بطاريات لأجهزة التصوير الجوي.. الخ.
ويضيف: بحمد الله وفضله أنجزنا المهمة بكل فخر وعدنا سالمين، وأتوجه بشكر خاص إلى الشباب المشاركين في هذا الحدث الذي لم يحصل من قبل ويعتبر فريدا من نوعه وقد لا يتكرر لعشرات السنين.
مَن هو؟
محمد الرواس مصوّر من محافظة ظفار، متخصص في تصوير وتوثيق الحياة الفطرية بكل تنوعها، ويطمح لأن يجمع كل أرشيفه في كتب أو مجلدات مصوّرة إلى جانب إنتاج عدد من الأفلام الوثائقية التي يتم تنفيذها بطريقة احترافية لتبقى في متناول الجميع بهدف زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على التنوّع الذي تتمتع به السلطنة.