"كاميرون" يعيش قلق ما قبل استفتاء مصير بريطانيا

الحدث الثلاثاء ٢٢/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٣٠ ص

لندن – ش

اعترف ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطانى لأول مرة بخوفه حيال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، معربا عن قلقه حيال استفتاء 23 يونيو المقبل، قائلا فى حوار خاص لصحيفة "الإندبندنت أون صنداى" إن أكبر مخاوفه الآن ينطوى على إقناع البريطانيين بالنزول للتصويت لمنع فوز حملة "خروج بريطانيا" من الاتحاد. وأشارت الصحيفة إلى أن الحكومة البريطانية حاولت أن تتصدى للمزاعم التى تقول إن كاميرون "فقد السيطرة" على حزبه بشأن أوروبا، لاسيما بعد استقالة إيان دانكان سميث، الجمعة بسبب تخفيضات "لا يمكن الدفاع عنها" فى الميزانية.
قالت الصحيفة إن رئيس الوزراء اعتبر أن هذه الاستقالة "مفاجئة ومحيرة"، خاصة وأن مصادر داخل الحكومة أكدت أنه لم يعرب عن أى من هذه المخاوف فى "أى مرحلة" قبل الاستقالة. ودافع كاميرون عن البقاء فى الاتحاد الأوروبى، داعيا البريطانيين للنزول للتصويت وقت الاستفتاء، كما دعا المتشككين فى أوروبا للإبقاء على بريطانيا داخل الاتحاد من أجل "أحفادهم". وطالب كاميرون الآباء بالتفكير فى أبنائهم محذرا من أن الخروج سيعرض سلام أوروبا للخطر، كما سيجمد علاقة لندن بالقارة العجوز لعقد فى حال تم التصويت بمغادرة الاتحاد
. وأشارت الصحيفة إلى أن كاميرون اعترف أيضا بأن محاولته لمنع سقوط ليبيا فى حالة من الفوضى بعد الإطاحة بحكم معمر القذافى فى 2011، لم تكن "كافية".

ايام فاصلة
وكان كاميون قد حذر في وقت سابق من أن أمام بريطانيا 100 يوم "لتأمين مستقبلها" والبقاء فى الاتحاد الأوروبى. وفى تسجيل مصور لحملة "بريطانيا أقوى فى أوروبا"، كرر رئيس الوزراء البريطانى ما قاله سابقا من أن خروج البلاد من التكتل الأوروبى سيرفع الأسعار، ويعرض فرص العمل للخطر، ويزيد من المخاطر الإرهابية التى تتعرض لها البلاد. ومن جانبه، حذر المستشار الإعلامى لحملة البقاء السير لينتون كروسبى من أن ما يسمى "بمشروع التخويف"، القائم على تحذير وتخويف الناخبين من آثار الخروج من الاتحاد الأوروبى، قد لا يكون ناجحا بالنسبة لحملة البقاء، لأن الناخبين يرون مخاطر البقاء فى الاتحاد الأوروبى وكذلك الخروج. وتوقع أن النتيجة ستعتمد على الجانب الذى يحفز مؤيديه بشكل أكبر للتصويت على البقاء أو الخروج فى استفتاء يوم 23 يونيو.
يأتى ذلك فى الوقت الذى كشف فيه استطلاع مؤسسة "أو آر بى" لصالح صحيفة "الديلى تليجراف" عن تقارب نسب الناخبين المؤيدين للبقاء أو الخروج، حيث أعرب 49% عن رغبتهم فى الرحيل عن الاتحاد، مقابل 47% يريدون البقاء، بصرف النظر عن احتمال توجههم إلى صناديق الاقتراع للمشاركة فى الاستفتاء، مع وجود 4% من الناخبين لا يعرفون كيف سيصوتون. ولكن وبسؤال الناخبين الذين سيشاركون بشكل أكيد فى الاقتراع، فإن النسبة ترتفع وبشكل كبير لصالح الخروج بنسبة 52%، مقابل 45% لصالح البقاء، مع وجود 3% من الناخبين لا يزالون مترددين.

معارضون
من جهته قال وزير العدل البريطانى مايكل جوف أن استمرار عضوية بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى سيجعل من الصعب تحديد الإرهابيين والحفاظ على البلاد آمنة فى المستقبل، فى تعارض واضح لتصريحات رئيس الوزراء ديفيد كاميرون.
يأتى ذلك فى إطار استمرار السجال الدائر حاليا بين حملتى البقاء والرحيل عن الاتحاد الأوروبى، وتحدى حملة الخروج التصريحات الصادرة من المعسكر الآخر حول خطورة التصويت لمغادرة التكتل فى استفتاء يوم 23 يونيو المقبل.
وقال وزير العدل لصحيفة "ذى صنداى تايمز" أنه من الأسهل إبقاء البلاد أمنة خارج الاتحاد الأوروبى، فى تعارض واضح لما يؤكده كاميرون من أن بريطانيا ستصبح "أكثر أمنا وأقوى وأفضل حالا اقتصاديا" داخل الاتحاد الأوروبى.
وأشار جوف إلى أن قضاة محكمة العدل الأوروبى تتخذ "قرارات ضد مصالحنا، وهناك فرص أفضل للحفاظ على أمن الناس وسلامتهم إذا أصبحنا خارج الاتحاد الأوروبى". وأضاف "أعتقد بشكل عام أن أمننا القومى سيتم تعزيزه إذا كنا قادرين على اتخاذ القرارات التى نحتاجها والتحالفات التى نؤمن بها خارج الهياكل الحالية للاتحاد الأوروبى". وحذر وزير العدل البريطانى مايكل جوف من أن بروكسل تغذى ظهور "عبدة هتلر" فى جميع أنحاء القارة الأوروبية، وأن الاستمرار فى الاتحاد الأوروبى يجعل من الصعوبة تحديد الإرهابيين، ولكن مغادرته يحافظ على أمن المملكة المتحدة. وبرر جوف دفاعه عن موقفه لصالح مغادرة الاتحاد- فى تصريح لصحيفة صانداى تايمز البريطانية- أن محكمة العدل الأوروبية قوضت قدرة وكالات الاستخبارات البريطانية على مراقبة الإرهابيين المشتبه بهم. وألقى الوزير باللوم أيضا على الاتحاد الأوروبى فى أسوأ موجة تصاعد لليمين المتطرف من أى وقت مضى منذ ثلاثينيات القرن الماضى، وقال أن قواعد الاتحاد الأوروبى "تضر" بالأمن البريطانى والقدرة على ترحيل الإرهابيين. يأتى ذلك فى إطار استمرار السجال الدائر حاليا بين حملتى البقاء والرحيل عن الاتحاد الأوروبى، والذى سيبت الأمر فيه فى استفتاء يوم 23 يونيو المقبل.
وكان 6 نواب محافظين قد اعلنوا لأول مرة أنهم سيصوتون لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.
وأصدر النواب- الذين دخلوا البرلمان فى انتخابات مايو الماضى بيانات لصحيفة "ذى تايمز" أعلنوا فيها أن إعادة تفاوض رئيس الوزراء ديفيد كاميرون لن تؤدى سوى إلى القليل لتقليل عدد المهاجرين أوعودة السيادة إلى بريطانيا. وقالوا أن آمالهم فى تغيير جذرى تحطمت على الرغم من استعداد كاميرون شن أهم هجوم دبلوماسى فى حياته المهنية خلال الفترة المقبلة للوصول إلى صفقة ترضى الجناح اليمينى فى حزبه.
يذكر ان رئيس حزب المحافظين الأسبق، اللورد نورمان تيبيت،دعا في وقت سابق رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، إلى تقديم استقالته إذا صوت البريطانيون على الخروج من الاتحاد الأوروبى فى استفتاء يونيو القادم، قائلا "إنه يعتقد أنه سيصبح من الصعب جدا على رئيس الوزراء وقتها الاستمرار فى منصبه". وقال اللورد تيبيت، وهو أحد كبار أعضاء حملة الخروج من الاتحاد الأوروبى ووزير أسبق بالحكومة، لشبكة "بى بى سي" إنه يجب على رئيس الوزراء الاستقالة، مضيفا "ما أقوله هو أننى أعتقد أنه (كاميرون) سيجد من الصعب للغاية تغيير موقفه". وتابع "سيقول هذا ما أردته ولكن البلاد أرادت شيئا مختلفا. لذا سأنتقل إلى الجانب الذى اختارته البلاد. أعتقد أنه سيكون من الصعب للغاية أن يفعل ذلك". كان رئيس الوزراء البريطانى قد نفى فى أكثر من مناسبة تقديم استقالته من منصبه إذا خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وبسؤاله عما إذا كان يتفق مع وزير العمل والمعاشات ايان دنكان سميث، بأن حملة رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد ‏كاميرون، للبقاء فى الاتحاد الأوروبي، ترتكز على "التهديد وتشويه ‏السمعة"، قال اللورد تيبيت "نعم أتفق مع ذلك، هناك الكثير من السخافة فيما يتعلق بالادعاء أن الخروج من التكتل الأوروبى يعتبر قفزة فى الظلام". كان وزير العمل والمعاشات، ايان دنكان سميث، قد هاجم حملة رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد ‏كاميرون، للبقاء فى الاتحاد الأوروبي، متهما حملته بأنها ترتكز على "التهديد وتشويه ‏السمعة"، وأنها تقوم بادعاءات "يائسة" عن مخاطر الخروج.‏ وفى مقاله فى صحيفة "الديلى ميل"، هاجم الوزير البريطانى حكومته قائلا إنها شنت ‏‏"سلسلة من المحاولات المثيرة" باستخدام الأعمال التجارية الكبيرة، ووزراء المالية والقادة ‏الأوروبيين إلى التخويف والتهديد بأن الخروج من الاتحاد الأوروبى سيؤثر على رخاء ‏وازدهار البلاد.‏