البيت الابيض : عدم استقبال كاسترو لأوباما ليس به إساءة

الحدث الثلاثاء ٢٢/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٢٩ ص
البيت الابيض : عدم استقبال كاسترو لأوباما ليس به إساءة

واشنطن – هافانا – ش – وكالات

أكد البيت الأبيض أنه لا يعتبر عدم استقبال الرئيس الكوبى راؤل كاسترو لنظيره الأمريكى باراك أوباما لدى وصوله إلى هافانا به أى إساءة.
ونقلت صحيفة "يو اس ايه توداي" عن نائب مستشارة الأمن القومى الأمريكى بن رودس قوله إنه لم يكن من المنتظر أو حتى تم مناقشة وجود الرئيس كاسترو بالمطار، وأضاف بن رودس فى هافانا أن الكوبيين اعتبروا اجتماع أوباما وراؤل كاسترو امس الاثنين هو بمثابة الاستقبال الرسمى للرئيس الأمريكي
وكان عدد من المسئولين الكوبيين من بينهم وزير الخارجية الكوبى برونو رودريجيز والسفير الكوبى لدى الولايات المتحدة خوسيه كاباناس فى استقبال أوباما لدى وصول الطائرة الرئاسية "اير فورس وان" مطار هافانا.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدم استقبال كاسترو للرئيس أوباما دفع المرشح الجهورى فى انتخابات الرئاسة الأمريكية الملياردير دونالد ترامب إلى التعليق على موقع تويتر للتواصل الاجتماعى إذ قال ترامب فى تغريدة له أن هذه إشارة إلى إبداء "عدم الاحترام"، وكتب ترامب، فى تغريدته، قائلا "الرئيس أوباما وصل إلى كوبا..حدث كبير، وراؤل كاسترو لم يكن فى استقباله"،وأشار ترامب إلى أن كاسترو كان قد استقبل بابا الفاتيكان وآخرين من قبل.
وكان أوباما وعائلته قد وصلوا إلى كوبا مساء أمس الاول الأحد ليكون أول رئيس أمريكى يزور كوبا منذ عقود
وفى سياق متصل، وصف الرئيس الأمريكى باراك أوباما زيارته إلى كوبا بالتاريخية .. معربا بشكل واضح عن أهمية الزيارة. وأوردت صحيفة /نيويورك تايمز/ الأمريكية أن الرئيس الأمريكى قال لاعضاء السفارة الأمريكية فى هافانا "إنها لفرصة تاريخية للتعامل بشكل مباشر مع الشعب الكوبى وإبرام اتفاقيات جديدة وصفقات اقتصادية، وبناء علاقات جديدة بين شعبى البلدين، وبالنسبة لى لأضع رؤيتى حول مستقبل أكثر من ماضينا". وشكر أوباما أعضاء السفارة الأمريكية الذين جلبوا الأطفال الصغار لهذه الاحتفالية، معربا عن أملهم فى أن يفكر هؤلاء الصغار عندما يكبروا بأنه من الطبيعى أن يزور رئيس أمريكى كوبا، وأن يفكروا أنه من الطبيعى أن يعمل شعبا البلدين معا. يشار إلى أن أوباما وأسرته قاموا بالتجول فى الجزء القديم من العاصمة هافانا بعد ساعات قليلة من وصولهم إلى كوبا فى زيارة تعد الأولى التى يقوم بها رئيس أمريكى منذ الثورة الكوبية عام 1959.. ومن المقرر أن يلتقى أوباما خلال زيارته الرئيس الكوبى راؤول كاسترو حيث سيناقش الجانبان العلاقات السياسية والتجارية بين البلدين. وكان فى استقبال أوباما وزوجته وابنتاه لدى وصولهم إلى هافانا الليلة الماضية وزير الخارجية الكوبى برونو رودريجيز.

لقاء تاريخي
التقى باراك اوباما امس الاثنين راوول كاسترو لاعطاء دفع جديد لعملية التقارب التي بدأت في نهاية 2014 بين الولايات المتحدة وكوبا، في اليوم الثاني من زيارة تاريخية لهافانا.
ورسم لقاء المسؤولين في القصر الرئاسي في ساحة الثورة، الثالث بينهما منذ الاعلان المفاجئ عن عملية التقارب، الخطوط العريضة لهذه العلاقة الجديدة.
وبالنسبة الى اوباما الذي سيغادر البيت الابيض خلال 10 اشهر، الهدف واضح وهو ان تكون عملية التقارب مع هافانا نهائية ولا رجوع عنها ايا كان خلفه في البيت الابيض في العام 2017.
وراوول كاسترو الذي يكبر اوباما بثلاثين عاما سيدعو مجددا الى الغاء الحظر المفروض على بلاده منذ 1962.
وبمناسبة الزيارة وافق البيت الابيض على تخفيف جديد للعقوبات. فقد اجازت الخزانة الاميركية شبكة "ستاروود" للفنادق فتح فندقين في هافانا في سابقة منذ الثورة الكوبية في 1959.
لكن هافانا تريد المزيد واعربت عن الرغبة في استقبال سياح اميركيين والقيام بتعاملات دولية دون عقبات وجذب استثمارات اجنبية لدعم الاصلاحات الاقتصادية التي اطلقها راوول كاسترو.
وقال اوباما بعيد وصوله الى هافانا "انها زيارة تاريخية ومناسبة تاريخية" وغرد بالقول "كيف الحال يا كوبا؟".
وجال الرئيس الاميركي الذي رافقته زوجته ميشال وابنتاهما ماليا (17 عاما) وساشا (14 عاما) في المدينة القديمة تحت الامطار الغزيرة واصبح اول رئيس اميركي يزور خلال ولايته كوبا منذ الثورة في 1959.

مواضيع تثير الاستياء
بعد قمة الاميركيتين في باناما في ابريل 2015 والجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول/سبتمبر، سيكون اللقاء الثالث بين المسؤولين مناسبة للتطرق الى مواضيع تثير الاستياء.
وبعد وضع اكليل من الزهر امام نصب خوسيه مارتي التذكاري وعد اوباما بالتطرق امام راوول كاسترو الى ملف حقوق الانسان غداة اعتقالات جديدة طالت حركة "النساء المتشحات بالبياض" المعارضة.
والاعتقالات خلال تظاهرة الحركة ايام الاحاد شائعة وكالعادة افرج لاحقا عن الناشطين لكن الحادثة التي نقلتها وسائل اعلام عالمية عديدة لم تكن مستحبة قبل ساعات من وصول الرئيس الاميركي الى كوبا.
ودعا اوباما عددا من المنشقين الثلاثاء لاجتماع للمجتمع المدني الكوبي يعقد داخل السفارة الاميركية او مقر السفير الاميركي.
وحول هذا الموضوع يبقى موقف السلطات الكوبية ثابتا واكدت حزمها هذا الاسبوع على لسان وزير الخارجية برونو رودريغيز. وحذر الاخير من ان هافانا غير مستعدة "للتنازل عن اي من مبادئها (...) للتقدم نحو التطبيع".
وقال مايكل شيفتر مدير معهد "انتر اميريكان دايالوغ " ان "هدف الزيارة اكبر وهو ترسيخ التطبيع الدبلوماسي بغض النظر عن الرئيس الاميركي الجديد العام المقبل".

عشاء في قصر الثورة
واعاد البلدان علاقاتهما الدبلوماسية في يوليو 2015 وشطبت واشنطن كوبا من قائمتها للدول الداعمة للارهاب في مايو لكن الخلافات تبقى كبيرة بين البلدين العدوين في حقبة الحرب الباردة.
وبالنسبة للشعب الكوبي التطبيع الكامل للعلاقات يمر اولا بالرفع التام للحظر الذي يعود للكونغرس وايضا باعادة قاعدة غوانتانامو الاميركية التي تم احتلالها في 1903 وترفض واشنطن بحث هذا الموضوع.
وقال شيفتر "ان التطبيع التام سيستغرق وقتا طويلا". واضاف "سيضطر الكونغرس الاميركي الى رفع الحظر وسترغم كوبا على تسريع عملية الانفتاح السياسي والاقتصادي اضافة الى تحسين وضع حقوق الانسان".
والاثنين التقي اوباما ايضا مقاولين كوبيين مستقلين قبل عشاء رسمي في قصر الثورة.
من جهته التقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري وفدي الحكومة الكولومبية والقوات المسلحة الثورية في كولومبيا اللذين يجريان مفاوضات سلام في كوبا منذ ثلاثة سنوات ونصف