رأس الحد - صالح الرواحي
تبحث عن الراحة والاستجمام؟ ما رأيك أن تبحر بقارب إلى مكان كالخيال وتقيم في شاليه عائم على وجه الماء وتعيش أوقاتا لا تنسى!. لقد أصبحت هذه الرحلة ممكنة بفضل المشروع الذي أطلقه ناصر بن سالم بن حميد العامري وهو واحد من الشباب الطموحين الذي اتجه للاستثمار في السياحة البحرية فبنى الشاليهات العائمة بنيابة رأس الحد بمنطقة (خور جراما) بولاية صور.
تعد السياحة البحرية من أفضل الاستثمارات السياحية في الوقت الراهن وتحظى بدعم الجهات المعنية في السلطنة لكونها تساهم بصورة مباشرة في اجتذاب السياح من خارج السلطنة، وهناك عمانيون كثر اتجهوا لهذا النوع من الاستثمارات وأبدعوا في أفكارهم ومشاريعهم فحصدوا النجاح.
ناصر العامري وهو واحد من هؤلاء الشباب الطموحين الذين يعملون على إثراء السياحة البحرية في عمان ويعد أول مواطن عماني ينشئ مثل هذه الشاليهات ذات التجهيزات الرائعة والتي تعودنا أن نشاهدها في الدول الأوروبية وبأسعار تكاد نكون خيالية ولكن أن نشاهدها في السلطنة وفي موقع بحري جميل بنيابة رأس الحد بمنطقة (خور جراما) بولاية صور وبهذه الروعة من الجمال والخدمة المتواصلة وبالسعر الزهيد وبالجهود الذاتية وبالتعاون والدعم من الجهات المعنية بمحافظة الشرقية جنوب، فهو لأمر يدعو إلى الفخر والاعتزاز خاصة إذا كانت فكرة مثل هذه المشاريع نابعة من أبناء هذا الوطن الغالي الذي رسم مسيرته الظافرة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه-، "الشبيبة" زارت شاليهات رأس الحد منطقة (خور جراما) لتتعرف على قصة إنشائها.
فكرة إنشاء الشاليهات
ولادة الفكرة وتنفيذها سؤال يجيب عنه صاحب الشاليهات ناصر العامري. يقول: لم تأت فكرة الشاليهات من فراغ. فأنا ولدت وترعرعت بالقرب من البحر وركبت البحر وشاركت في الإبحار وصناعته السفن، وقد تمعنت النظر في الأرصفة التابعة للميناء ومنها هنا جاءت فكرة الشاليهات لاستغلال الأرصفة بالميناء بما يعود بالنفع علينا نحن كصيادين وقاطني السواحل البحرية وخاصة في نيابة رأس الحد التي تشتهر بطبيعتها الخلابة وطقسها الجميل وبدأت أفكر في إقامة شاليهات تساهم في تنشيط الحركة السياحية بالسلطنة، وقد بدأت بتركيب الشواصي أسفل البحر ثم ركبت عليها الشاليهات وعلى الرغم من المشروع الذي أنشأته والذي بلا شك سوف يخدم السياحة في عمان إلا إنني لم أتلق الدعم المادي من أي جهة في البلاد، باستثناء أنني حصلت على التشجيع من قبل عدد من الدوائر الحكومية بالولاية خاصة من قبل شرطة عمان السلطانية، وزارة النقل والمواصلات لشؤون الموانئ والأمن والسلامة وزارة البلديات الإقليمية، وموارد المياه ممثلة في بلدية رأس الحد.
تكلفة الشاليهات وتجهيزاتها
تكلفة إنشاء الشاليهات تختلف من شاليه إلى آخر وفقا للمساحة وعدد الغرف والخدمات المتوفرة في الشاليه. يقول العامري: تراوحت تكلفة الشاليه بين (15000) إلى(25000) ريال عماني. وفقا للمساحة فالشاليه الأكبر تتكون من ثلاث غرف طول الغرفة الواحدة 6×6 وصالة مساحتها 8×7 والطابق العلوي و2 دورات مياه ومطبخ، وجميع الشاليهات جهزت بالطاقة الشمسية وهي مزودة بالكهرباء والمياه والصرف الصحي، ومعدات الأمن والسلامة، من أجهزة الإطفاء وصناديق الإسعافات الأولية وغيرها من متطلبات السلامة إلى جانب خدمات التواصل.
ولا شك بأن أي مشروع في بدايته تصطدم بصعوبات حتى يشتهر ويعرفه المواطنون والسياح وتستمر الصعوبات حتى الأشهر السبعة الأولى لكن بعدها يشعر صاحب المشروع بالراحة والاطمئنان على نجاح سير المشروع السياحي.
إقبال كبير
وعن مدى الإقبال على الشاليهات وأسعار الإقامة فيها. يقول العامري: "أعتمد على تأجير الشاليهات في أيام إجازات نهاية الأسبوع الجمعة والسبت وإجازات العيد الوطني والأعياد الدينية، وهناك إقبال كبير داخليا وخارجيا من مواطني دول مجلس التعاون الخليجي حيث تتصدر المرتبة الأولى دولة الكويت ثم الإمارات ثم السعودية وقطر وهناك سياح من أوروبا يأتون للاستمتاع بطقس نيابة رأس الحد.
ويضيف: "تكاد الأسعار تكون في متناول الجميع ففي أيام نهاية الأسبوع تبلغ تكلفة الإقامة لـ ليلة في الشاليه التي تتكون من طابقين بغرفة نوم وصالة ودورة مياه ومطبخ (80) ريالاً وهي تتسع لـ (8) أشخاص، أما الشاليه الثانية يوجد بها ثلاث غرف وصالة وتتسع لـ (15) شخصاً ومطبخ فسعرها لليوم الواحد (100) ريالاً عمانياً أما الشاليه الثالث فيوجد به أربع غرف وصالة ومطبخ ودورتا مياه يبلغ سعر الليلة فيه (120) ريالا عمانيا.
وإذا ما حدث شيء طارئ لواحد من السياح هناك أخوة مستعدين على إنقاذ المصاب في أسرع وقت ممكن حيث خصص لهم مكان قريب من أماكن سكن السياح في الشاليهات.السياح بصورة عامة عند رؤيتهم للمكان في رأس الحد والشاليهات الجميلة وطبيعة المكان والهدوء وفكرة الشاليهات ينبهرون بكل شيء والدليل على ذلك بعض السياح من دول الخليج يحجزون بالأيام ونحن نعترف ببعض الأخطاء من حيث التأخير في طلبات الأكل وفي عملية النقل من وإلى موقع الشاليه خاصة أيام نهاية الأسبوع والإجازات بمدة قصيرة قد تصل إلى 30 دقيقة وسوف يتم النظر في هذا التأخير وتعديله.
التخطيط لمطعم عائم وسوبر ماركت
يتابع العامري حديثه معنا فيقول: "واجهت صعوبات في بداية تأسيس الشاليهات لكن سرعان ما تلاشت بفضل تعاون الدوائر الحكومية بالولاية والمسؤولين وبقيت الصعوبات قليلة مثل توفير الرصيف والمكتب والعمال المساعدين للعمل في تنظيف الشاليهات. المرحلة الثانية سوف تكون الأفضل حالياً ندير المشروع بأنفسنا أنا وإخواني وأولاد أخواني وأولاد أختي وسوف نقوم بإنشاء شركة أهلية بيننا خلال الفترة المقبلة تخدم الحركة السياحية في البلاد، ولدينا العديد من الأفكار التي سنعمل على تنفيذها ومنها مطعم عائم يقدم كافة الأكلات الشعبية والأوروبية للسياح العمانيين والأجانب، وإذا سمح القانون فإننا سنقوم بإنشاء سوبر ماركت عائم أو ثابت بحيث يستطيع الزائر شراء احتياجاته منه مباشرة والتخلص من عناء حمل الأغراض من الولاية التي جاء منها حيث يتواصل مع القارب الذي قام بنقله من الرصيف إلى الشاليه القاطن به ويطلب كافة احتياجاته التي يريدها وهو بدوره يقوم بإيصالها إلى السائح بأسرع وقت ممكن.
مصلى ودورة المياه
ويخطط العامري أيضا لبناء دورات مياه للسياح وللصيادين، وكذلك بناء مصلى جديد. يقول: "قررنا أن نبني مصلى جديدا لأن المسجد القديم الموجود منذ أكثر من 15 عاما تدخله مياه البحر في بعض الأحيان، ولذلك بدأنا بناء مصلى آخر بعيد عن المسجد القديم وزودناه بدورات مياه للرجال والنساء لخدمة السياح والصيادين إلا أننا تفاجأنا بقرار البلدية إيقافنا عن العمل ورغم أننا وفرنا لهم كافة الأشياء المطلوبة إلا أننا متوقفون منذ 7 أشهر ونأمل كل الخير منهم في رفع الإيقاف قريباً لتحويل مشروعنا إلى مشروع متكامل يلبي خدمات السياح كافة ويوفر لهم الراحة والاستجمام.