طهران – الرياض – – وكالات
تصدر ملف الأزمة الدبلوماسية السعودية الإيرانية وتداعياتها النقاش السياسي والتغطية الإعلامية، علاوةً على الجهود الإقليمية والدولية الساعية إلى إنهاء الخلاف، وتقريب وجهات النظر بين طرفي الأزمة. وفي غضون ذلك، وصل وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى الرياض للمشاركة في الاجتماع الطارئ لوزراء مجلس التعاون الخليجي لبحث تداعيات أزمة الاعتداء على السفارة السعودية وقنصليتها في إيران.
ومن الرياض إلى القاهرة، من المقرر عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب اليوم الأحد، بناءً على طلب الرياض إدانة انتهاكات إيران لحرمة مقار بعثاتها الدبلوماسية.
ويعقد بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الاجتماع غير العادي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب اليوم الأحد برئاسة وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد، وبحضور أمين عام جامعة الدول العربية د.نبيل العربي، وذلك بناءً على طلب من المملكة العربية السعودية لبحث الانتهاكات الإيرانية لحرمة سفارتها في طهران وقنصلياتها في مشهد الإيرانية. وقال مصدر دبلوماسي إن الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب سيناقش بنداً واحداً فقط وهو إدانة انتهاكات إيران للسفارة السعودية في طهران، وقنصليتها في مشهد، مرجحاً أن يحظى هذا البند بالإجماع العربي لا سيما مع رفض كافة دول المنطقة الانتهاك الأخير الذي شهدته المقار الدبلوماسية السعودية في إيران. وأدانت جامعة الدول العربية من قبل على لسان أمينها العام د.نبيل العربي الاعتداءات التي تعرضت لها المقار الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد، إذ أكد العربي أنها تمثل «انتهاكا صارخا لمواثيق الأمم المتحدة والأعراف الدولية القاضية بحماية البعثات الدبلوماسية والقنصلية، كاتفاقية فيينا عامي 1961 و1963». وفي وقتٍ شدد فيه ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، على أن بلاده لن تسمح بنشوب حرب مع إيران، وفقاً لما نقلته عنه مجلة إيكونوميست البريطانية، الخميس الفائت، فإن إيران بدورها شددت على أنها لا تريد تأجيج التوترات مع السعودية، بحسب ما صرح به وزير خارجيتها محمد جواد ظريف.
وقال ظريف إن بلاده لا تريد تأجيج التوترات مع السعودية وسائر جيرانها في الخليج، مطالبا في الوقت نفسه بالاستماع «إلى صوت العقل»، وجاء ذلك في رسالتين منفصلتين بعث بها ظريف إلى الأمين العام للأمم المتحدة وأمين منظمة التعاون الإسلامي أمس الأول، حسبما ذكرت قناة «العالم» الإيرانية يوم أمس السبت.
وقال ظريف: «ليس لدينا أي رغبة في حصول تصعيد في التوترات في محيطنا»، مضيفا «علينا جميعا أن نكون موحدين في وجه التهديدات التي يشكلها المتطرفون علينا جميعا».
يذكر أن السعودية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران عقب قيام محتجين إيرانيين باقتحام سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد وإضرام النار فيهما عقب إعدام السعودية لرجل الدين نمر باقر النمر بعد إدانته باتهامات على صلة بالإرهاب.
وعلى صعيد المشاورات العربية السعودية، عقد وزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير يوم أمس السبت اجتماعاً مع نظيره الأردني ناصر جودة الذي زار الرياض، وناقشا خلاله الأوضاع في المنطقة وخاصة التطويرات الأخيرة بين المملكة وإيران. وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) إن الجبير وجودة عقدا اجتماعا في قاعة الاجتماعات بمطار «قاعدة الملك سلمان» الجوية بالقطاع الأوسط في الرياض بحثا خلاله العلاقات الثنائية بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وتأتي زيارة جودة أمس إلى الرياض والاجتماع مع الجبير بعد ثلاثة أيام من التصريحات التي أطلقها العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين والتي أكد خلاها على وقوف بلاده الكامل إلى جانب السعودية في كل ما من شأنه دعم قضاياها ومحاربة الإرهاب والتطرف وحماية أمنها واستقرارها، كما أدان بشدة حادثة الاعتداءات على السفارة السعودية في طهران.