الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي لـ"الشبيبة" مسقط "عاصمة السلام" بفضل السياسات الحكيمة لجلالته

الحدث الثلاثاء ٢٢/مارس/٢٠١٦ ٠٠:١٩ ص
الأمين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي لـ"الشبيبة"
مسقط "عاصمة السلام" بفضل السياسات الحكيمة لجلالته

القاهرة- خالد البحيري
قال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي إن العلاقات بين السلطنة ومصر تاريخية وقديمة، وكانت دائما ثابتة ومتزنة، ويرجع الفضل في ذلك إلى السياسة الحكيمة التي يتبناها جلالة السلطان قابوس بن سعيد - حفظه الله ورعاه - والتي تتسم بالتفهم والحكمة ورؤية أبعاد جميع الموضوعات، وهو نفس النهج الذي يسير عليه الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية معالي يوسف بن علوي.
وأضاف في تصريحات حصرية لـ"الشبيبة" إن مسقط هي عاصمة السلام، وأن كثيرا من المشاكل الدولية يتم بحثها في السلطنة بهدوء وعمق وتجد هناك الكثير من الأذان الصاغية والحلول المبدعة.
وتابع: كثيرةٌ هي المعاني السامية، والقيمُ النبيلة، التي تقفز إلى الأذهان -ليس في مِصرَ وحدها، بل في المنطقة والعالم- بمجردِ ذكر اسم صاحبِ الجلالةِ السلطان قابوسُ بن سعيدٍ -حفظه الله ورعاه-، فالحكمةُ صفةُ، وسلوكٌ يلازمُ جلالَتَهُ منذ ريعانِ الشباب، والحِلمُ والعفو طبعٌ لا تغيرهُ هبّات رياحِ الزمن، والدعوةٌ إلى السلامِ والتسامحِ ولمّ الشملِ العربي، وتجنيبٌ الإنسانيةِ ويلاتٌ الحروب، وأصوات المدافع، ورائحة البارود، سياسة ثابتة، لا تتبدل، ولا يعتريها الفتور.
وقال العربي: وكما كانت يد الإنجاز تبني وتعمّر في الداخل، كان صوت الحكمة ينطلق قويا، صادقا، في الخارج، يوثق لعلاقات عربية، أساسها الأخوة الصادقة، ومدادها المنافع المشتركة والاحترام المتبادل، والاتكاء على مبادئ الدين الحنيف، ويواصل رسالة عمان في الانفتاح مع محيطها الخارجي، عبر قارات العالم.
وأضاف: يسجل التاريخ بمداد من نور، مواقف تاريخية ثابتة لجلالة السلطان قابوس تجاه مصر، محورها؛ دعوة صادقة وحكيمة تنطق بصوت العقـل، وتطالب دائما في كل المناسبات والمحافل وعلى كافة الأصعدة بضرورة الاحترام الكامل والمطلق للقرارات المصيرية التي يتخذها الشعب المصري، وصون استقلال قراره الوطني؛ واحترام سيادته وإرادته وحقه في اختيار ما يراه مناسبا لأوضاعه ومستقبله.
وفي ظل ظروف دولية شديدة التعقيد، تظل العلاقات المصرية العمانية محور ارتكاز مهم على الساحة السياسية العربية، حيث تسعى البلدان دائما إلى سياسة حل كل الخلافات بالحوار والتفاوض، وإحلال السلام والاستقرار إقليميا ودوليا، دون التخلي عن أي من الحقوق العربية عامة والفلسطينية خاصة أو أي من ثوابت الأمن القومي العربي.
وأكد أن المُتَّأمل للسياسة الخارجية العمانية خلال ما يقرب من نصف قرن، يُدرك أنّها تقوم على رُؤية، وتنطلق من فلسفة، أساسها المتين، "الحياد الإيجابي" وحكمة عميقة تعهَّدت هذا المسار.. حلما وتخطيطًا وتنفيذًا للوصول إلى الأهداف المرجوة على الرغم من الصعاب والتحدِّيات.
وقال: خطَ جلالته ملامح سياسة خارجية التزمت بها السلطنة دونما تبديل أو تحريف؛ خطوطها العريضة: حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة؛ وتدعيم العلاقات مع الأشقاء العرب وإقامة علاقات ودية مع دول العالم، والوقوف بجانب القضايا العربية في المحافل الدولية.
واختتم بالقول: تبقى السياسة الخارجية العمانية، سياسة هادئة ومتزنة وعقلانية وواقعية إلى أبعد الحدود، وتستقي بذورها ومنابت جذورها من تاريخ السلطنة ومكانتها في قلوب وعقول العرب والمسلمين والعالم، فقد اتسمت بالحكمة ولم تنشغل بالهوامش والفروع، وبقيت على حيادها ونظرتها البعيدة لنتائج الأمور ومآلاتها الحتمية، لهذا كانت هادئة ومتزنة وعقلانية في طرحها ونظرتها ومعالجاتها، ومتوافقة مع الواقع، ومتناغمة مع المزاج العام الدولي والإقليمي، دون التفريط في المصالح الوطنية العمانية، والعربية.
واختتم بالقول: عندما تتردد كلمة "سلام" في المنطقة العربية يتبادر إلى الذهن مباشرة اسم عمان.. فقد اقترن اسم السلطنة بالسلام والحق والعدل والتسامح، وذلك نتيجة السياسة الحكيمة لجلالة السلطان قابوس، التي تؤمن ومنذ بواكير النهضة المباركة أن السلام الشامل والعادل الذي يصون حقوق الجميع، هو الحل لكافة المشاكل بين الشعوب والدول، وبالتالي قامت السياسة العمانية على ترسيخ هذه المبادئ على المستوى المحلي والإقليمي والدولي إلى جانب دعم أواصر الصداقة مع شعوب العالم، فمنح ذلك عمان والعمانيين الاحترام والثقة والتقدير من قبل المجتمع الدولي كافة.
وتابع: إن الشعار الذي سارت عليه السلطنة طوال مسيرتها المباركة هو التسامح والتقارب بين بني البشر وهو ما انعكس أمانا واستقرارا وتماسكا على المجتمع العماني.