واشنطن - بكين - وكالات
تسعى كل من الصين والولايات المتحدة إلى لجم الخلافات الناشبة بينهما والتي تفاقمت كثيرا مع إدارة الرئيس ترامب من التعرفات الجمركية إلى الاتفاق النووي مع إيران إلى وضع الملاحة في بحر الصين الجنوبي. وأعلن وزير الدفاع الصيني، وي فنج خه، أمس السبت، خلال لقائه مع وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس في العاصمة الأمريكية واشنطن، أن الصين لن تتوقف بأي ثمن وأنها ستدافع بحزم عن وحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية فيما أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد الدخول في حرب باردة مع الصين.
ونقل الموقع الرسمي لوزارة الدفاع الصينية عن الوزير الصيني قوله، خلال الاجتماع بصيغة «2+2» مع الجانب الأمريكي: «إن القوات المسلحة الصينية تعارض بحزم أي إجراءات تهدف إلى انقسام البلاد، ولن تتوقف بأي ثمن عن حماية سيادة الدولة وأمنها وسلامة أراضيها». وقال مايك بومبيو على هامش اللقاء الذي انعقد بين الصين والولايات المتحدة في واشنطن «الولايات المتحدة لا تريد اتباع سياسة عدائية ولا تريد الدخول في حرب باردة مع الصين».
وأضاف بومبيو «كل ما نريده أن تتصرف الصين بمسؤولية وذلك لتحقيق الأمن والازدهار للبلدين». من جهة أخرى، أعرب بومبيو عن أمله أن تساند الصين سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران من خلال تطبيق العقوبات ضدها.
وتم الاجتماع الثنائي بين البلدين بصيغة «2+2» في واشنطن، حيث تبادلت الأطراف وجهات النظر حول بحر الصين الجنوبي ومشكلة تايوان والوضع في شبه الجزيرة الكورية.
وعبّرت الصين عن غضبها بعدما أبحرت مدمرة تابعة للبحرية الأمريكية قرب جزر تزعم بكين السيادة عليها في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، وقالت إنها تعارض بحزم عملية «حرية الملاحة» الأمريكية ووصفتها بأنها تهديد لسيادتها. وقالت وزارة الدفاع الصينية إنها أرسلت سفينة لتحذير السفينة الأمريكية لمغادرة المنطقة. وفي وقت سابق، نقلت قناة سي إن إن، عن ممثل الأسطول الأمريكي في المحيط الهادي تشارلز براون، قوله، إن مدمرة صينية اجتازت مسافة «غير آمنة» من سفينة تابعة للبحرية الأمريكية، كانت تقوم بعملية لضمان حرية الملاحة بالقرب من الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي. والشهر الفائت، فرضت واشنطن عقوبات مالية محددة الأهداف على وحدة أساسية في وزارة الدفاع الصينية هي «دائرة تطوير المعدات» ومديرها لي شيانج فو بسبب شراء بكين طائرات مقاتلة من طراز سوخوي (سو-35) أواخر 2017 وتجهيزات مرتبطة بمنظومة الدفاع الروسية المضادة للطيران (إس-400) مطلع 2018.
كما أعلنت الإدارة الأمريكية فرض رسوم جمركية جديدة بقيمة 10 في المئة على 200 بليون دولار من الواردات الصينية، وردت الصين بإعلان رسوم جمركية جديدة على 60 بليون دولار من السلع الأمريكية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس «يجب أن أقول لكم إننا مصممون على التعاون مع الصين ومع روسيا عندما يكون ذلك ممكنا. لكننا لن نتنازل عن حرية الملاحة، لن نتنازل عن القانون الدولي». وترسل الولايات المتحدة بانتظام سفنا حربية أو طائرات قرب الجرز التي تسيطر عليها بكين، في عمليات أطلقت عليها اسم «حرية الملاحة». وظهرت الكثير من الخلافات الجيوسياسية بين الجانبين خلال جولة من المحادثات رفيعة المستوى في واشنطن منها خلاف تجاري مرير وحرية الملاحة في منطقة آسيا والهادي وقضية تايوان والحملة التي تشنها الصين ضد الأقلية المسلمة فيها. وبدا أن المحادثات تهدف إلى احتواء ما لحق بالعلاقات من أضرار في الأشهر الفائتة وإلى تمهيد الطريق لقمّة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج خلال قمة مجموعة العشرين في الأرجنتين نهاية الشهر الجاري. وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في مؤتمر صحفي مشترك «التعاون يبقى ضروريا على عدة أصعدة» حتى على الرغم من مواجهة الولايات المتحدة والصين تحديات صعبة في علاقتهما مشيرا إلى جهود إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن برنامجها النووي.
وضم الاجتماع بومبيو ووزير الدفاع جيمس ماتيس مع عضو المكتب السياسي الصيني يانج جيه تشي ووزير الدفاع وي فنج خه. وكان من المقرر عقد الحوار الدبلوماسي الأمني الأمريكي الصيني في بكين الشهر الفائت لكنه أُلغي بسبب تصاعد التوتر بين البلدين.
وانتقد بومبيو الصين لمواصلتها بناء منشآت عسكرية على جزر صناعية في بحر الصين الجنوبي الذي تصر الصين على سيادتها الكاملة عليه رغم مطالب من جانب دول الجوار أيضا بالسيادة. وقال بومبيو عقب المحادثات «لدينا مخاوف مستمرة من أنشطة الصين والتسلح في بحر الصين الجنوبي... ضغطنا على الصين للوفاء بالتزاماتها السابقة في هذا المجال».
وقال يانج إن الصين ملتزمة بالعمل مع الولايات المتحدة «لتجنب المواجهة» لكنه حثها على وقف إرسال السفن الحربية والطائرات قرب جزر تفرض بكين سيادتها عليها. وتصر واشنطن على أنها تتصرف بموجب القانون الدولي للحفاظ على حقها في المرور في بحر الصين الجنوبي.