رئيس ديوان "الهيئة التأسيسية" عبدالله الصيفاط لـ "الشبيبة": مشاورات صلالة تسهم في تقريب وجهات النظر

الحدث الثلاثاء ٢٢/مارس/٢٠١٦ ٠٠:١٣ ص
رئيس ديوان "الهيئة التأسيسية" عبدالله الصيفاط لـ "الشبيبة":
مشاورات صلالة تسهم في تقريب وجهات النظر

مسقط – محمد محمود البشتاوي

أكد رئيس ديوان الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي عبد الله سليمان الصيفاط في حوار حصري مع "الشبيبة" أن حضور أعضاء الهيئة إلى السلطنة كان له أثر إيجابي على عملها، موضحاً أن مشاورات صلالة من شأنها أن تحجم من حدة الانقسامات بين أعضاء الهيئة.

وقال الصيفاط إن السياسة الرشيدة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد – حفظه الله ورعاه – ودعمه للسلام والاستقرار في ربوع الوطن العربي والعالم كان الدافع وراء اختيار الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي للسلطنة لعقد المشاورات، وأضاف: لا يفوتني في هذا المقام أن ارفع أسمى آيات الشكر والتقدير مني ومن الوفد المرافق لي أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي إلى سلطنة عمان سلطاناً وشعباً وحكومة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والمناخ الودي الذي ساد طيلة تواجدنا على أرض السلطنة آملين من الله عز وجل أن يديم على هذا البلد نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء وان يجعله دوما ذخراً للأمة العربية والإسلامية. وفيما يلي نص الحوار:

• لماذا تم اختيار السلطنة من قبلكم لبحث مسألة صياغة الدستور؟

لقد مررنا بتجربة في ليبيا عند ازدياد حدة الانقسام السياسي واضطراب الوضع الأمني أدى إلى خروج كثير من المؤسسات إلى مناطق أكثر أمنا داخل الوطن ودول أكثر استقرار وأكثر أمنا وتستطيع الأطراف التحاور في مناخ ديمقراطي للوصول إلى حلول ناجعة تنهي حالة الخلاف السائدة في الساحة السياسية الآن وليس مجاملة كان الأغلب يريد القدوم إلى سلطنة عمان لما لهذه الدولة من سمعة طيبة انطبعت فى أذهان الليبيين من خلال السياسة الرشيدة لجلالة السلطان قابوس بن سعيد حفظه الله وشعبه ودعمه الدائم للسلام والاستقرار في ربوع الوطن العربي والعالم وبالفعل هذا ما ريناه ولمسناه عند قدومنا وإن ما كنا نسمعه عن السلطنة والشعب العماني هو قليل جداً فكانت تجربة مفيدة ونافعة لنا للاستفادة من هذا المناخ الودي الذي سيمكننا من إنهاء خلافاتنا وانجاز مهمتنا والعودة إلى إرض الوطن لإكمال باقي المهمة الموكولة لهذه الهيئة.

كما لا يفوتني في هذا المقام أن ارفع أسمى آيات الشكر والتقدير مني ومن الوفد المرافق لي أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي إلى سلطنة عمان سلطاناً وشعباً وحكومة على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والمناخ الودي الذي ساد طيلة تواجدنا على ارض السلطنة أملين من الله عز وجل أن يديم على هذا البلد نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء وان يجعله دوما ذخراً للأمة العربية والإسلامية. كما أثني بالشكر والعرفان لصحيفة الشبيبة العمانية على إفساحها لمساحة لنا على منبرها لتقديم ولو موجز عن الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور ونشاطها طيلة فترة تواجدها على ارض السلطنة.

• عرفنا على الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي؟

الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور تم إقرار استحداثها بعد ثورة فبراير من خلال الإعلان الدستوري الصادر عن المجلس الانتقالي وذلك استجابة إلى متطلبات الشعب بوجوب وجود دستور ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم ويحدد شكل ونظام الحكم ويرسم لمرحلة جديدة تسعى لإرساء دعائم دولة القانون والمؤسسات وحقوق الإنسان والحياة الكريمة.

• ما هي آخر المشاورات في صلالة؟ وما هو الجديد فيها؟

آخر المستجدات وهو أن المتواجدون قد توافقوا بشأن قضية حقوق المرأة من خلال إقرار مبدأ نسبة التمثيل للمرأة في المجالس المنتخبة (الكوته) بنسبة 25% وأيضا هناك تطور إيجابي يماثل التشريعات في الدول المتقدمة وهو منح أولاد الليبية المتجوزة من أجنبي جنسية أمهم ويمنحهم كامل حقوق الليبيين وفي اتجاه آخر لتعزيز هذه الحقوق اتفق المتواجدون من أعضاء الهيئة التأسيسية أن يتم التنظيم المؤسسي لدعم وتمكين المرأة وفي قضية أخرى وهي ذات أهمية للشعب الليبي وهو تفتيت المركزية لرفع حالة الغبن والظلم بإقرار نظام الحكم المحلي مبيناً على أساس اللا مركزية الموسعة والاستقلال المالي والإداري لوحدات الحكم المحلي.

• ماذا ستناقشون اليوم الثلاثاء؟

اليوم يتم استكمال نقاش قضايا المكونات الثقافية واللغوية (التبو والطوارق) وهي محددة بمطالب بورقة تم تقديمها من قبل المكونات لباقي أعضاء الهيئة تركز على ضبط النصوص وخصوصا المتعلقة التي تلامس مطالبتهم كالهوية واللغة ونسبة التمثيل في المجالس المنتخبة والهيئات الدستورية المستقلة وتعديل كل النصوص التي فيها تمييز على أي أساس عرقي أو جنسي.

• ما هي القضايا الخلافية التي يدور حولها النقاش، وهل ثمة تقارب حولها؟

القضايا الخلافية هي قضايا محددة تم الاتفاق على تعيينها وإدراجها في جدول المناقشات وهي حقوق المرأة – الحكم المحلي – المكونات – الغرفة الثانية – توطين السلطات – انتخابات الرئاسة – السلطة القضائية وقد فصل هذا الجدول من حيث الترتيب النوعي والوعاء الزمني المحدد لنقاش كل موضوع.

• هل يمكن القول إن مشاورات صلالة خطوة نحو دعم استقرار ليبيا في حال تم التوافق على دستور وطني؟

تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء.

• في حال تم إقرار الدستور من قبل الهيئة؛ فلماذا سيتم لاحقاً عرضهُ على الاستفتاء، علماً أن الهيئة مُنتخبة في الأصل؟

هناك جدل قانوني حول الاستفتاء وحول نتاج أعمال هيئة منتخبة وتعتبر من الحالات النادرة ولكن نظرا لوروده هكذا في الإعلان الدستوري فهو محل التزام إلا إذا تم تعديل الإعلان الدستوري فيما يخص هذه الفقرة.

• ما هو النصاب المعتمد داخل الهيئة لإقرار الدستور؟، وهل يؤثر الانقسام السياسي على عملكم؟.

النصاب المعتمد داخل الهيئة هو ثلثي الأعضاء +1 من الأعضاء ، نعم تأثيرات الانقسام السياسي واضحة وجليه والحضور إلى السلطنة من الأمور التي ستساهم في تحجيم هذه الانقسامات.

• ألا يمكن للانقسام السياسي أن يعطل، أو يحول دون تطبيق الدستور في حال نيلهِ ثقة الشعب؟

مسار الهيئة التأسيسية هو أحد المسارات بل أهمها لإنهاء حالة الفوضى والسعي إلى الاستقرار موازي لمسارات أخرى سياسية وأمنية وإذا يسر لهذه المسارات أن تتكلل بالنجاح سيكون ذلك ذو مردود إيجابي على عمل الهيئة ونتاجها وهو الدستور وسيكون من اليسير إجراء الاستفتاء عليه وتطبيقه لإدخال البلاد إلى المرحلة الدائمة مرحلة الاستقرار المنشود.

• مشروع صياغة الدستور في أي دولة، لاسيما بعد الثورة، مسألة في غاية التعقيد؛ فهل استفدتم، أو استندتم في عملكم إلى تجارب أخرى في عملية الصياغة؟

نعم من خلال جولات أعضاء الهيئة واستعانتهم بالخبراء والتقائهم بأعضاء الهيئة وأيضا ورش العمل التي عقدت في كثير من دول العالم للاستفادة من التجارب الإنسانية كان له مردود إيجابي انعكس على أعمال الهيئة وظهر ذلك جلياً في نتاج أعمالها خصوصاً فى المسودة الثانية للجنة العمل بالهيئة.

• هل يمكن للهيئة الاستفادة من وثيقة دستور ليبيا لعام 1951م؟

بالفعل استفادت الهيئة من دستور 1951م كمرجع من المراجع التي وضعت الهيئة نصب عينيها ويظهر ذلك جليا في كثير من النصوص والأبواب التي أتت بها مسودة لجنة العمل الثانية.