مسقط - ش
تسعى السلطنة إلى إصدار وثيقة وطنية مع إرشادات للحالات المرضية التي ترفع فيها أجهزة الإنعاش عن المريض في حالة توقف القلب عن العمل أو توقف المريض عن التنفس.
وأوضحت وزارة الصحة في تصريح خاص لصحيفة "تايمز أوف عمان" أن قرار عدم الانعاش هو قرار طبي يقرره الطبيب المعالج حين يرى أن جميع العلاجات والتدخلات الطبية لن تعود على المريض باي منفعة وربما قد تؤدي إلى ايذائه ويتم اتخاذ القرار بعد النقاش مع المريض أو عائلته.
وأضافت أنه يوجد في معظم المستشفيات أدلة إرشادية وبروتوكولات خاصة للهذه الحالات وقد عملت اللجنة الوطنية لأخلاقيات البيولوجيا بالتنسيق مع وزارة الصحة بإعداد وثيقة وطنية متكاملة لهذا الموضوع وسيتم إصدارها قريباً.
والإنعاش عبارة عن إجراءات وضعت لحالات معينة قد يساعد فيها الإنعاش على تنشيط نبضات القلب ولكن لا يستطيع ان يعيده للحياة، وفي الحالات التي يتسبب فيها الإنعاش بضرر للمريض تصدر تعليمات للأطباء بأن لا يتدخلوا لإنعاشه.
وتحدث الدكتور ديمنريج بونوميري، خبير استشاري سابق بالمستشفى السلطاني عن الاخلاقيات المتعلقة بقرارات عدم الإنعاش: "عدم الإنعاش لا يعني التوقف عن تقديم العلاج والرعاية للمريض بل نعني بذلك الضغط على الصدر وغيرها من أساليب الإنعاش".
وأضاف: "أن الأطباء واسعي الخبرة قالوا بأن 10 % فقط من المرضى الذي يتم انعاشهم يبقون على قيد الحياة وهناك إحصائيات أخرى تقول بأن 15% من المرضى الذين يتم انعاشهم في المستشفيات ينجون ولكن العدد يقل بمقدار 5% بالنسبة لأؤلئك الذين يتم انعاشهم خارج المستشفى"، وبناء على شرح الأطباء فإن قرار عدم الإنعاش لا يعني التخلي عن المريض تماماً وإنما هو قرار جاء بدافع الرحمة بالمريض.
ووفقاً لنتائج الدراسة التي أصدرت في المجلة الطبية بجامعة السلطان قابوس والتي أجريت على 50 مريضاً بسكتة قلبية من قبل الدكتور أخواند أحمد حيث قال إن "ثلثي المرضى كانوا فوق الـ 60 عاما، ثمانيته منهم (16%) كانوا في حالة غيبوبة و39 (78%) لديهم امراض مستعصية و43 (86%) لديهم نسبة ضئيلة في نجاح محاولة الإنعاش. وأغلب المرضى (72%) تطابقت حالاتهم مع معايير صلاحية رفع أجهزة الإنعاش.
وأضافت الدراسة: الإنعاش المبدئي لم يجدِ نفعاً مع 30 مريضا (60%)، أما المرضى الـ 20 المتبقيين (40%) فتم إنعاشهم مبدئياً ولكهم فارقوا الحياة فيما بعد، أي 70% حالة وفاة خلال 24 ساعة فقط".