العائدون من الهند: تبرئتنا لحظة ميلاد جديدة

بلادنا الأربعاء ٠٧/نوفمبر/٢٠١٨ ٠٣:٣٥ ص
العائدون من الهند: 

تبرئتنا لحظة ميلاد جديدة

مسقط - خالد عرابي- تصوير: شابين

عاد إلى الوطن مساء الاثنين الفائت المواطنون الخمسة الذين كانوا متبقين كمحتجزين بالهند، وذلك بعد احتجاز دام قرابة سنة وشهرين، منذ القبض عليهم في 15 أغسطس 2017 بدعوى وتهمة باطلة وهي الزواج من هنديات قاصرات. وها هي ساحة القضاء الهندي نفسها قد برأتهم من هذه التهمة بتاريخ 12 أكتوبر الفائت تماماً. وقد وصل المواطنون: طالب بن حميد الصالحي، وحبيب بن علي بن عيسى المياحي، وناصر بن خليفة بن حمد الصالحي، وجمعة بن شنون العبيداني، وحسن بن مذعول بن محمد القاسمي، قادمين من نيودلهي على متن رحلة الطيران العماني رقم Wy 232 القادمة من حيدر أباد، ووصلوا إلى أرض الوطن ومطار مسقط الدولي في تمام الساعة الخامسة وعشرين دقيقة مساء يوم الاثنين الفائت. وفي المقابلات الحصرية التي أجرتها معهم «الشبيبة» اعتبر المواطنون هذه التبرئة والعودة إلى أرض الوطن لحظة ميلاد جديدة بالنسبة لهم، كما رأوا أن ما أحزنهم كثيراً وأضرهم أكثر من الاحتجاز هو محاولة إلصاق تهمة باطلة بهم تتعلق بالأخلاق والكرامة، غير أن ما خفف عنهم هو أن التبرئة جاءت عن طريق القضاء وهذا ما اعتبروه ليس انتصاراً لهم فحسب وإنما انتصاراً لكل مواطن عماني. فالعماني أينما سافر وارتحل فهو يتحلى بالنبل والأخلاق الكريمة حاملاً معه قيمه وعاداته وتقاليده.

يقول طالب بن حميد بن علي الصالحي: بداية أرفع أسمى أيات الشكر والتقدير لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس -حفظه الله ورعاه، وأتوجه بالشكر إلى كافة الجهات التي وقفت بجوارنا ومنها: وزارة الخارجية والسفارة العمانية في الهند واللجنة العمانية لحقوق الإنسان وصحيفة «الشبيبة» وتايمز أوف عمان فلولا جهودهم ما حصلنا على حقنا والبراءة. غير أنه استطرد قائلاً: ولكن أطالب برد اعتبار لنا بعد هذه التبرئة بعد احتجاز دام سنة وشهرين بدون ذنب.

وعن اللحظة التي شعر فيها بالبراءة قال: منذ البداية وأنا أشعر بأننا سنحصل على براءتنا، ورغم تأخر وتعقد الإجراءات وأن القضية كانت من تأجيل إلى آخر بدون شرح أو إعطاء أسباب إلا أننا كنا نثق في أننا سنحصل على حقنا والحصول على هذه البراءة.
ويضيف ناصر بن خليفة بن حمد الصالحي: شعرنا بفرحة كبيرة عند الوصول إلى أرض الوطن؛ وذلك لأن هذه البراءة تعني لنا الكثير لأنها تبرئة لكل عماني، فالمواطن العماني أينما سافر وهو محمل بقيمة وعاداته وتقاليده.
وأشار إلى أنهم عاشوا لحظات صعبة جداً فالحجز هو سجن وخلاله تناولنا طعاماً لا يمكن تناوله لاختلاف الثقافة والعادات والتقاليد، وكانت أصعب اللحظات خلال شهر رمضان ونحن صيام هناك.
وقال بأنه تم القبض عليهم بعد الوصول بساعتين فقط، والآن وفي البراءة قال ضابط الشرطة بأنني قبضت عليهم خطأ. فكيف يكون ذلك! كما أنه وخلال جلسات القضاء لم تعط لنا أي فرصة للحديث وهذا ما أخر القضية كثيراً.
أما حبيب بن علي بن عيسى المياحي فقال: الآن وبعد أن عدنا إلى أرض الوطن وحصلنا على البراءة نطالب بحقوقنا وربما نتوجه لتحريك دعوى قضائية وأن نطالب برد اعتبار خاصة وأنها قضية كرامة ومرتبطة بسمعتنا وسمعة بلدنا أيضا.
وقال حسن بن مذعول بن محمد القاسمي: هذه البراءة ووصولنا أرض الوطن لحظة ميلاد جديدة بحق، لأننا كمواطنين تعرضنا لسماع الإساءات المختلفة وكادت أن تصل بنا الأمور إلى التفكك الأسري لولا أن أهلنا يعرفوننا جيدا وأن الوقت الذي تم القبض علينا فيه كان بعد وصولنا الهند بساعتين فكيف يحدث ذلك؟! ولكن موضوع الدعوى القضائية يعتمد على المناقشة والتداول بيننا وكذلك استشارة رأي قانوني مع الاستعانة بآراء الجهات التي وقفت معنا لأنهم أكثر دراية بالقضية. الجدير بالذكر أن هذه القضية تعود إلى منتصف سبتمبر من العام 2017 حيث تم القبض على 8 مواطنين في منطقة فلك نوما بحيدر أباد بدعوى الزواج من قاصرات، وتم تحويلهم من الشرطة الهندية ثم إلى المحكمة واستمر تداول القضية من تأجيل إلى آخر حتى تم الحكم ببراءة وإطلاق سراح ثلاثة منهم في مطلع أبريل الفائت وهم: سليمان بن خميس الشيادي، ومحمد بن خلفان الشيادي، وياسر بن عبدالله العوادي، وها قد تمت تبرئة الخمسة الباقيين في 12 أكتوبر الفائت.