العقوبات توحد الإيرانيين

الحدث الثلاثاء ٠٦/نوفمبر/٢٠١٨ ٠٤:٣٩ ص
العقوبات توحد الإيرانيين

طهران - واشنطن - وكالات - رويترز

قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي أمس الاثنين إن طهران ستبيع النفط وستخرق العقوبات التي أعادت الولايات المتحدة فرضها على قطاعي الطاقة والمصارف الإيرانيين.
وقال روحاني الذي كان يتحدث لمجموعة من الاقتصاديين "أرادت أمريكا أن تخفض مبيعات النفط الإيرانية إلى الصفر... لكننا سنواصل بيع نفطنا... وخرق العقوبات".
وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها ستسمح مؤقتا لثماني دول مستوردة بمواصلة شراء النفط الإيراني عندما تعاود فرض العقوبات أمس الاثنين بهدف إجبار طهران على تقليص أنشطتها النووية والصاروخية والإقليمية.
والصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وتركيا، وجمعيها دول تستورد النفط الإيراني، من بين ثماني دول يتوقع أن تحصل على إعفاءات مؤقتة من العقوبات لضمان عدم زعزعة استقرار أسعار النفط.
وتأتي معاودة فرض العقوبات ضمن مساع أوسع نطاقا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإجبار إيران على تحجيم برامجها النووية والصاروخية ودعمها لقوات بالوكالة في اليمن وسوريا ولبنان ومناطق أخرى بالشرق الأوسط.

تستهدف شعبنا
وقال روحاني "اليوم يستهدف العدو (الولايات المتحدة) الاقتصاد... الهدف الأساسي للعقوبات هو شعبنا".
وكان الاتفاق أسفر عن رفع معظم العقوبات المالية والاقتصادية على إيران مقابل تحجيم أنشطتها النووية المثيرة للجدل تحت رقابة من الأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أمس الأول الأحد إن العقوبات التي سيعاد فرضها "هي أشد عقوبات على الإطلاق تفرض على الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
لكن حكام إيران من رجال الدين قللوا من شأن المخاوف من تأثير العقوبات على اقتصاد البلاد.
وقال روحاني "هذه حرب اقتصادية على إيران... لكن على أمريكا أن تعلم أنها لا تستطيع استخدام لغة القوة ضد إيران... نحن على استعداد لمقاومة أي ضغط".
ومن أجل الحيلولة دون انهيار الاتفاق النووي، تحاول الأطراف الباقية في الاتفاق الحفاظ على التجارة مع إيران رغم الشكوك في إمكانية ذلك لأن العقوبات الأمريكية ستقلص بشدة مبيعات النفط الإيراني.

اتصالات
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي امس الاثنين إن طهران على اتصال مع الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي في الوقت الذي تعيد فيه الولايات المتحدة فرض عقوبات على طهران.
وأضاف قاسمي في مؤتمر صحفي أسبوعي في طهران "نحن على اتصال دائم مع الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي... إنشاء آلية لمواصلة التجارة مع الاتحاد الأوروبي رغم العقوبات سيستغرق وقتا".
وقال بهرام قاسمي للتلفزيون الرسمي "أمريكا لن تقدر على اتخاذ أي إجراء ضد أمتنا العظيمة والشجاعة... نملك المعرفة والقدرة على إدارة الشؤون الاقتصادية.

الصين تعلق
وقالت الصين أمس إنه يجب احترام تعاونها التجاري المشروع مع إيران وأعربت عن أسفها لإعادة فرض العقوبات الأمريكية على الجمهورية الإسلامية.
ولم تعلق المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينج، في إفادة صحفية يومية، على ما إذا كانت الولايات المتحدة منحت بلادها إعفاء بشأن العقوبات الإيرانية.

وإعفاء لليابان
وفي اليابان قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا أمس الاثنين إن اليابان على اتصال وثيق مع الولايات المتحدة بشأن العقوبات الإيرانية.
وامتنع سوجا عن التعليق على تفاصيل الاتصالات ولكنه قال إن اليابان طالبت بضرورة ألا يكون للعقوبات تأثير سلبي على أنشطة الشركات اليابانية.
وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها ستسمح بشكل مؤقت لثمانية مستوردين بمواصلة شراء النفط الإيراني عندما تعيد فرض العقوبات على طهران بهدف إجبارها على الحد من أنشطتها النووية والصاروخية والإقليمية. ولم تعلن واشنطن حتى الآن أسماء الدول الثمان.

عقوبات صارمة
وعاودت الولايات المتحدة فرض عقوبات نفطية ومالية على إيران أمس الاثنين لتزيد الضغط بشكل كبير على طهران بهدف الحد من برامجها الصاروخية والنووية والتصدي لنفوذها العسكري والسياسي المتنامي في الشرق الأوسط.
وستعيد هذه الخطوة فرض عقوبات كانت قد رُفعت بموجب الاتفاق النووي الذي تفاوضت عليه إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وأبرم العام 2015 كما ستضيف 300 تصنيف جديد في قطاعات النفط والشحن والتأمين والبنوك في إيران مؤقتة من العقوبات لضمان عدم زعزعة استقرار أسعار النفط.
وذكرت واشنطن أنها ستضمن إمداد سوق النفط العالمي بشكل جيد بمساعدة السعودية مع تراجع الإمدادات الإيرانية. وبلغ سعر العقود الآجلة لخام برنت 72.53 دولار للبرميل أمس الاثنين.
وتأتي معاودة فرض العقوبات فيما ينصب تركيز الولايات المتحدة على انتخابات الكونجرس وحكام الولايات اليوم الثلاثاء. وفي إطار حملة انتخابية في تشاتانوجا بولاية تنيسي قال ترامب في وقت متأخر أمس الأول الأحد إن سياسة "أقصى الضغوط" على إيران تؤتي ثمارها.
وقال ترامب "إيران بلد مختلف كثيرا عما كان عليه عندما توليت منصبي... كانوا يريدون السيطرة على الشرق الأوسط. والآن يريدون فقط البقاء".

مظاهرات حاشدة
وفي وقت سابق ردد آلاف الإيرانيين هتاف "الموت لأمريكا" خلال تجمع لإحياء ذكرى احتلال السفارة الأمريكية خلال الثورة الإسلامية العام 1979.
وأحرق طلاب شاركوا في التجمع الذي نظمته الحكومة في العاصمة طهران وبثه التلفزيون الرسمي في نفس التوقيت، العلم الأمريكي ومجسما للعم سام وصورا للرئيس دونالد ترامب أمام المجمع الذي كان يضم ذات يوم السفارة الأمريكية.
وكان طلاب من التيار المحافظ اقتحموا السفارة في الرابع من نوفمبر 1979 بعد وقت قصير من سقوط الشاه المدعوم من الولايات المتحدة واحتجزوا 52 أمريكيا رهائن لمدة 444 يوما. وتتسم علاقات البلدين بالعداء منذ ذلك الحين.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن الملايين خرجوا للمشاركة في مسيرات وتجمعات حاشدة في عدد من المدن والبلدات، مجددين الولاء للمؤسسة الدينية وعلى رأسها المرشد الأعلى علي خامنئي. ولم يتسن لرويترز التحقق على نحو مستقل من أعداد المشاركين في التجمعات.
ويردد المشاركون في المسيرات والتجمعات، التي تقام كل عام في ذكرى الاستيلاء على السفارة، هتاف "الموت لأمريكا".
وفي الوقت نفسه ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن الجيش الإيراني بدأ أمس الاثنين مناورات للدفاع الجوي على مدى يومين وأنه طمأن الإيرانيين على قدرته على التصدي لأي تهديدات.
ونقلت الوكالة عن مساعد شؤون التنسيق في الجيش الإيراني حبيب الله سياري قوله "نطمئن شعبنا بأن العدو لن يتمكن من تنفيذ تهديداته ضد بلادنا".