رئيس الأركان بمناسبة انتهاء "الشموخ والسيف السريع": 88 ألف مشارك والاحتياط بمئات الآلاف

بلادنا الاثنين ٠٥/نوفمبر/٢٠١٨ ٠٣:٣٣ ص
رئيس الأركان بمناسبة انتهاء "الشموخ والسيف السريع": 88 ألف مشارك والاحتياط بمئات الآلاف

مسقط - ش
بمناسبة انتهاء التمرين الوطني (الشموخ2) والتمرين المشترك (السيف السريع3) وختام فعاليات البيان العملي بالذخيرة الحية (البيان البحري – البيان البري الجوي) في كل من غبة بنتوت ومحوت الذي نفذته قوات السلطان المسلحة والقوات المسلحة الملكية البريطانية، صرح رئيس أركان قوات السلطان المسلحة الفريق الركن أحمد بن حارث بن ناصر النبهاني مدير التمرين لمندوب التوجيه المعنوي قائلا: "إن التمرين الوطني الشموخ2 والتمرين المشترك السيف السريع3 اللذين جرت فعالياتهما وأحداثهما طيلة شهر أكتوبر الفائت يعدان نموذجاً للعمل الوطني المشترك تضافرت فيهما جهود كافة قطاعات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية، وإن هذا العمل الوطني أعطي وقتاً كافياً من الإعداد والتخطيط، ليأتي بحجم الطموحات والأهداف المتوخاة، والتي لا بد منها في عصرنا الحالي بما يتماشى والتطور المتسارع في المفاهيم العسكرية الحديثة وإدارة الصراعات المعاصرة، وأيضاً لا بد منها من أجل المحافظة على مكتسبات ومنجزات الوطن الغالي وحفظ أمنه واستقراره، ولهذا قام كل قطاع من القطاعات المشاركة في التمرين بدوره ومهامه على أكمل وجه.
لقد أثبت المشاركون في التمرينين مقدرة كبيرة على تخطيط وتنفيذ العمليات المشتركة والعمليات المشتركة الموحدة، حيث عمل المشاركون جنبا إلى جنب بكل كفاءة واقتدار مع نظرائهم من القوات المسلحة الملكية البريطانية، وإنه من خلال مجريات هذين التمرينين يمكن لنا أن نؤكد أن جميع المراحل قد تم إنجازها وفقا لما هو مخطط له، فالتخطيط هو أساس نجاح كل عمل.

ومن خلال التخطيط السليم استطعنا تنفيذ مراحل التمرينين وتفعيل كافة خطوط التأثير، كما تمكنا من تجربة واختبار الأنظمة والقوانين النظرية على أرض الواقع وبكل حرفية وبدقة، كذلك قد تكيفت القيادات وصنوف القوات في الميدان مع السيناريو المعد الذي يحقق الغاية الوطنية ويكسب جميع المشاركين من مختلف القطاعات الخبرات في مثل هكذا أحداث وطنية كبيرة، وقد عملوا بالفعل بتعاون وتناغم وانسجام يدل دلالة قطعية على أنهم كانوا يدركون جيداً أهمية جهودهم واندماجهم الذي سيكون عاملا مهما في نجاح التمرين وتحقيق أهدافه الوطنية، والذي أصبح من حيث عدد المشاركين والمعدات المستخدمة والجهات المشاركة وتفاعل المواطنين من كل محافظات وولايات السلطنة أصبح وبحق لهو تمرين دولة، وقد تم تسخير المقدرات الوطنية بما يخدم المجهود الحربي".

وأضاف الفريق الركن رئيس أركان قوات السلطان المسلحة في تصريحه قائلا: "من أجل الوقوف على قدرات الاستجابة من أبناء الوطن لأدائهم واجباتهم وأدوارهم الوطنية خلال العمليات العسكرية فقد تم استدعاء جزء من (الاحتياط) ونشر جزء من قوات الفرق بما يخدم خطط التمرين وبشكل أيضا مقدر، ولم يتم اللجوء إلى فئة (المتطوعين) والذين يشكلون الاحتياط الإستراتيجي من القوة والكفاءات البشرية المؤهلة لحمل السلاح والتي تقدر بمئات الآلاف والذين نعدهم القوة المكملة للقوات العسكرية القادرة على الدفاع عن حياض الوطن العزيز وحماية مكتسباته ومقدساته الطاهرة، وبصفتي رئيساً للاتحاد العماني للرماية فإنني وفي ذات الإطار ليسرني أن أشيد بالمواطنين وفي كافة ربوع السلطنة بمحافظتهم على موروثاتهم الحضارية ومنها الرماية بالأسلحة التقليدية وحرصهم على تنمية هذه الهواية بما لها من فنون ومهارة والعمل على تنظيم المسابقات الدورية التي تتم على مستوى الولايات وما حققته من نتائج مشرفة، والتي أفرزت أعدادا كبيرة من المواطنين القادرين على حمل السلاح، وإنني في ذا الوقت لأحث اللجنة المشرفة على الرماية التقليدية على مستوى الدولة بالعمل على تطوير مسابقات الرماية وتوسعت نشاطاتها في جميع أنحاء السلطنة.
وعموما فإن أبناء عمان كلهم يعدون صمام الأمان وخط الدفاع عن وطنهم وعن منجزاته، فالعماني قد جبل على ذلك بل ومشهود له بالتمسك بقيم الولاء المطلق والإخلاص التام للوطن الغالي ومولانا جلالة السلطان المعظم -رعاه الله، وكل عماني في مثل أحداث كهذه وطنية بموروثه الحضاري لديه الإلمام الكامل في استخدام السلاح الفردي وبالتالي فهو شغوف للتفاعل والمشاركة بصورة إيجابية.
وقد توج تمريني (الشموخ2) و(السيف السريع3) ببيان عملي ميداني بالذخيرة الحية بمرحلتيه البيان البحري والبيان البري الجوي عبر عن مدى قدرات قوات السلطان المسلحة في التنسيق والتناغم بين جميع المشاركين في مختلف الصنوف ومهاراتهم في إدارة وتنفيذ إجراءات البيان بكل حرفية وإتقان، وهذا ما لمسناه من ضيوف السلطنة الذين حضروا فعالياته من الإشادة والإعجاب بما ظهر به من المستوى المشرف.

وفي هذا المقام يمكن لنا أن نعلن أنه قد بلغ عدد المشاركين في التمرينين من مختلف الجهات المشاركة ما يقارب من (88) ألف مشارك، ويعد هذا الحدث لأول مرة بهذا الحجم في تاريخ التمارين المشتركة التي تنفذها السلطنة، وهذا يعد مفخرة لأبناء عمان الأوفياء.
وأنني لأشيد كذلك بما لعبه المستوى الاستراتيجي والدبلوماسية العمانية والجانب الاقتصادي من أدوار مهمة في فعاليات التمرين، مما كان لذلك الأثر البالغ في إعطاء الواقعية في إدارة الصراع ودعم المجهود الحربي وفقاً لما تتطلبه العمليات العسكرية وما تم تقديمه في هذين الجانبين المهمين ليدعو للشكر والثناء.
كما كان لأصحاب المعالي المعنيين بالمؤسسات الحكومية المدنية المشاركة في فعاليات التمرينين ومتابعاتهم المباشرة وغير المباشرة التأثير الكبير على التفاعل الإيجابي لتلك المؤسسات مع أحداث التمرينين وما قام به أصحاب المعالي من الحث الدائم لمنتسبي مؤسساتهم على العمل الجاد والنشاط المستمر طوال فترة التمرين لأسهم وبصورة واضحة في إدامة معنوياتنا العالية جميعاً.
وإنها لفرصة أغتنمها في أن أتقدم بالشكر الجزيل لجميع القادة وما أظهروه من العمل الدقيق والمحترف في إصدارهم للتعليمات الخاصة بحركة الوحدات وتنقلاتها طوال فترة التمرين.
وهنا لابد من الإشارة إلى لجنة البيان العملي الميداني والذي تم تنفيذه بالذخيرة الحية وبمرحلتيه البيان البحري ومرحلة البيان البري الجوي، وما اتسمت به أعمالها من المهنية والمستويات العالية في الاحتراف والدقة في التخطيط والمتابعة والتنفيذ مما أدى ذلك بدوره أن ننهي التمرين بكافة مراحله بدون أي حوادث تذكر ولله المنة والحمد على ذلك وهذا ليعود أيضاً إلى حجم الالتزام وبصورة تامة من قبل كل ضابط وفرد من المشاركين في فعاليات التمرين واتباعهم لتنفيذ التوجيهات والتعليمات والأوامر بجدية وانضباط، وبحق ليحسب هذا الأمر لهم، فلهم كل الشكر وعظيم التقدير".
واستطرد الفريق الركن مدير التمرين في حديثه الصحفي قائلا: "كما كان للعديد من الهيئات واللجان الوطنية أدوار سامية وواجبات نبيلة وقد ظهرت وبجلاء في أحداث سير هذا التمرين كاللجنة الوطنية للدفاع المدني، والهيئة العمانية للإعمال الخيرية، والهيئة العامة للمخازن والاحتياط الغذائي هذا إلى جانب المركز الوطني للإنذار المبكر الذي كنا نأخذ من خلاله بعين الاعتبار قراءات حالات الطقس بصورة مستمرة خلال اليوم الواحد وطوال فترة التمرين.
كما كان للمجلس الأعلى للتخطيط حضوره الفاعل في مجريات سير أحداث التمرين وخاصة في المرحلة النهائية والمتمثلة في الإعمار وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه ما قبل العمليات العسكرية، وقد تميز التمرين بتفعيل هذه المرحلة المهمة من جملة التمارين التدريبية العسكرية وبما يحاكي واقع العمليات العسكرية الحقيقية، كما كان لجامعة السلطان قابوس دور رائد في فعاليات هذا التمرين.
وقد تمت مراعاة ما تحمله السلطة القضائية من مهام وأدوار في مثل هكذا أحداث وعمليات عسكرية وذلك من خلال كل من القضاء العسكري والادعاء العام مما أضفى للأهداف التدريبية المتوخاة من هذا التمرين بعدا آخر.
وقد كانت هنالك جهود إعلامية تتناسب وأهمية التمرينين حيث بذلت كافة المؤسسات الإعلامية سواء تلك التابعة منها للجهات العسكرية أو الأمنية أو تلك التابعة لوزارة الإعلام والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وإدارة العلاقات العامة بالمؤسسات والهيئات الحكومية الأخرى فضلا عن مركز خدمات التواصل الحكومي، وكذلك الإعلام للقطاع الخاص وبكافة وسائله المرئية والمقروءة والمسموعة والإلكترونية بذلت جهودا مضنية في سبيل تحقيق الأهداف المتوخاة، والتي أعطت زخماً كبيرا للتمرينين، ومن خلال ذلك تفاعل الجميع مع مجرياته وأحداثه.
وبعد هذا النجاح الباهر أتوجه بالشكر الجزيل كذلك لكل من أسهم في هذا التمرين الكبير من منتسبي قوات السلطان المسلحة والجهات العسكرية والأمنية وكذلك الجهات المدنية الذين بذلوا جهودا عظيمة وجبارة أدت إلى إنجاح التمرين بكل المقاييس وبكل كفاءة واقتدار، وأخص بالذكر فريق التخطيط الرئيسي الذي عمل جاهداً طيلة فترة الإعداد والتخطيط وإدارة ورش العمل والاجتماعات والندوات والدورات التحضيرية لتأهيل هيئة الركن التي شاركت في التمرينين، ولجنة البيان العملي التي عملت جاهدة لإظهار مستوى البيان العملي الذي يليق بمكانة قوات السلطان المسلحة وما وصلت إليه من رقي وتقدم وقد نال البيان إعجاب وتقدير كل من حضره ومن تابعه عبر وسائل الإعلام المختلفة.
كما نشكر كافة القيادات والقوات التي شاركت دون تخصيص بما فيها الجهات العسكرية والأمنية والمدنية والتي شاركت في التمرينين بكل كفاءة واقتدار وساهمت في إنجاح التمرنيين، وأتوجه بالشكر كذلك إلى القوات المسلحة الملكية البريطانية الصديقة على ما أبدوه من روح التعاون والتفاهم مع أقرانهم من منتسبي قوات السلطان المسلحة طيلة فترة التمرين وفترة التحضير والإعداد والتخطيط الذي سبقته، متمنيا لهم عودة سالمة إلى بلادهم، ونحمد الله سبحانه وتعالى الذي من علينا بتوفيقه، ونسأله أن يطيل في عمر جلالة السلطان المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة ويمن عليه بالصحة والسعادة والعمر المديد، وأن يديم على عمان الأبية الأمن والاستقرار وأن يحقق لقوات جلالته المسلحة الباسلة المزيد من مظاهر التحديث والتطوير والتقدم".