مسقط -
إيجاد طاقات شبابية وقادة (تفكر وتبدع وتنتج)، أحد أهم مساعي الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة (ريادة) لتعزيز ثقافة ريادة الأعمال لدى الناشئة والشباب وتقديم كل سبل الدعم والتنمية لتعزيز مهاراتهم ليحولوا أفكارهم الى مشاريع ناجحة ملهمة.
وبمناسبة يوم الشباب العُماني، تستعرض ريادة مجموعة من الطاقات الشبابية التي شقت طريقها نحو قطاع ريادة الأعمال لينطلقوا بمشاريعهم ومؤسساتهم نحو آفاق عالية في مجالات متنوعة مستثمرين الجهود التي تبذلها المؤسسات الداعمة لهذا القطاع. سطورهم التالية تحكي قصة جهودهم وكفاحهم ونجاحهم:
براعة وإجادة
حُب البيئة والحرص على المحافظة عليها كان هاجس عبد العزيز الكلباني صاحب مؤسسة أسرار العارض للتجارة لمدة طويلة إلى أن ابتكر فكرة تتمثل في إعادة استخدام مخلفات الأخشاب لتصنيع وإنتاج أنواع مختلفة من الفحم مع التركيز على عدم الإضرار بالبيئة لتفوز المؤسسة بجائزة ريادة الأعمال بنسختها الأولى أفضل مؤسسة صغرى.
مكنته براعته وإجادته من ابتكار آلة فحم تستوعب 10 آلاف طن من مخلفات الأخشاب وتتميز باحتوائها على نظام يعمل على تنقية الأدخنة الناتجة من عملية حرق تلك المخلفات والاستفادة منها في عملية التكثيف والتقطير لإنتاج فحم يعمل على تقوية سلك (الإيرث) عند توصيل الكهرباء.
شغف عبد العزيز بفكرته قاده إلى ابتكار 19 آلة تخدم مصنعه بشكل خاص، وهو ما أدى إلى وصول الطاقة الإنتاجية فيه إلى 288 طنا. ولا تقف طموحات الكلباني عند هذا الحد إذ إن خطته المقبلة تستهدف تشغيل مصنعه بالطاقة الشمسية.
طاقة شبابية
وفي السياق ذاته وبطاقاته الشبابية وبشغفه سعى عثمان المنذري ليكون الأفضل من بين الجميع، وهوخريج بكالوريوس هندسة ميكاترونيكس من جامعة السلطان قابوس وصاحب مؤسسة إنوتك إحدى المؤسسات التي نافست وحازت على لقب أفضل رائد أعمال ضمن فئات جائزة ريادة الأعمال في نسختها الثالثة ومتخصصة بمجال التقنيات الحديثة في التصنيع كطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها.
ولأهمية العمل التقني الذي يأخذ مساره الآن في العالم، تعمل إنوتك على نشر الوعي بهذه التقنيات الحديـــــثة في السلطنة كالعمل مع القطاع التعليمي لإدخال هذه التقنيات في مختبرات الكليات والجامعات والمدارس لتكون جزء أساسي من العملية التعليمية.
لبحث عقول إنوتك دائما بالعمل إلى ما هو جديد في مجال التقنية، ومؤخرا دشنت إنوتك النسخة الجديدة من صندوق الابتكار بعد نفاد الدفعة الأولى من الأسواق في وقت قياسي والذي وهو عبارة عن لعبة تعليمية لتعليم الأطفال الإلكترونيات والدوائر الكهربائية بطريقة عملية، آمنة وممتعة.
وتتميز إنوتك بتصنيعها للمنتجات ما يجعلها المـــــؤسسة التي تملك هذه النوعية من المنتجات في العالم العربي تصمم منتجاتها احـــتياجات الأسواق المحلية والإقليمية.
طموح عال
أما خليل بن سعيد بن سعود الحسني -خريج تصوير ضوئي وسينمائي من كلية التقنية العليا ومؤسس استوديو الروسم للإعلام الرقمي-، فقد اختار التفرغ للعمل التجاري ضمن المؤسسات الصغيرة المسجلة في ريادة وإحدى المؤسسات المتخرجة من برنامج التوجيه السنوي التي تقيمه ريادة الدفعة الثانية.
وكانت الانطلاقة للمشروع قد ابتدأت بالتمكين بثلاثة سنوات من خلال الالتحاق بحلقات عمل في مجال ريادة الأعمال، والتصوير بالسلطنة وخارجها في الخليج وأوروبا. رسم لمؤسسته رؤية واضحة وهي تطوير الجانب الثقافي والفني لدى المبتدئين في عالم الفن المرئي بطرق حديثة وبسيطة ومتطورة
وتعد مؤسسته ذات طاقم عماني محترف 100 % متخصصون في تصوير المنتجات والإعلانات التجارية بالفوتوغرافي والفيديو والتصميم، ومن أبرز أعمال فريق الروسم أنهم كانوا بصمة عمل في فريق تصوير برنامج خواطر 11 في السلطنة خلال موسمه الأخير. وبدون شك وضع طاقم العمل المسؤولية الاجتماعية في أولولية اهتماماتهم وهنا تعمل المؤسسة في تصوير (الأعمال المنزلية مجانا مدى الحياة للعمانيين والعمانيات).
توسعة مدارك
حنين بنت طه اللواتي -ماجستير هندسة تكنولوجيا الاتصالات وريادة الأعمال المديرة التنفيذية لمشروع مكتبة الرواد الإلكترونية- تهدف إلى إثراء وتوسعة مدارك رواد الأعمال من خلال الوصول السريع للمعرفة لبناء مجتمع ريادي أفضل.
تحتوي المكتبة على قواعد بيانات باللغتين العربية والانجليزية وتشمل كتب إلكترونية ومقالات وأطروحات.
كما تحتوي المكتبة على مدونة وهي مساحة يشارك بها رواد الأعمال والعاملين بهذا القطاع تجاربهم الشخصية ومتابعاتهم وتغطياتهم الخاصة لأهم التغييرات التي تطرأ على السوق حيث تهدف المدونة إلى تسليط الضوء على أهم التجارب بلغة بسيطة وأسلوب يساهم في تعزيز المحتوى ونشر قيمة قطاع ريادة الأعمال في السلطنة ومدى تأثيرها على البيئة الريادية بالمنطقة.
مسابقة دوّن أحد أبرز الأعمال للمكتبة وهي مسابقة منحت رواد الأعمال والمهتمين بقطاع ريادة الأعمال فرصة لمشاركة أفكارهم وتجاربهم الريادية في تدوينه قصيرة تعرض على شريحة متنوعة من القراء، تم اختيار أفضل خمس تدوينات من المتقدمين للمسابقة وفق معايير معينة ثم تم إقامة جلسة إرشادية تجمع المشاركين بخبراء في صناعة المحتوى الرقمي لتحسين جودة المشاركات. وأخيرا تم إعلان الفائزين الثلاثة في مسابقة دوٌن.
الخطة المقبلة للمبادرة هو التركيز على المحتوى الرقمي الريادي (المكتوب والمسموع) لإيجاد مجتمع من صانعي المحتوى الذي يساهم في صناعة ونشر المعرفة بالمجتمع الريادي بالمنطقة.