رسالة عمانية: «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها»

بلادنا الأحد ٢٨/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٣:٣١ ص
رسالة عمانية: «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها»

مسقط - المنامة - القاهرة - خالد عرابي - خالد البحيري

تنتهج السلطنة في سياساتها الخارجية مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، واحترام وجهات النظر ومحاولة تقريبها إن تباينت.

ونأت السياسة العمانية بالسلطنة عن أن تكون طرفًا أو تلعب دورًا في إشعال الحروب والأزمات أو الاصطفاف ضد الغير، فهي -السلطنة- مؤمنة بالسلام والتعاون والانسجام الذي يخدم المنطقة وسلامها الإقليمي ويجلب المنافع للشعوب. إن الواقعية هي إحدى علامات السياسة العمانية «فالضجيج يفقد السمع» مما يؤدي إلى عدم معرفة ما يدور من حولك، ويبقى ما تطلقه من أصوات هو الذي تقتنع به فقط، وهذا لا يتطابق مع الواقعية السياسية التي تؤمن بالحوار والتفاوض للوصول إلى الحلول، فما أسهل بدء الحرب وما أصعب إنهاءها.

يقول الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية معالي يوسف بن علوي بن عبدالله: «إن السلطنة تطرح أفكارًا لمساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على التقارب، لكنها لا تلعب دور الوسيط».
وأضاف الوزير خلال قمة أمنية عقدت أمس السبت في البحرين أن السلطنة تعتمد على الولايات المتحدة ومساعي رئيسها دونالد ترامب في العمل باتجاه «صفقة القرن»، مشيرًا إلى عملية السلام في الشرق الأوسط.
والواقعية السياسية التي تؤمن بها السلطنة وتنتهجها في سياستها الخارجية تقوم كذلك على تقريب الأطراف المتصارعة أو المختلفة، ومحاولة التيسير بينها فلا توجد مشكلة ليس لها حل حتى في خضم الحــــروب تبقـــى قنوات التواصل ونوافذ اللقاء مفتوحة. وظل موقف السلطنة واضحًا وراسخًا تجاه القضية الفلسطينية وهي تحقيق السلام وفق مبادرة السلام العربية وحل الدولتين، وأن تكون القدس عاصمة لدولة فلسطين.
وأكد دبلوماسيون مصريون وعرب أن توجهات السلطنة الخارجية تدعم في المقام الأول الحقوق العربية، وتنشد نشر السلام بين شعوب الأرض، وتجنيب العالم الصراعات التي لا طائل من ورائها.
وقالوا في تصريحات لـ«الشبيبة»: إن الخطوط العريضة التي رسمها جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لسياسته الخارجية تؤتي ثمارها على أفضل ما يكون، فالمجتمع الدولي يثق بعمان وبنزاهتها ويقدّر لها دورها في إعلاء قيمة الإنسان والحفاظ على مقدراته أينما كان.
وقال الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى: «إن سلطنة عمان كدولة وشعب لها تاريخ طويل ودور مشهود في الجامعة العربية ومعروف للجميع».
وأضاف في تصريح لـ«الشبيبة» أن عمان تلعب دورًا كبيرًا في الوساطة والتهدئة، من منطلق أنها دولة عربية مهمة فاهمة لما يجري حولها، وهذا ما جعل السلطنة تدير سياستها الخارجية بما يفيد الجانب العربي والمجتمع الخليجي.
من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي ورئيس جمعية الصحفيين العمانية الأسبق عوض باقوير على أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسلطنة جاءت بطلب منه وذلك للدفع قدمًا بتحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، والسلطنة تساعد دائمًا في أي جهد فيما يتعلق بتحريك عملية السلام والقضية الفلسطينية ولا تتوانى عنه، خاصة أن تجميد عملية السلام يسبب مشكلة كبيرة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني الذي أصبح يعاني من هذا الجمود السياسي، وبالتالي فإن عمان بوابة لأي عمل وجهد رئيسي يساعد على تحريك عملية السلام، وذلك في إطار الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية على ضوء المبادرة العربية في قمة بيروت 2002م.