شاب عماني ينافس 8 شباب عرب في برنامج "نجوم العلوم"

مزاج السبت ٢٧/أكتوبر/٢٠١٨ ٢٢:٠٣ م
شاب عماني ينافس 8 شباب عرب في برنامج "نجوم العلوم"

مسقط - خالد عرابي
هو شاب عماني، يبلغ من العمر 24 ربيعا، تخرّج في كلية كالدونيان الهندسية بكالوريوس معالجة وصيانة بدرجة مرتبة الشرف، غير أنه يجمع بين ذلك وهواية أخرى وهي حب الفنون فهو فنان تشكيلي بدرجة هاوٍ للفن -كما يصف نفسه. حصل على المركز الأول على مستوى السلطنة في مسابقة "مختبر الجدران المتساقطة 2017" التي ينظمها مجلس البحث العلمي، كما أنه حاصل على شهادتين من مدرسة الفن في جلاسكو، بالإضافة إلى أن لديه العديد من المشاركات المحلية الدولية، كما تم اختياره مؤخرا بسبب أحد ابتكاراته العلمية ليكون واحدا من التسعة المنافسين في القائمة النهائية على مستوى الوطن العربي في برنامج "نجوم العلوم" القطري في نسخته العاشرة.. إنه سالم بن عبدالله بن سالم الكعبي الذي حاورته "الشبيبة" ليحدّثنا عن هذه المشاركة والترشح كما يحدّثنا عن ابتكاره الذي رشحه لذلك وفكرته وكيف توصل إليها.

* اعطنا فكرة أو حدّثنا عن ابتكارك هذا وكيف جاءتك فكرته؟
ابتكاري عبارة عن طلاء ورنيش عضوي صديق للبيئة يستخدم لحماية الأعمال واللوحات الفنية أو اللوحات الزيتية من الغبار والحرارة والرطوبة، وقد تم تصنيعه من اللبان العماني؛ وذلك للتخلص من الأبخرة السامة التي ينتجها الورنيش التقليدي فيصبح آمنا للاستخدام. ومما يميزه بأنه خال من المواد البترولية السامة والضارة، كما أنه يحافظ على العمل الفني. خاصة أن الورنيش الذي كان مستخدما قبل ابتكاري هذا يتكوّن من مواد كيميائية مضرة وأحيانا سامة، لا تخفى آثارها الجانبية الضارة على بعض الفنانين؛ فأنواع الصداع المسبب للعمى والنعاس وصعوبة التنفس ليست سوى أعراض جانبية وثمن يتوجب على الفنانين دفعه لحماية اللوحات الزيتية وتجميلها، أما مع ابتكاري هذا فقد حُلّت المشكلة.
وجاءتني الفكرة من شغفي بالفن، والساعات التي كنت أقضيها وأنا أرسم واستخدم المواد الفنية، مما أدى إلى أصابتي بمرض الحساسية وتطوّرت إلى التهاب حاد في الجيوب الأنفية، بل واحتُجزت في المستشفى بسبب ذلك لفترة، وكان عنصر الورنيش والمذيبات أحد أهم الأسباب في تدهور حالتي الصحية، هنا فكّرت في حل هذه المشكلة بالنسبة لي حتى استمر في الرسم مثلما كنت سابقا.

* ومتى وكيف بدأت العمل على هذا الابتكار؟
بعد المرض منعني الدكتور من الرسم والابتعاد كليا عن هذه المواد وهنا أُصبت بالضيق بل وبالحزن، ولكن لم أستسلم وبدأت في البحث عن حلول فقمت بإجراء 20 تجربة فاشلة ولكن في المرة الـ21 أعطتني نتيجة بسيطة وبدأت في تطوير هذا المنتج، وكانت جميع هذه التجارب في المنزل وبأدوات بسيطة، ثم احتجت لفترة لإتمام عمليات نقل متعددة من موقع لآخر لإنتاج الورنيش المخلوط باللبان يدويا من أجل حماية اللوحات. ولكن بفضل معرفتي بطبيعة تفاعلات العملية الكيميائية، طوّرت آلة يمكنها إنتاج ورنيش آمن وعضوي مخلوط باللبان العماني في محطة آلية أكثر كفاءة تعمل على توفير الوقت وتضمن مراقبة الجودة.
وبعدها بفترة وفي العام 2017 شاركت في مسابقة "الجدران المتساقطة" التي ينظمها مجلس البحث العلمي تمهيدا لمسابقة دولية تُقام في ألمانيا، وحصلت على المركز الأول على مستوى السلطنة مما أهّلني للمشاركة بالمشروع نفسه في العاصمة الألمانية برلين لأكون من بين 100 مبتكر وباحث علمي من حول العالم.

* وهل تم تطبيق هذا الابتكار عمليا؟
منذ بداية الفكرة والعمل على المشروع وأنا أقوم بتجارب عملية في مرسمي الخاص، وكما ذكرت كانت التجارب في البداية فاشلة إلى أن وُفّقت في الحصول على نتائج طيّبة وطوّرتها حتى حصلت على الابتكار.

* وما هي المعوقات أو التحديات التي واجهتك في تنفيذ هذا الابتكار؟
بطبيعة الحال لا بد من وجود معوقات والتي تمثلت في عدم توفر المواد المستخدمة في مشروعي، كما أن مجال تخصصي بحت ولم أجد أحدا متخصصا في هذا المجال للاستشارة وللأسف نفتقر في السلطنة إلى الدعم والتعاون في هذا المجال، مما جعلني انتظرت ما يقارب الـ8 أشهر للحصول على موافقة لاستخدامي جهاز فحص العيّنات فقط، ولذا أتمنى أن يكون هناك تعاون من الجهات المعنية ودعم مجال الابتكار والبحث العلمي.

* وكيف عرفت ببرنامج نجوم العلوم والمشاركة به؟
عرفت به من خلال أحد الأصدقاء كنت قد التقيت به في ألمانيا وأخبرني بالبرنامج وكنت متشجعا للمشاركة فيه، وبالفعل بعد العودة بحثت عنه حتى حصلت على وسيلة للتواصل مع القائمين عليه وعرفت كيفية المشاركة وشاركت ومررت بعدد من الاختبارات والمراحل حتى وصلت إلى هذه المرحلة النهائية وأتمنى أن أفوز بالبرنامج لأرفع راية بلادي خفاقة كما هي دائما. وقد أعجبتني طريقة المشاركة بالبرنامج فقد كانت أسهل مما يتوقع أي شخص؛ فبمجرد أن تسجّل وتُرفق الملفات يتم التواصل معك عن طريق البرنامج لاستكمال باقي الإجراءات.

* وفي أي مرحلة من البرنامج أنت الآن.. وما هي الحلقات المقبلة وآلية التحكيم؟
حاليا أنا في مرحلة تصنيع النموذج الأولي للمشروع وهي من أهم مراحل البرنامج في إثبات القدرات العلمية والعملية حيث تتم العملية على حسب الخطط التي تضعها أنت للمشروع وبالوقت المحدد ويجب عليك الانتهاء منها في هذا الوقت. أما الحلقات المقبلة فهي مرحلة التسويق حيث بعد الانتهاء من مرحلة بناء النموذج تمر بمرحلة السوق وعرض المنتج على المستخدمين فيما بعد.

* هل تتوقع الفوز بهذا البرنامج؟
سأعمل بكل ما لدي من قدرات علمية وعملية للتأهل للمراحل المقبلة والفوز. ولكن المسابقة ليست سهلة أبدا ونسأل الله التوفيق في القادم، كما أتمنى أن أفوز باللقب.

إضاءة وإشادة
صاحب السمو السيد نادر آل سعيد الذي أقنع سالم ودعمه في المشاركة بهذا البرنامج علّق قائلا: نفخر كعمانيين بوصول سالم الكعبي لمرحلة بناء النموذج في مسابقة "نجوم العلوم" بعد أن شارك معه 21 متسابقا، وها هو من ضمن التسعة المتأهلين لبناء النموذج الذي عمل عليه فترة طويلة من الزمن لاستخلاص مادة الورنيش بشكل طبيعي. ولا أنسى بدايات المبدع سالم وإصراره على إنجاح اختراعه المتميز والرائع.. لقد عرفت سالم الكعبي مصرا على النجاح ومبدعا في الرسم ولكن كان هناك جانبه المتميز جدا وهو حب الاكتشاف. كما لا أنسى إصراري على مشاركة سالم في المسابقة رغم تردده أحيانا لأسباب غير مقنعة من وجهة نظري. ولله الحمد فقد لبى الكعبي هذا المطلب والمشاركة، وها هو اليوم يشرّف بلاده وأهله والشعب العماني بوصوله إلى هذا المراكز المتقدمة، وأتوقع أنه سيصل إلى أبعد من ذلك وأبعد مما يتوقع؛ وذلك إيماننا بالشعب والشباب العماني الذي ليس له حدود. فنحن نعلم جيدا أن لدينا مبدعين من نوعية سالم الكعبي. ونتمنى أن يكون سالم ملهما لأقرانه ليُقدموا على المنافسات الصعبة وتحقيق النجاح في كل مجالاتهم.