دبي- 7
قال خبراء طبيون إن الطعام الجيد، لا الجينات الجيدة، هو ما يكمُن وراء انخفاض نسبة إصابة الرجال بسرطان البروستات في الشرق الأوسط، مُحذّرين من أن تناول الكثير من الطعام على النمط الغربي يمكن أن يتسبب في ارتفاع كبير في خطر الإصابة بهذا المرض.
ويُعتبر سرطان البروستات ثاني أكثر أشكال السرطان شيوعاً في العالم، والأكثر شيوعاً في البلدان الغنية، مع تباين واضح في معدلات الإصابة بين البلدان. وأظهرت دراسة بحثية أجرتها منظمة الصحة العالمية ونُشرت الشهر الفائت أن معدل الإصابة بسرطان البروستات في النرويج والسويد وإيرلندا أعلى بعشر مرات منه في السعودية أو مصر أو الأردن.
وقال الدكتور ديفيد ليفي، طبيب أمراض المسالك البولية في كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة: إن الخطر يمكن أن يتغير بسرعة إذا اعتمد الرجال في الشرق الأوسط نظاماً غذائياً على الطريقة الغربية، بدلاً من الوجبات التقليدية التي يتناولها أبناء المنطقة. وأظهرت دراسات أجريت في الولايات المتحدة أن الجيل الثاني من الأمريكيين العرب يعانون من مستويات أعلى بكثير من سرطان البروستات مقارنة بنظرائهم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بعدما أصبح نظامهم الغذائي «أمريكياً أكثر».
وأوضح الدكتور ليفي قائلاً: إن تناول المشروبات الغازية وعصائر الفواكه السكرية بكثرة، إضافة إلى السكاكر والحلويات والبروتين الحيواني يرفع عوامل مقاومة الأنسولين في الجسم، ويُغيّر مؤشر نسبة السكر في الدم، ويُؤثر سلباً على نسب الحمض الدهني، معتبراً أن المرء يكون قد «غيّر البيئة التي تعيش فيها الخلايا تغييراً كاملاً»، وأضاف: «من شأن هذا التغيير أن يُحدث بدوره تغييراً في السلوك الوراثي، وما ذاك إلاّ تجاوبٌ للجسم مع التغيّرات الحاصلة في نمط الحياة، ما يؤدي إلى تغيّر بيئي يمكنني القول بثقة إنه يحفّز الإصابة بسرطان البروستات».
وترتبط الحمية الغذائية التي تحتوي على الكثير من اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان والسكر بالمتلازمة الأيضية، وهي مجموعة من التشوّهات في المنظومة الكيميائية الحيوية والفسيولوجية ترتبط بالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية التي تشمل السمنة والسكري ومقاومة الأنسولين وارتفاع ضغط الدم والكولسترول.
يذكر إنه لدى الرجال الذين يعانون من كل هذه الحالات احتمالية متزايدة لحدوث سرطان البروستات، بحسب الدكتور ليفي، الذي قال: إنها أكثر شيوعاً بين من يتبعون النظام الغذائي الغربي ممن يتبعون حمية البحر الأبيض المتوسط أو الحمية النباتية، مشيراً إلى أن الارتباط لا يقتصر على سرطان البروستات فقط وإنما أيضاً مع سرطان الثدي والقولون والبنكرياس.
تُعتبر أطعمة مثل البطاطا المقلية والنقانق والبرجر وأجنحة الدجاج غنية بحمض أوميجا 6، في حين يُعتقد بأن الحمية المتوسطية لها تأثير وقائي ضد بعض الأورام. وفي دراسات أجريت على رجال مصابين بسرطان البروستات لم يُعالجوا بعد أدى الامتناع عن تناول اللحوم ومنتجات الألبان من النظام الغذائي إلى انخفاض كبير في معدل نمو خلايا البروستات.
تتميز مأكولات منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، والتي تشمل بلاد الشام وشمال إفريقيا، بوفرة المواد الغذائية الغنية بحمض أوميجا 3، مثل العدس والطماطم والباذنجان والجوز والفاصوليا والرمان.
ويطلب الدكتور ليفي من مرضاه المصابين بسرطان البروستات الحدّ من تناول اللحوم الحمراء إلى ثلاث مرات شهرياً على الأكثر. كما يشجعهم على تناول الكثير من الفواكه والخضراوات الطازجة، وخفض استهلاك منتجات الألبان والسكريات إلى الحدّ الأدنى، كما يوصي بتقليل تناول المريض للكربوهيدرات المكررة، كالخبز الأبيض والسكر والمعكرونة والأرز، واللجوء إلى الأصناف البنيّة أو أصناف الحبوب الكاملة.