مسقط - ش
تنفذ الهيئة العامة للصناعات الحرفية برنامجا تدريبيا في مجال النسيج لطالبات تخصص تصميم الأزياء بالكلية العلمية للتصميم، في إطار الجهود المبذولة من قبل الهيئة في سبيل نقل الحرفة إلى الأجيال الشابة وتنويع مصادر الدخل وتنمية المهارات الحرفية وإيجاد فئات منتجة في المجتمع تساهم في توسيع قاعدة المشاريع الحرفية التي تعنى بالحرف لإنشاء كيان مستقل للقطاع الحرفي ذي طابع عماني متميز بالجودة العالية وقابلية التسويق خارجيا وداخليا، إلى جانب تزويد القطاع الحرفي بقدرات حرفية وطنية شابة مؤهلة ومدربة وفق أعلى المعايير العلمية والعملية وصقل القدرات وتأهيل الطاقات الوطنية في المجالات الحرفية من خلال تصميم برامج متكاملة للتدريب والإنتاج الحرفي والتي تنفذها الهيئة بصفة مستمرة ومتواصلة في مختلف محافظات ومناطق السلطنة وبالتعاون مع مختلف المؤسسات والجهات. كما هدف البرنامج إلى تطوير المنتجات الحرفية من حيث التصاميم الحديثة والألوان وتطوير الحرفة في تجديد استخداماتها بما يتناسب مع احتياجات المستهلك بمختلف شرائحه وتوليفها مع تصاميم الأزياء الحديثة دون الإخلال بأصالتها.
وقد تضمن البرنامج الذي شاركت فيه 25 طالبة، الجانبين النظري والعملي تم خلالهما إكساب المتدربات أساسيات الصناعات النسيجية والتدريب على إنتاج النسيج بالأنوال التقليدية وإنتاج النسيج بالأنوال المطورة بالإضافة إلى التدريب على فرز وتجميع الخيوط النسيجية وحسابات المقايسات والمنسوجات والرسم الزخرفي واللقي والتطريح إلى جانب التدريب على توظيف النسيج اليدوي في الأزياء والحقائب والاكسسوارات المختلفة.
وقد عبّرت المتدربات عن استفادتهن من البرنامج من خلال معرفة آليات صناعة النسيج اليدوي واستخداماته والتعامل مع المعدات والأدوات الخاصة بالحرفة حيث تقول بلقيس بنت محمد السعيدية بأن البرنامج تطرق لكيفية إنتاج منتج نسيجي متكامل يتم توظيفه في مجال تصميم الأزياء إلى جانب التدريب على نسج الخيوط وعمل تصميم مبتكر وتنفيذه من الأزياء العمانية والعبايات والشيل ومكملات الأزياء مثل الحزام والأساور وحزام الساعات والحقائب، كما تعرفت على منتجات النسيج المختلفة وكيفية استخدام آلة النسج بدقة وهذا ما يساعدها في مشغلها الخاص بالعبايات وخصوصا لتصاميم العيد الوطني المقبل.
أما أسماء بنت علي البلوشية فتقول بأن البرنامج مكّنها من معرفة الحسابات والمقاسات وعدد الخيوط المستخدمة في القطعة النسيجية الواحدة ومعرفة طرق اللقي والتطريح وأنواع النسيج سواء سادة أو مبرد أو أطلس أو زخرفي، إلى جانب التعرّف على أنواع وأجزاء آلة النسيج والتدرب عليها، أما بخصوص توظيف البرنامج في مجال تخصصها فتذكر البلوشية بأن البرنامج يمكّن المصمم من ابتكار تصاميم تتضمن العديد من الأشكال والمنتجات بحيث يمكن استخدام منتجات آلة النسيج في الكثير من تصاميم الاكسسوارات والعبايات والملابس سواء كانت ملابس خاصة للأزياء التقليدية العمانية أو أزياء الموضة الحديثة بالإضافة إلى توظيف المنتج بما يتناسب مع نوع وخامة النسيج وبالمحافظة على توازن التصميم من حيث الألوان والأشكال.
وعبّرت زينب بنت محمد الكندية عن رأيها بالبرنامج قائلة: "أثرى البرنامج معرفتي بالخيوط التي تستخدم في النسيج اليدوي وكيفية وضعها وترتيبها على جهاز النول إلى جانب توليف المنتج النسيجي في مجال تصميم الأزياء لتقديم صورة مبتكرة ومستوحاة من الصناعات الحرفية المحلية كما تمكنت من معرفة مراحل عمل المنتج النسيجي وهي معرفة عدد الخيوط المستخدمة في القطعة النسيجية المراد نسجها وعدد خيوط التطريح ثم التصميم والطي واللقي وربط الخيوط".
وتذكر مريان بنت طالب البلوشية بأن البرنامج طوّر لديها الكثير من المهارات الجديدة والتي تساعدها في توظيف المنسوجات اليدوية في تصاميم الأزياء والتي تبرز الملامح العمانية في الزي ومكملاته والاستفادة من منتجات البيئة المحلية بهدف تلبية الاحتياجات المحلية من المنتجات الحرفية المطورة.
وتسعى الهيئة العامة للصناعات الحرفية من خلال برامجها التدريبية إلى تعزيز القدرات الحرفية في مختلف مجالات الصناعات الحرفية، والعمل على إيجاد جيل من الحرفيين المجيدين إلى جانب العمل على توظيف المنتجات الحرفية في الاحتياجات الحديثة وزيادة الوعي بأهمية الحفاظ على الصناعات الحرفية والتي تعد من الموروثات الاقتصادية والمجتمعية وتنمية القدرات الإبداعية للحرفيين وتعزيز مهاراتهم للتعامل مع التقنيات الحديثة في إنتاج الصناعات الحرفية.