مشروع إسكاني يستحق الدعم والإشادة

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٤/أكتوبر/٢٠١٨ ١٢:٠٧ م
مشروع إسكاني يستحق الدعم والإشادة

لا يختلف اثنان على أن توفير التمويل المالي لشراء أرض أو بناء منزل، أصبح أكثر سهولة مقارنة بالسنوات الفائتة، وذلك بفضل التسهيلات المصرفية التي تقدمها المؤسسات المصرفية والبرامج المتخصصة التي تطلقها في هذا المجال والتي تقدم مزايا وتسهيلات مشجعة، ولكن في نفس الوقت يتفق الجميع أن أكبر تحدي يواجه الشباب عند التفكير في البناء خاصة في هذا الوقت هو مراحل التنفيذ، ومقدرة شركات ومؤسسات المقاولات في إنجاز بناء المنزل حسب الاتفاق أو العقود المبرمة بين الطرفين، فكثير من الناس عندما يفكرون في بناء المنزل يواجهون العديد من الصعوبات والتأخير والمشاكل المتعددة مع المقاول، لدرجة وصول العديد من هذه الأمور إلى أروقة المحاكم، إضافة إلى حديث البعض حول عدم توفر بعض الخدمات والمرافق في بعض المناطق مثل الماء والكهرباء والإنترنت وخدمات الصرف الصحي والطرق وغيرها من الأمور المتعلقة بالمرافق الخدمية، فالجميع يعاني من هذا الموضوع ويبحث عن الحلول خاصة مع رغبة العديد من الشباب في الاستقرار وإيجاد المسكن الملائم وبأسعار مناسبة.

لقد جاءت المبادرة التي أطلقها المجلس الأعلى للتخطيط ووزارة الإسكان، والمتمثلة في إنشاء مشروع الأحياء السكنية المتكاملة بولاية بركاء، والذي تم الاحتفال مؤخراً بوضع حجر الأساس لإنشائه، ليشكل نقلة نوعية ومرحلة جديدة في مجال التخطيط العمراني، ويعطي خياراً مهماً للمواطنين الراغبين في امتلاك منزل الأحلام من خلال الشراء في هذا المشروع الكبير والذي بلاشك سيوفر الوقت والجهد والمال خاصة على الشباب العماني المقبل على هذا الخطوة، وأيضاً الاستفادة من المميزات والتسهيلات والخدمات المتكاملة التي يوفرها المشروع، فمن خلال الأخبار والتصريحات المتداولة يتضح أن مشروع الأحياء السكنية المتكاملة والذي يعد الأول من نوعة، تم التخطيط له بشكل عملي.

وسيتم تنفيذه وفق أفضل المعايير والأسس التي يجب أن تتوفر في مثل هذه الأحياء السكنية المتطورة، وذلك من خلال توفير منظومة متكاملة من خدمات البنية التحتية والمرافق الاجتماعية والخدمية، وغيرها من الأمور التي تجعل السكن في هذه الأحياء هدف للعديد من الشباب الراغبين في اقتناء منزل الأحلام، خاصة مع توفر كافة المميزات والمرافق الخدمية، كما أن هذا النوع من المشاريع الإسكانية، يوفر خيارات جديدة من حيث نوعية المنازل التي سيتم بنائها ومن حيث التصميم، ويقدم قيمة مضافة لسكان هذه المناطق من خلال الاستمتاع بالخدمات المختلفة المتوفرة، فهي تعد مساكن بفئة خمس نجوم، وفي نفس الوقت بأسعار مناسبة في متناول كافة الشباب.

إطلاق هذا المشروع، يؤكد من جديد على أهمية التعاون والشراكة بين المؤسسات الحكومية في تنفيذ مثل هذه المشاريع أو المبادرات المشتركة، فلولا هذا التعاون بين المجلس الأعلى للتخطيط ووزارة الإسكان لما شاهدنا تنفيذ هذا المشروع الحيوي الذي يساهم في إيجاد رؤية جديدة ستكون لها آثار إيجابية على المدى البعيد في تنمية وتطوير القطاع العقاري بالسلطنة، كما أن حرص هاتين المؤسستين على إنجاح فكرة المشروع تتجلى في نقطة أخرى مهمة، وهي إسناد تنفيذ المشروع إلى إحدى أبرز الشركات العقارية بالقطاع الخاص بهدف تطويره مما يعني أنها نقطة أخرى مهمة في طريق تعزيز الشراكة بين القطاع الحكومي والخاص.

وهذا ما خرجت به توصيات البرنامج الوطني «تنفيذ»، والذي أكد على أهمية إعطاء القطاع الخاص الدور الأكبر في تنفيذ المشاريع التنموية، مما يجعلنا متفائلين بالمستقبل ليس فقط على مستوى المشاريع المتعلقة بالقطاع العقاري، وإنما على كافة المستويات والقطاعات الأخرى، فالسلطنة تحتاج إلى مثل هذه المشاريع المبتكرة، والتي تقدم قيمة مضافة للمواطنين، وأيضا رؤية جديدة في مجال العمل المشترك الناجح، وتساهم وبشكل كبير في دعم المؤسسات وشركات القطاع الخاص، فتنفيذ هذا المشروع الكبير سينعش القطاع العقاري ويساهم في تعزيز الشركات التي تعمل في هذا القطاع خاصة أن هذا المشروع سيتطلب العديد من الأعمال، وفي مجالات متعددة، كما من المتوقع أن يوفر فرص عمل للشباب العماني سواء أثناء تنفيذ المشروع أو مع الانتهاء منه وبلا شك، أيضاً يمكن للمؤسسات الصغيرة أن تجد بعض الفرص والأعمال في هذا المشروع العقاري السكني المهم، إضافة إلى تعزيز البنية الأساسية في منطقة المشروع دون تكليف الحكومة أي مصاريف إضافية مع المكاسب الأخرى التي يمكن تحقيقها، مع تنفيذ هذا المشروع وهي إنعاش المنطقة المحيطة بالمشروع وفي مختلف المجالات.

إن تنفيذ هذا المشروع الإسكاني يشكل فرصة للمواطنين وخياراً جديداً لاقتناء منزل الأحلام وضمان الاستقرار العائلي في منطقة حديثة ومجهزة بكافة المرافق والخدمات وبأسلوب راقٍ وجودة عالية كما أن المشروع يوفر خيارات في تصميم المنازل والوحدات السكنية بحيث يمكن اختيار المناسب لكل فرد وحسب رغباته، وذلك بدل الانتظار للحصول على أرض سكنية وبعد ذلك بناء المنزل والصعوبات التي قد تواجه مرحلة البناء وأيضا موضوع توفر الخدمات والمرافق كل هذه الأمور تجعل من مشروع الأحياء السكنية المتكاملة في ولاية بركاء خياراً جديداً ومهماً للعديد من المواطنين، وسيبقى فقط لإنجاح هذا المشروع هو الكشف عن الآلية والشروط والمعايير التي سيتم على أساسها حصول المواطنين على هذه الوحدات السكنية و القيمة المالية لكل وحدة والتي من المتوقع أن تقوم الجهات المعنية قريباً بالإعلان عن كل هذه التفاصيل وبالتالي سيتعرف الجميع حول كيفية الاستفادة من هذا المشروع بشكل واضح، نأمل بالفعل نجاح هذا المشروع وهذه المبادرة وأن تحظى بإقبال المواطنين حتى يتم تعميمها في مختلف محافظات السلطنة، وكلمة شكر لكل القائمين على التخطيط والتنفيذ لإطلاق هذه المبادرة الإسكانية الرائدة.