ستظل فلسطين أولوية في فكر جلالته

مقالات رأي و تحليلات الأربعاء ٢٤/أكتوبر/٢٠١٨ ١٢:٠٠ م
ستظل فلسطين أولوية في فكر جلالته

ظلت القضية الفلسطينية تحتل قمة الأولويات في فكر حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- منذ تولي جلالته مقاليد الحكم في البلاد، إيمانا من جلالته بأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأساسية، وأن السلام في الشرق الأوسط لن يستتب له الأمر ما لم تحل قضية العرب الأولى حلا عادلا وشاملا.

فجلالته وفي كل المناسبات ما فتئ يؤكد على هذه الثوابت التي باتت الركن الأساس في السياسة الخارجية العُمانية، وأن السلم العالمي لن يتحقق على الأرض أبدا ما بقي الشعب الفلسطيني مشردا في الآفاق وما بقي محاصرا ومنزوعا منه حقه الثابت والراسخ في إقامة دولته المستقلة على تراب فلسطين وعاصمتها القدس المحتلة.

وبالأمس استقبل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- الرئيس الفلسطيني محمود عباس والوفد المرافق له الذي يزور السلطنة حاليا، وقد كانت سانحة طيبة أن تعود قضية العرب الأولى إلى الواجهة وهي وفي الأصل لم تبرحها ولكن كان التأكيد من خلال هذه الزيارة المهمة على أن كل المحاولات التي يبذلها أعداء الأمة لوأد القضية لن يكتب لها النجاح ما بقي الإيمان راسخا في القلوب والعقول، والعزيمة والإصرار باديا على الوجوه، وبالتالي فإن المسيرة لن تتوقف حتى تنيخ مطاياها في القدس العاصمة الأبدية لفلسطين الدولة.
فتلك هي حقيقة الأجندة العُمانية كما تبدو وتلوح في السر والعلن، صحيح أن العرب في السنوات الأخيرة قد انصرفوا عن القضية وأسرعوا إلى السراب بعد أن اعتقدوا أن الماء يجري في أوديته، ولم يدركوا أنه الماء الكذوب الذي لا يروي عطشا ولا يقيم أودا، غير أن عُمان كانت وستظل على العهد والوعد.
ولعل زيارة الرئيس الفلسطيني للسلطنة أعادت القضية إلى المكان اللائق بها، فالكل يقف احتراما للقيادة العُمانية، وبالتالي ومن مسقط انشغل العالم بهذا الحدث وجلالة السلطان يرحب بالزعيم الفلسطيني وهما يعيدان معا القضية إلى الواجهة وإلى المكان اللائق بها.
فالقيادة الفلسطينية تدرك تماما أن السلطنة وبحكم الثقل الذي تتمتع به دوليا قادرة على إقناع الأطراف الدولية أن هذه القضية هي الأساس في معادلة الحرب والسلام، وأنها إن بقيت معلقة ودون حل فلن يهنأ العالم بالسلام أبدا، سيظل التوتر قائما وسيظل المد الهادر والجزر الهائل يقض مضاجع سكان كوكب الأرض كلهم.
إذن فإن القيادة الفلسطينية وعندما اختارت مسقط لطرح جديد الساحة إنما انطلقت من قناعة ثابتة بأنها ستجد الحكمة بعيدة المنال لدى جلالته- حفظه الله ورعاه، وأنها تعلم يقينا أن القضية برمتها ستعود للواجهة بقوة مع إطلالة جلالته التي أسعدت كل عواصم الدنيا، ومع هذه الإطلالة عاد الإشراق والتجلي لقضية العرب، وهذا هو المكسب الذي لا يقدر بثمن والذي تستحقه فلسطين وشعبها العربي العزيز.
نأمل أن تكلل الجهود الخيرة والنبيلة التي تبذلها السلطنة في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته والتي هي قضية الأمة في الأساس أن تكلل وقريبا وبحول الله وقوته بالنجاح والتوفيق، وأن نرى العلم الفلسطيني يرفرف في شموخ وإباء في أعلى قمة في القدس العربية.