مسقط - ش
قامت مستكشفة القطب الشمالي أنيسة الرئيسية، أول امرأة عمانية تطأ قدمها القطب الشمالي الجغرافي، والرائدة ناتالي تايلور عضوة في فريق مكون من ست جنديات بريطانيات والذي يعدّ أول فريق نسائي يعبر القارة القطبية الجنوبية، باستعراض تجربتيهما وذلك وسط حضورٍ كبيرٍ من المهتمين بهذا الشأن.
امرأتان وقطبان وثقافتان
شهد صندوق تقاعد وزارة الدفاع عقد محاضرة ملهمة بعنوان "امرأتان وقطبان وثقافتان" وذلك تحت رعاية معالي الدكتور أحمد السعيدي وزير الصحة.
وقد دعمت كلٌ من شركة أديل شو جودارد وشركة بوندوني وصندوق تقاعد وزارة الدفاع هذه الفعالية التي حضرها جمعٌ غفير من المهتمين الذين ألهمتهم قصتا هاتين المرأتين اللتين دخلتا في تحديات نفسية وجسدية قاسية وسافرتا إلى مناطق تتميز بطبيعتها القاسية وحاولتا الوصول إلى القطبين الجنوبي والشمالي. ففي يناير 2018 شاركت المستكشفة البريطانية ناتالي تايلور ضمن فريق من ستة جنود في أول رحلة استكشافية نسائية لعبور القطب الجنوبي سيرا على الأقدام.
واستغرقت الرحلة 62 يومًا في درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية تحت الصفر. وفي خضم الرياح التي تجاوزت سرعتها 60 ميل في الساعة، قام الفريق باستخدام الزلاجات للمشي وحلن زلاجات بوزن 80 كجم تحمل معداتهم الأساسية والمواد الغذائية.
رحلة أنيسة الرئيسية
وبعد ثلاثة أشهر من هذا التاريخ، سافرت أنيسة الرئيسية إحدى المدربات في "أوتورد باوند عُمان" إلى الطرف الآخر من الكرة الأرضية، وانضمّت إلى فريق أوروبي عربي للوصول إلى القطب الشمالي.
كانت المغامِرات يسحبن الزلاجات فوق الجليد في كل يوم من أيام تلك الرحلة، ولم تكن الظروف في القطب الشمالي أهون من أنتاركتيكا.
وعلى الرغم من انخفاض درجات الحرارة أيضًا إلى 40 درجة تحت الصفر ، فإن ظاهرة الاحتباس الحراري أدت إلى جعل جليد البحر أقل سماكة وأسرع تحركًا، مما يعني أنهن كن ينمن على طبقة رقيقة من المحيط المتجمد المتحرك، فضلا عن التهديدات المحدقة بهن من الدببة القطبية المفترسة وخطر تكسر الجليد.
كانت هاتان الرحلتان بمثابة رسالة قوية حول أهمية العمل الجماعي والقيادة والتحدي ودليلٍ على قدرة النساء على العمل في بيئات صعبة. شاركت المتحدثتان تجربتيهما في العيش في الأماكن الضيقة، والاستعدادات النفسية والبدنية، والاستراتيجيات التي استخدمتاها للتعامل مع التحديات المتغيرة باستمرار، ووصفن أنفسهن بـ "نساء عاديات يقمن بأشياء غير عادية".
وحول هذا الحدث قالت الرئيسية: "كانت هذه التجربة بمثابة حلم تحول إلى حقيقة، وهو أمر يتطلب الكثير من العمل الشاق والوقت والجهد. وفي هذا المقام لا يسعني إلا أن أشكر فريق العمل في عمانتل وبوندوني على الدعم الذي قدموه لي وجعلني أمثل عمان في هذه المشاركة الدولية، ولدي رغبة حقيقية في أن يمكّنني عملي مع أوتورد باوند عمان من تسخير خبرتي في إلهام العمانيين الآخرين من الشباب في المدارس و الكليات وموظفي الشركات لكي يؤمنوا في قرارة أنفسهم بأنهم مثلي، قادرون على التغلب على المخاوف والشكوك لتحقيق إنجازات عظيمة في حياتهم الشخصية والعملية".
وتأمل كلتا المغامرتان أن تشجع إنجازاتهما التاريخية النساء والفتيات الأخريات على مواجهة التحديات والخروج من منطقة الراحة.
واختتمت الرئيسية الفعالية بدعوة الجمهور لمساعدتها في بناء فريق من النساء الموهوبات للمشاركة في دورة تدريبية في الهواء الطلق تمتد إلى أربعة أيام في رمال الشرقية خلال فصل الشتاء القادم. وستتولى الرئيسية قيادة هذه الدورة برعاية كريمة من شركة بوندوني.