تميّز.. استحق التكريم

مقالات رأي و تحليلات الاثنين ٢١/مارس/٢٠١٦ ٠١:٠٨ ص
تميّز.. استحق التكريم

محمد بن سيف الرحبي
alrahby@gmail.com
www.facebook.com/msrahby

لو أن قناتنا التلفزيونية العمانية أخطأت في تفصيل فني صغير لكان حدثا على تويتر وفيسبوك وغيرهما من وسائل التواصل الاجتماعي، حيث الخطأ يستحق بروزا بما يجعله ضخما، وكأنما الحدث استثنائي في تاريخ البشرية وعلاقتها مع التقنية، ومع أخطاء الإنسان..

الخطأ يشاهد بدرجة عالية من «المتابعة» حتى من أولئك الذين يقولون إنهم لا يتابعون قناة عمان.. والصواب أمر اعتيادي لا يفترض حتى الالتفات إليه.. فقدر الجميع «وليس هؤلاء فقط» أن تصبح هفوتهم خطيئة وإنجازهم مجاملة.. فيغدو نقد الذات «الوطنية» جلدا لها، وبحثا عن سوءاتها، بينما نجاحها «أي نجاح لها» خارج نطاق الاستحقاق، وما هو إلا توزيع «الكعكة» بين المشاركين.. حتى لا يزعل أحد!!

الحدث هذه المرة تكريم، نالته السلطنة، في مهرجان الإذاعة والتلفزيون الذي أصبح سمة بحرينية بامتياز حيث حافظت على استمراريته بما يجعله حدثا فنيا لافتا في المنطقة، صانعا للبحرين تميّزا فنيا يستقطب عشرات الأسماء من نجوم الدراما الإذاعية والتلفزيونية، النجوم الذين يعرفهم الناس، أو أولئك المتوارين خلف «الكواليس» لكنهم حالة إبداعية تستحق الالتفات إليها، وتكريم المتميز منها.
والكتابة عن التميّز تصبح واجبا.. وعندما نرى أنه صناعة عمانية بأيدي أبناء عمان فإنه يصبح متوجبا أكثر، لأن صنّاع النجاحات الخارجية لهم حق علينا، كتّابا وصحفيين، وكل صاحب كلمة، أن يقول لهم «شكرا» لأنكم حاولتم واجتهدتم ونلتم من التقدير ما يجعله باسم عمان، خطوة بسيطة كانت أو عالية المستوى، يكفي شرف المحاولة والاجتهاد.
يستحقون الكتابة عنهم لأن نقدهم هدف دائم، ولأنهم في موقع المسؤولية فلا نتوقع إلا «النموذجية» والمهنية» العالية حيث الخطأ تقصير يفترض محاسبة المتسبب فيه، ولأن هناك «نجاحاً» بشهادة خارجية فإن كلمة «شكرا» تبقى مستحقة.
لماذا تتميز «بعض» برامجنا؟ ونقول إن مستوى قنواتنا (الرسمية/‏‏ الأربع) لا يرقى للمتابعة؟!
لا يفترض مقارنة «قنواتنا» إلا مع مثيلاتها «الحكومية» حيث لا يمكن أن تكون القناة العامة تشبه قناة أم بي سي، ولا إمكانيات «عمان مباشر» كالجزيرة «مباشر» ولا الرياضية تنافس «بي أن سبورت».. وضع المقارنات في سياقات المحلية والإمكانيات والخبرات ليس في صالح قنوات لها رؤيتها «التنموية» مهما سعت للتخفف من «وزر» هذه الكلمة المترددة منذ السبعينيات.. والتميّز يصنعه العاملون في حقول الإنتاج، يستوي في ذلك أية وزارة خدمية أو مؤسسة إعلامية، في الأولى لا تبدو الأخطاء واضحة كما هي لدى الثانية، وكما يقال فإن خطأ الصحيفة قابل للتعديل خلال ساعات، لكن الثواني لا تكفي لتصحيح خطأ التلفزيون.
ويبقى تميز «بعض» البرامج مرجعيته لحالة إبداعية طرحها «فرد» على مؤسسة آمنت بها، وعوامل الإبداع في الحالة الفنية مصنوع بجهود فريق، مصوّر جيّد ومخرج متميز.. ورؤية تضع الجمال أفقا لها، لكن، هل قدرات الأشخاص جميعها واحدة؟ ذلك مبرر التفاوت بين المستويات؟
وهل أنا «شخصيا» راض عن كل ما يقدم؟! من المجاملة القول «نعم»، لكن علينا أن نفخر بأن مؤسسة بهذه الأهمية تعمل بسواعد أبناء البلاد، وأفخر حينما أشاهد وراء «كاميرا التصوير التلفزيوني» فتاة من بنات بلادنا.