بعد أن أنهك المرض جسدها.. الهاشمية تنتصر على السرطان

بلادنا الاثنين ٢٢/أكتوبر/٢٠١٨ ١٤:٤٤ م

مسقط - موزة بنت سليمان الخاطرية
رحلة شاقة ومريرة ومليئة بالألم خاضتها رضية الهاشمية مع مرض السرطان الذي نهش جسدها بالكامل.
رضية البالغة من العمر 36 عاماً، أم لأربعة أطفال تروي لـ"الشبيبة" رحلتها مع مرض السرطان الذي اقتحم جسمها دون استئذان لتخوض معركة صعبة بين أروقة المستشفيات وتتحمّل معاناة تجسّدت بين الألم والعجز والخوف يقابله الأمل والقوة والعزيمة لتصبح مثالاً يحتذى به بين جميع العمانيات.
تقول الهاشمية: "رحلتي مع السرطان بدأت في فترة حملي بابنتي في الأسابيع الأولى وحينها لم يتم تشخيص المرض بدقة وذلك لخطورة الخضوع للأشعة التي يمكن أن تضر بالجنين".
وبعد معاناة طويلة وألم مرير ومراجعتها عدة مستشفيات توصل الأطباء إلى تشخيص إصابتها بسرطان الثدي فقط.
وتتابع الهاشمية سرد قصتها: "كنت أمام خيارين للعلاج؛ الأول استئصال جزء بسيط من الثدي والخيار الثاني العلاج الكيميائي ولكن قبل بدء العملية بساعة تم إخباري بأنه سيتم استئصال الثدي كاملا، فرفضت؛ لكون الاتفاق الأول أن يتم استئصال جزء من الثدي فقط. وبعد نقاش تم اختيار العلاج الكيميائي مع التأكيد أنه لن يؤثر على الجنين".
أخذت رضية خلال فترة حملها جرعتين حيث كانت الجرعة الأولى وهي حامل في الشهر السابع وبعد 21 يوماً أخذت الجرعة الثانية وهذه الجرعات كان لها الأثر الإيجابي في تحسّن حالتها الصحية.
ولكن بعد الولادة الطبيعية انهارت حالتها صحية وجاءها ألم فظيع لتبدأ معها مرحلة أخرى من المعاناة. تقول رضية: "خضعت لفحص الأشعة وعند ظهور النتائج اندهش الفريق الطبي لأن المرض كان منتشرا في كامل أعضاء الجسم وخاصة في العظام وقد وصل إلى المرحلة الأخطر".
وتتابع حديثها: "وهنا بدأت رحلة ألم أخرى جسديا ونفسيا، وبعد أسبوع من التشاور ذهبت إلى أحد مستشفيات الهند للعلاج على أمل أن تكون نتائج الفحوصات مغايرة عن النتائج في السلطنة ولكن أيضا أثبتت التحاليل بأن المرض منتشر في جميع أنحاء الجسم وقبل رجوعي إلى أرض السلطنة ونتيجة لحركة خاطئة تعرّضت لكسر في العمود الفقري وهذا أفقدني القدرة على الحركة فرجعت إلى السلطنة بلا فائدة لكون العلاج موجودا في السلطنة".
إذن ما الذي حصل بعد ذلك؟ تجيب رضية: "بعد ذلك تم إرسال التحاليل والأوراق كاملة إلى تايلاند وهناك رفض الدكتور استقبال حالتي الميؤوس منها وقال إن العلاج غير ممكن فالمرض نهش جسدي وكنت غير قادرة على الحركة بسبب الكسر الذي تعرّضت له ولكن بعد مفاوضات مع الدكتور وافق على استقبال الحالة.
وعند وصولي إلى تايلاند قام الفريق في المستشفى بإجراء كامل الفحوصات الطبية حيث قرر الدكتور إعطائي 12 جرعة وكل جرعة يفصلها عن الأخرى 21 يوما وهذا شكّل لي صدمة أي أنني سأمكث في تايلاند 12 شهرا بعيدة عن أسرتي وطفلتي الصغيرة".
بعد 5 أشهر وبفضل من الله تشافت الهاشمية من السرطان تماماً وهي الآن تتعاطى علاج الوقاية فقط حيث تمكنت من الحركة بعد العلاج الفيزيائي والعزيمة والإرادة.
تقول الهاشمية: "في البداية كنت لا أعلم بحالتي بشكل واضح فأقاربي أعلموني بأن السرطان كان منتشرا بشكل بسيط جدا ولكن عند بدء رحلة العلاج أصبح لدي علم بمدى سوء وضعي وبأن حالتي لا أمل فيها مما أثّر على نفسيتي ولكنني استجمعت كامل قوتي وتصالحت مع ذاتي وأيقنت بأن هذا رحمة وخير وامتحان من رب العالمين، وسألت رب العالمين الشفاء والنجاة، وفعلا حصلت المعجزة وشفيت من مرضي بالكامل بعد خمسة أشهر وبـ 6 جرعات فقط".
وتختتم رضية حديثها معنا، تقول: "كان السرطان بوابة لحياة أفضل مما سبق؛ فبعد شفائي أصبحت علاقاتي الاجتماعية أقوى وزادت محبة الناس لي، وأتمنى أن أصل لكل العمانيات المريضات في السلطنة لأبعث لديهم الأمل في الشفاء لأن العامل النفسي أحد أهم جوانب العلاج".
يذكر أن الهاشمية عضوة في فريق "كن متطوعاً" وهي تشرف على مشروع فيتامين الذي يهدف إلى مساندة أمهات أطفال مرضى السرطان بالإضافة إلى مريضات السرطان، حيث تشمل المساندة تقديم الدعم النفسي لهن لكونه جزءا لا يتجزأ من رحلة العلاج.