دار الأوبرا السُلطانية تحتضن "الناي السحري"

مزاج الاثنين ٢١/مارس/٢٠١٦ ٠١:٠١ ص

مسقط-ش
تولي دار الأوبرا السُلطانية مسقط منذ انطلاقتها في أكتوبر 2011م عناية خاصة للعروض العائلية والتعليمية التي يحضرها سنويا آلاف الطلبة، مضمنّة برنامجها السنوي عشرات العروض المجانية من أجل إثراء الفكر، وتشجيع الطلبة على فهم تعاليم التسامح والإنفتاح على ثقافات الشعوب.
واستمراراً لهذه الجهود تحتضن الدار -وللمرة الثانية- ابتداء من اليوم وعلى مدى ثلاثة أيام أوبرا "الناي السحري" للموسيقار النمساوي وولفجانج امادوس موتسارت، والتي ستقدم باللغتين العربية والإنجليزية خلال الفترة من 21 إلى 23 مارس 2016م.
وتتميز الفعالية التي تعدُ حفلاً تعليمياً وتفاعلياً بحضورها العُماني المتمثل بتقديم العمل بمصاحبة الأوركسترا السيمفونية السُلطانية العُمانية، والمشاهد المجسدة للملامح العٌمانية، كما سيتيح العمل مشاركة المئات من طلبة المرحلة الأولى، ممثلين لأكثر من (40) مدرسة من محافظة مسقط، حيث سيؤدون مقاطع من الأوبرا، والغناء مع الشخصيات الدرامية للعرض. كما ستبرز المشاركة العُمانية في النسخة العربية من الحدث، بمشاركة الفنانين العمانيين عصام الزدجالي ورشا البلوشية بأداء جميع الشخصيات في أول ترجمة إلى العربية للحوار الأوبرالي وأدائه في المنطقة.
وكانت هذه التظاهرة الطلابية قد لاقت نجاحاً كبيراً في الموسم الماضي وبمشاركة أكثر من (2000) طالب وطالبة من محافظة مسقط، قاموا بأداء مقاطع غنائية باللغتين العربية والإيطالية.
وأشار مجلس إدارة دار الأوبرا السُلطانية مسقط إلى أن الفعالية "تجسدُ الرسالة الإنسانية التي تأسست في ضوئها الدار، وتترجم التوجيهات السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- بضرورة قيامها بأدوارها الثقافية، وتحقيق قدرتها على بناء إطار عالمي ممتزج بالهوية الثقافية العُمانية لبرامجها وفعالياتها."
وأكد المجلس أن الفعالية "تضيف بعداً جديداً لدعم مسيرة الفنون بالسلطنة، متجاوزة حدود جغرافية المكان في إقامة هذه الفعالية إلى مدارات المشاركة في بناء مكونات العرض، المتمثل في مشاركة الأوركسترا السيمفونية السُلطانية العُمانية، وإشراك فنانين عمانيين في أداء بعض الشخصيات الدرامية للعرض، إلى جانب إتاحة فرصة استثنائية لمشاركة عدد من طلاب مدارسنا في أداء مقاطع من العمل، وهو ما يؤكد المستوى العالمي الذي وصلت إليه الأوركسترا السيمفونية السُلطانية العُمانية، ويضيف تجربة فريدة للمشاركين من الفنانين هي الأولى على مستوى المنطقة. كما تعزز المشاركة الطلابية الوعي بالقيم الثقافية لعروض الأوبرا في ذهن الناشئة، وتدعم أثرها الأعمق في ذاكرتهم." وشدد المجلس في تعليقه " أنه من المؤمل أن تمهد الفعالية لبرامج قادمة تقترب من المجتمع العُماني وتمد جسور التعاون البنّاء بين الشعوب من أجل بناء عالم أفضل مبني على الإحترام المتبادل والسلام والإنفتاح على ثقافات العالم."
ومن جهته أكد وكيل التعليم والمناهج بوزارة التربية والتعليم سعادة د.حمود بن خلفان بن محمد الحارثي أن الفنون تمثل إحدى ركائز التعليم المتوازن من أجل تربية جيل مزود بقيم التسامح والمعرفة والإنفتاح على ثقافات الشعوب والتفاعل معها، وتشارك وزارة التربية والتعليم في العرض الأوبرالي التفاعلي ( الناي السحري ) الذي تستضيفه دار الأوبرا السُلطانية مسقط ، من خلال مشاركة طلبة وطالبـات 40 مدرسة حكـومية وخاصة من محافظة مسقط. ويمثل العرض الأوبرالي حدثا مخصصا للأطفال والعائلة، ويسرنا أن يحظى طلاب مدارس السلطنة بفرصة خاصة للمشاركة في هذا العرض في وقت تم تخصيصه لهم حصريا .
واضاف سعادته "وسيشارك أبناؤنا الطلبة في هذا العمل بطريقة مبتكرة وبنّاءة حيث سيقومون بالتفاعل والتعليق على أحداث القصة في إخراجٍ مبهر يُوسعُ الخيال ويثري الفكر. وتأتي أهمية مشاركة وزارة التربية والتعليم في عرض (الناي السحري) نظراً لما يحويه من أهداف تعليمية ثرية، إذ يعتبر هذا العرض الأوبرالي ثمرةً للتعاون بين دار الأوبرا السُلطانية ووزارة التربية والتعليم، أثمر عنه تدريب الطلبة المشاركين على أداء مقاطع من العرض الأوبرالي في إخراج تفاعلي جميل."
وأكد سعادته على ان مشاركة الطلاب في هذا العرض لا تأتي بالحضور لمشاهدته فقط، وإنما لأنه عرض تفاعلي والطلبة يعتبرون جزءً من نسيج القصة، حيث سبق لهم حضور التدريبات على جوانب تجاوزت الأداء وامتدت لتشمل اختيارهم لأدواتهم الخاصة للمشاركة بها في العرض.
واختتم سعادته مشدداً على ان هذه المشاركة تنبع من "إهتمام الوزارة بالأنشطة الفنية ذات البعد التربوي ودورها في صقل شخصية الطالب، وترسيخ القيم التربوية التي يجسدها هذا العمل."
وأشار مسؤولي دار الأوبرا السلطانية على أهمية العرض الأوبرالي في تعريف الطلبة على واحد من أعمدة الفنون العالمية على مدى أكثر من 300 سنة، وهو فن الأوبرا، هذا الفن العميق والشامل لكثير من الفنون سواء كان درامياً، رومانسياً أو فكاهياً ساخراً، فهو من الفنون التعبيرية الحسية التي ترمز إلى موضوعات أساسية ومتنوعة في حياة الأفراد. وعلى سبيل المثال تتضمن أوبر "الناي السحري"، والتي تدور احداثها فى مصر الفرعونية، رموزاً ودلائل روحانية يظهر فيها الصراع الدائم بين الجهل والمعرفة وبين الخير والشر، وهي مبادئ إنسانية ثابتة في تاريخ البشرية.
وعن المشاركة الطلابية أكدواعلى أهمية التعليم والتواصل مع المدارس من خلال مشاركتهم المميزة في العرض والتي ستشمل 40 مدرسة من محافظة مسقط بأكثر من 1500 طالب وطالبة في تظاهرة تعليمية فريدة في المنطقة قائلا: "تعد أوبرا الناي السحري التفاعلية هي الأولى من نوعها في المنطقة وهي واحدة من أفضل العروض التي تنشر مبادئ إنسانية وتربوية بمصاحبة موسيقى سلسة ومبسطة. ويسرنا أن نشيد بمشاركة الأوركسترا السيمفونية السُلطانية العُمانية في هذا العمل إضافة إلى أصوات الفنانين عصام الزدجالي ورشا البلوشية، والتي ستضفي على العمل لوناً عُمانياً لتحفة إنسانية رائعة".