مهرجان السينما تحت المجهر

مزاج الاثنين ٢١/مارس/٢٠١٦ ٠٠:٥٩ ص

مسقط - ش
تنطلق اليوم فعاليات مهرجان مسقط السينمائي الدولي والتي تستمر على مدار الأيام الأربعة المقبلة، بمشاركة 36 فيلما تتوزع بين الروائية الطويلة والقصيرة وأيضاً التسجيلية والتي اختيرت من بين 120 فيلم تقدمت للجنة المهرجان من حوالي 25 دولة هذا إلى جانب مشاركة 20 فيلم عماني بملتقى الفيلم العماني المقام تزامناً مع مهرجان مسقط السينمائي.
المهرجان يعقد هذا العام في ظل ظروف استثنائية أهمها تراجع الانتاج السينمائي بشكل كبير، على الرغم من ذلك أصرت الجمعية العمانية للسينما على إقامته باعتباره تقليداً سنوياً ترجو من ذلك تحقيق أهداف طالما طال انتظارها ألا وهي إقبال الجهات المعنية على دعم هذا القطاع وإيلاءه أهمية تصل به إلى بر النجاة.
حول هذا الموضوع كان للشبيبة جولة في رواق المهرجان قبل انطلاقه بساعات
فرصة للجذب السياحي
الفنان صالح زعل قال إن مهرجان مسقط يعد عامل جذب سياحي للسلطنة من خلال ما يرفده من ضيوف من عدة دول شقيقة وصديقة منهم من يأتي لأول مرة والبعض أتى قبل ذلك، ليروا معالم السلطنة وما يستجد من تطوير وتحديث في شتى المجالات، كما أن إقامة مهرجان مسقط السينمائي كتقليد سنوي يعتبر خطوة فارقة على طريق دعم الانتاج السينمائي العماني بما يتيحه من فرصة لقاء الثقافات المختلفة وأيضاً إيجاد مساحة لمشاركة للشباب العماني بما لديهم من انتاج فيلمي تسجيلي، نتمنى جميعا أن يصل إلى المستوى المنشود كي يضع عمان في المكانة التي تستحقها بما تملكه من تاريخ وإرث ثقافي وحضاري.
تشجيع للانتاج السينمائي
أما الفنانة أمينة عبد الرسول فقالت برغم تراجع انتاج الفيلم الروائي في السلطنة بسبب عدم توفر الإمكانات والدعم المالي أو اللوجستي، بالإضافة إلى عزوف العديد من الجهات عن مساندة هذا القطاع، بالتالي تسبب في ضعفه وتراجعه، إلا انني أثمن مثابرة القائمين على صناعة المهرجان وتحديهم لإقامته، فقد يمثل ذلك دفعة للمؤسسات والجهات المعنية في اتجاه دعم السينما والانتاج، كما أن مشاركة الأفلام العمانية التي قام عليها الجيل الصاعد من الشباب العماني تمثل باكورة لانتاج سينمائي قادم وبقوة ، وأذكر مشاركتي في فيلم (البوم) الروائي، حيث كانت تجربة قوية ولها أثرها الذي يؤكد قدرة الفنان العماني ومن خلف الكاميرات من مخرجين وروائيين وغيرهم من هذا الجيش الكبير الذي يقوم على هذه الصناعة العملاقة من أن يحدثوا ثورة جديدة في عالم السينما شرط أن تتوفر لهم الإمكانات اللازمة واعتقد أن المهرجان فرصة كبيرة لتحقيق بعض من تلك الأماني إن لم تكن جميعها في ظل الحرص على إقامته الدائمة بما لا يدع مجالا للشك في قدرته على العطاء، وتقديم السلطنة بالشكل الذي يليق بها.
خبرات
أما الفنان عصام الزدجالي فقال المهرجان قد يكون فرصة لتلاقي الخبرات العربية والعالمية وربما مزجها والخروج منها بأعمال مشتركة تتيح الفرصة للفن العماني بأن يطل من نافذة دولية ، وإن كانت إقامة المهرجان في خضم كل هذه التحديات دلالة كبيرة على التزام الجمعية أمام الجمعيات والنقابات الأخرى حسب اتفاقيات سابقة وتعهدات وتعبيرا عن إرادة صادقة من قبل القائمين على المهرجان في خلق مناخ قد يؤدي إلى تطوير السينما في المستقبل القريب.
وحول أراء بعض المتابعين للمهرجان قالت مروة الزدجالية: يفتقر المهرجان لمقومات أهمها عدم وجود أي دعم مادي، إضافة إلى غياب الجهات الحكومية عن المشهد، على عكس المفترض من أن يكون المهرجان تحت مظلة وزارية ترعاه وتشرف عليه، وبرغم كل تلك المعوقات فإن الجمعية العمانية للسينما تبذل مجهوداً كبيراً لتنظيم تلك التظاهرة ، في ظل تراجع الانتاج السينمائي إذ كان لابد من تجهيز مواد سينمائية تعرض أثناء فترة المهرجان للتعريف من خلالها بصناعة السينما العمانية التي تصنف بشبه الغائبة.
أما حسام ياسين فيقول هناك دول عديدة وعريقة تنظم مهرجانات سينمائية كبيرة دون أن يكون لديها انتاج سينمائي فلذلك ليس بالخطأ أن ينظم مهرجان مسقط السينمائي دون وجود أفلام عمانية روائية تحظى بالمشاركة، فالمهرجان في ذاته فرصة لترسيخ ثقافة سياحة المؤتمرات والمهرجانات إذا اتيحت الإمكانيات لتجهيز بنية سياحية تشجع ذلك، ولكن المهرجان يحتاج إلى شيء من التحديث والتطوير في شكله العام من خلال اسناده إلى شركات متخصصة تضم كوادر مدربة ومؤهلة تستطيع الترويج له خارجياً ليتحول إلى واحد من أهم المهرجانات السينمائية في المنطقة، كما قال على الجهات المعنية ضرورة التدخل لدعم مهرجان السينما وصناعة السينما بشكل عام بالإضافة إلى تهيئة المناخ أمام الشارع العماني للاهتمام ومتابعة السينما حتى يمكن الدفع بمؤسسات القطاع الخاص لخوض معركة الانتاج السينمائي والمنافسة فيه إذا تأكدت من جدوى العائد المادي من وراء ذلك ، فصناعة السينما منظومة متكاملة تتمثل في انتاج يقوم عليه جهات قادرة على الدعم المادي وجمهور شغوف بالسينما وينتظر جديدها وعائد مادي من ذلك لكي يستمر دوران العجلة.
أما منى البوسعيدية فقالت تنظيم مهرجان مسقط في ظل الأزمات التي تمر بها صناعة السينما في عمان يعبر عن قدرة هذا البلد المعطاء على التحدي والابداع ، كما أنها فرصة كبيرة لتشجيع العديد من مؤسسات القطاع الخاص على دعم صناعة السينما خاصة في وجود شباب عماني واع ومثقف ومدرك لقيمة هذا الفن الكبير، وأعتقد خلال سنوات قليلة قادمة ستنهض صناعة السينما العمانية وتنافس على المستوى الإقليمي إلا أن المهرجان يحتاج إلى إضافة أفكار جديدة، لكن الأهم هو وجود دور حكومي بارز لدعم هذا التوجه.