«التربية»: زيادة حصص طلبة المرحلة الأولى ظاهرة صحية

بلادنا الأحد ٢١/أكتوبر/٢٠١٨ ١١:٤٣ ص
«التربية»: زيادة حصص طلبة المرحلة الأولى ظاهرة صحية

مسقط - عزان الحوسني
يعد الطالب العنصر الأساسي في العملية التعليمية وركنها الأهم فالمؤسسات التعليمية المختلفة؛ ابتداءً من الروضة مرورًا بالمدرسة وصولا إلى مؤسسات التعليم العالي أنشئت من أجله.
وكما نعلم أن التعليم في المدرسة يمر بمراحل مختلفة أهمها المرحلة الأولى للصفوف (1-4) وهناك اختلافات ومطالبات من أولياء الأمور في ما يخص ساعات الدراسة لهذه الفئة في السلطنة.
المدير مساعد بمكتب إدارة مشروع إنشــــــاء المركز الوطــــــني للتقويم التربوي والامتحانات بوزارة الــــــتربية والتعليم أحمد بن مـــــوسى بن محمد البلوشي رد على أسئلة «الشبيبة» فيما يتعلق بهذا الموضوع.
فعن تذمر أولياء الأمور بشأن زيادة الحصص على تلك المرحلة قال البلوشي هناك نقاط يتذمر منها الكثير من أولياء الأمور دائما وهي زيادة زمن الدراسة للمرحلة الأولى (1-4) إلى ثماني حصص، ونود أن نؤكد أن هذه الزيادة تعتبر ظاهرة صحية، فقد أثبتت الدراسات العالمية أن طول اليوم الدراسي يعود بالإيجابية على الطلبة لاكتسابهم الكثير من المعارف والمهارات والقيم التي ربما لا يستطيعون اكتسابها خارج فناء المدرسة.

معايير ومقاييس عالمية
ويضيف البلوشي: النظام التعليمي في أي دولة من دول العالم ومن ضمنها السلطنة لابد أن تكون له معايير ومقاييس عالمية ويتم مقارنة كل عنصر من عناصر العملية التعليمية بغيره من البلدان المتطورة تعليميًا، وذلك من أجل الوصول إلى مستوى متقدم من الجودة التعليمية، وعليه فإن عدد الساعات التدريسية خلال اليوم الدراسي وعدد أيام الدراسة خلال العام الدراسي لا يتم تقديرها اعتباطا أو تركها للصدفة وإنما هي خاضعة للتقييم من كافة الجوانب، وهنا يجب أن يكون أولياء الأمور على قدر عال من الفهم لطبيعة المرحلة التي يمر بها التعليم بالعالم بشكل عام وبالسلطنة بشكل خاص ورغبة القائمين على العملية التعليمية بالسلطنة في إيجاد جيل يؤمن بقيمة العلم والتعلم وبأنه السبيل الوحيد لتقدّم البلاد وصناعة نهضتها.
وأضاف البلوشي أن المدرسة هي المؤسّسة التي يتعلّم فيها الطلبة مختلف العلوم، فمن خلال هذه المرحلة يتم توجيه التلميذ وبناء شخصيته، وهي البيت الثاني للطالب بعد المنزل، وتعد من أهم المؤسسات المجتمعية التي تلعب دوراً مهما في مجال تربية الطلبة وإكسابهم أهم المهارات المتنوعة بحيث تساعدهم على التكيف مع البيئة والمجتمع.
مشيراً إلى أنه لكي يمارس الطالب العملية التعليمية بكل راحة لابد من توفير بيئة تعليمية مناسبة من جميع النواحي، من حيث توفر الإمكانات البشرية والموارد المادية، وتوفر مبنى مدرسي متكامل يساعد الطالب على حب التعلم والتعليم.
فتحت ظل القيادة الرشيدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- فالمدارس منتشرة بربوع عمان الجميلة وتتوفر فيها جميع الموارد والإمكانات المطلوبة، وتسعى وزارة التربية والتعليم دائمًا إلى متابعة سير العملية التعليمية من جميع الجوانب بما يعود بالنفع على طلبتنا.
ويؤكد المدير المساعد بمكتب إدارة مشروع إنشاء المركز الوطني للتقويم التربوي والامتحانات بوزارة التربية والتعليم أن الكثير من الأبحاث والدراسات المتنوعة بالولايات المتحدة الأمريكية أسفرت عن نتائج مختلفة على نطاق واسع فيما يتعلق بالعلاقة بين طول اليوم الدراسي والتحصيل الدراسي، حيث تشير هذه الأبحاث إلى أن طول اليوم الدراسي يزيد من فاعلية العملية التعليمية ويزيد من التشجيع على التعلم، وبالتالي يؤدي إلى زيادة جودة التعليم.
كما تشير أيضًا إلى أن طــــــول اليوم الدراسي يساعد المعلم على إكساب وتعليم الطلبة بصورة أوسع وأشمل.

أوقات فاعلة
ونبه البلوشي إلى أن طول اليوم الدراسي يجب أن يكون فاعلا للطلبة إذا كانت هناك زيادة في التحصيل الدراسي، أما إذا كان الأمر قضاء المزيد من الوقت في المدرسة بدون فائدة وبدون تحصيل دراسي فهذا سيعود بالضرر على الطالب وبالتالي يحس الطالب هنا بالتعب والضجر والملل لطول اليوم الدراسي.
وأضاف أن الباحثين يــــــشيرون إلى أن مفتاح المكاسب التعليمية للطلبة هو جودة المُعلم، والعــــبرة في جودة التعليم ليست في عدد ساعات التدريس وطول اليوم والعام الدراسي وإنما في جودة ما نقدمه خلال ساعـــــــات التدريس بما ينفع الطلاب، فــــــوجود مــــعلم مجيد ويوم دراسي طويل يعطي في النهاية طالبا مبدعا ومحبا لمدرسته.
وعن استغلال قضاء أوقات فاعلة في المدارس يذكر المدير المساعد بمكتب إدارة مشروع إنشاء المركز الوطني للتقويم التربوي والامتحانات بوزارة التربية والتعليم أمثلة منها: يقضي الطلاب في المدارس الابتدائية الإندونيسية معظم وقتهم في الفصل فيصل عدد الساعات المدرسية 1252 ساعة سنويًا.
أما في الولايات المتحدة الأمريكية فيقضون 1096 ساعة دراسة، ويقضي الطلاب في بعض الدول كأيسلندا وروسيا والدنمرك وتركيا ما يقارب 609-690 ساعة مدرسية سنويًا، ويؤكد الباحثون أن متوسط عدد الساعات السنوية للتدريس تقريبًا هو 656 ساعة.