صلالة - عادل سعيد اليافعي
بدأ اليوم الثاني بمدينة صلالة اللقاء التشاوري للهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي الذي تستضيفه السلطنة برعاية الأمم المتحدة وذلك وسط أجواء هادئة تتسم بالكثير من الهدوء والمسؤولية وتهدف هذه الاجتماعات إلى تقريب وجهات نظر الأطراف الليبية للوصول إلى صياغة نهائية لمشروع دستور ليبي جديد يحقق طموحات جميع الليبيين وتطلعاتهم حيث سيتم طرحه للاستفتاء الشعبي.
من جانبه قال الأستاذ عبدالله السيفاط رئيس ديوان الهيئة إن المتابع للشأن الليبي سوف يدرك أن ما نقوم به أمر اعتيادي وهو خروجنا في جلسات تشاورية تعمل على تقارب وجهات النظر بين الأطراف الليبية ونحن هنا نشكر الحكومة العمانية على هذه الاستضافة الكريمة والتهيئة الأكثر من رائعة لأجواء الحوار والتفاوض، والتي إلى وقتنا الحالي لله الحمد يسودها الكثير من التفاهمات الودية، ونأمل أن نصل إلى نجاحات أكبر، وهذه التشاورات حدثت من قبل سواء داخل الدولة الليبية، أو خارجها وبرعاية أممية، ونحن في كل هذه التشاورات والمحادثات وصلنا إلى الكثير من النقاط التي يمكن أن تعمل على التقارب".
وتابع السيفاط: "هناك بعض الأمور التي يمكن أن تشكل تباين نسبي وجزئي فيما بين الأطراف وهذا أمر بديهي أن يحصل، ولكن عملنا على تفكيكها ومناقشتها بالشكل العملي الذي يودي إلى التقارب والتوافق بإذن الله والأمر الآن يدور حول اللجنة التأسيسية وليس البرلمانية، فلذلك يحرص الجميع أن يصل إلى وفاق كبير يحترم رغبة الجميع ورغبة الشعب الليبي في أن تحل جميع القضايا العالقة وليبيا كما تعلمون بها الكثير من الأعراق والطوائف المختلفة وهناك من هم مع المشروع الجديد وهناك من هم ضده وهذا الأمر أدركناه منذ البداية بلاشك ونعمل على حله".
وقال رئيس ديوان الهيئة: "عندما أنجزت الصياغة لمسود الدستور ظهرت بعض الاختلافات وبعض النقاط الخلافية ولكن بعد التحاور والتشاور انحصرت هذه النقاط العديدة واستطعنا توصل الامر إلى مراحل متقدمة ومحدده وبدأنا منذ يوم السبت بباب حقوق المرأة وحقوقها واتفقنا على هذا الباب وأضفنا عليه بعض النقاط وتم تعديل بعض السياقات به وهذا حسب التوافق الذي حصل بحيث نخصص كوته محددة للمرأة في المجالس النيابية وفي مجلس الشيوخ ومجلس الأعيان كما تطرقنا إلى موضوع حقوق أبناء الليبيات المتزوجات من أجانب وتم الاتفاق على النصوص التي تعالج هذه المشكلة وكذلك تطرقنا إلى جعل هذه الأمور في نص مؤسسي سوف ينظم شأن المرآة والدفاع عن حقوقها شكل عام .
واستطرد السيفاط إلى أنه منذ الصباح الباكر تم التطرق إلى ملف الحكم المحلي وما يناسب الحالة الليبية الجديدة بحيث يكون التشارك والتوسع في هذا الأمر ونحن متفائلين أن ننطلق من صلالة العمانية إلى تفاهم كبير والى وفاق وهذا سوف يكون بإذن الله بتعاون الجميع والأجواء المحيطة بالمفاوضات.
من جانب اخر قال عضو هيئة تأسيسية عن منطقة وسط ليبيا وشرق ليبيا ورئيس باب الثروات الطبيعة حسين سكران الحسين أمس: تطرقنا إلى حقوق المرأة واستطعنا أن نصل إلى توافق كبير في هذا الملف واليوم نحن ايضا تطرقنا إلى ادارة الحكم المحلي وقدرنا أن نلغي أمر المركزية إلى لا مركزية باذن الله وهذا تم اتفاق عليه من قبل الجميع بحيث ننتقل بالجميع إلى مرحلة جديدة من إدارة البلد ونحاول إيجاد توازن في البلد واستغلال الامكانيات المتاحة وإيجاد طفرة وفق امكانيات موجودة وليبيا لديها موارد كثيرة يمكن استغلالها ولكن وضعنا السابق أوجد بلد ريعي معتمد على سلعة أو مورد واحد وهو النفط ونحن نسعى إلى توفير مصادر متعددة لكي ننهض بالبلد إلى مستوى يرتقي إلى طموح المواطن الليبي الذي ينتظر منا الكثير".
وتابع الحسين قائلا: إن الثروات الناضبة سوف ترحل ويجب ان نعتمد على امور اخرى ونحن عملنا على صندوق الاجيال القادمة ومن خلاله سوف ننظم الامور وننتقل إلى استثمارات كبيرة وواسعة في المستقبل وان نتعلم ممن سبقنا في هذا المجال ونسعى إلى التجربة النرويجية وهو الاستثمار خارج الوطن ولكن بشكل مدروس ومقنن ويحافظ على هذا الصندوق وموارده على المدى القريب والبعيد ونبتعد عن التضخم الحاصل في البترول ونخلق فكرة اقتصادي متنوع يمكن ان يخلقنا في رفاه كبير ويخلق استقرار للبلد وخلق حكم محلي يعمل على استقرار جميع أجزاء الوطن ونحن عازمون ان نذهب إلى اي بلد مهما كانت الظروف والمساوي والمخاطر المهم والاهم الوصول إلى توافق تام بين جميع الأطراف المتفاوضة وان نلغى التناحر الداخلي وهذا سوف ينعكس على المتحاورين في الخارج .
من جانبها أكدت بعثة الدعم في بيان سابق ان اللقاء يأتي بهدف التشاور والتحاور حول القضايا الدستورية الباقية التي لم تحسم بعد وعبرت البعثة عن ثقتها في أن جميع الأعضاء سيعملون سويا بشكل بناء وبروح يسودها التعاون والمسؤولية وفي إطار احترام المادة 30 من الإعلان الدستوري على صياغة مشروع دستور يحقق طموحات الليبيون وتطلعاتهم ويستمر اللقاء التشاوري لعدة أيام قادمة بين أعضاء الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور الليبي والذي سوف يعرض فيما بعد في حال الاتفاق على المسودة للتصويت عليه من قبل الشعب الليبي.
*-*
هاموند: حكومة الوفاق هي الشرعية الوحيدة في ليبيا
طرابلس – ش – وكالات
أكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن المملكة المتحدة والمجتمع الدولي يقفان على أهبة الاستعداد لمساعدة حكومة الوفاق الوطني. وأبان بعد محادثات عقدها مع رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج أن حكومة الوفاق الوطني هي الحكومة الشرعية الوحيدة في ليبيا، التي صادق عليها مجلس الأمن الدولي بالإجماع ، وهي تحتاج لبدء مهامها في طرابلس في أسرع وقت ممكن.
إلى ذلك؛ كشف الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، عن رفضه لانتقادات الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، نافيا أن يكون قد سعى إلى الظهور أثناء التدخل العسكري في ليبيا سنة 2011 . وقال ساركوزي إن الجميع بات يعرف أن أوباما ليس رجل أفعال، نافيا رغبته في دخول الجدال، وفق ما نقلت فرانس برس.
وذكر ساركوزي في مقابلة مع "إي تيلي"، أوباما بعدم تدخله في سوريا بعد استخدام نظام بشار الأسد للأسلحة الكيماوية، بعدما ظل أوباما يعتبر الأمر بمثابة خطر أحمر.
وتأتي تصريحات ساركوزي ردا على مقابلة نشرتها مجلة “ذي أتلانتيك”، الخميس، وتحدث فيها أوباما عن ظروف قيام تحالف قادته فرنسا وبريطانيا، ثم جرى تعويضه بالحلف الأطلسي.
ورأى أوباما أن ساركوزي كان يريد التباهي بنجاحاته في الحملة الجوية، في حين أن الولايات المتحدة هي التي دمرت كل الدفاعات الجوية الليبية بحسب قوله.
وأجاب ساركوزي بأن الطائرات الفرنسية كانت الأولي في دخول ليبيا، قائلا إن أوباما فضل القيادة من الخلف بطريقة لا وجود لها، في حين كانت هيلاري كلينتون قوية وشجاعة، بحسب الرئيس الفرنسي السابق.