صراع على الإعمار

الحدث الخميس ١٨/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٢:٥٩ ص
صراع على الإعمار

أنقرة-واشنطن-دمشق-موسكو -وكالات:

تلوح في الأفق حرب أمريكية روسية على إعمار سوريا بعد أن بدأت الحرب تضع أوزارها بعد ما يقارب من 7 سنوات في هذا البلد. ففي مؤتمر صحافي في أنقرة قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بأن الولايات المتحدة لن تمول إعادة إعمار سوريا طالما أن القوات الإيرانية أو المدعومة من إيران لم تُغادر بشكل نهائي.

ووفقا لما ما نقلته قناة «إن بي سي» الأمريكية عن مصادرها، فإن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تعكف على وضع استراتيجية جديدة للعمل في سوريا، تتضمن فرض عقوبات على الشركات الروسية والإيرانية المشاركة في إعادة إعمار سوريا.

خروج الإيرانيين

وتطرق بومبيو إلى الوضع الجديد على الأرض الذي «يتطلب إعادة تقييم مهمة أمريكا في سوريا». ففي وقت تشكل هزيمة تنظيم «داعش» الهدف الأول، إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تريد أيضا «أن تخرج القوات الإيرانية أو المدعومة إيرانيا من سوريا». وقال بومبيو: «إذا لم تضمن سوريا الانسحاب الكامل للقوات المدعومة إيرانيا، فهي لن تحصل على دولار واحد من الولايات المتحدة لإعادة الإعمار».

ليس للغرب

يذكر أن الرئيس السوري، بشار الأسد، قد صرح في وقت فائت بأن الغرب لن يشارك في إعادة إعمار سوريا، لأنهم «لا يعطون ويأخذون فقط». وأضاف: «نحن لن نسمح لهم بذلك، ولدى سوريا ما يكفي من القوة لإعادة إعمار البلاد».
وقال الرئيس السوري خلال مقابلة مع قناة «أن تي في» الروسية تعليقا على تصريح للسياسيين الغربيين بأنهم «لن يعطوا سنتا لإعادة بناء سوريا طالما الأسد في السلطة»: «بصراحة، هذا هو أفضل بيان للغرب طوال فترة الحرب في سوريا».
وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، قد أكد استعداد دمشق لمنح الأولوية في إعادة إعمار سوريا للشركات الروسية، إذا أبدت الأخيرة اهتمامها بذلك.
كما أن رئيس الحكومة السورية، المهندس عماد خميس، صرح في وقت أغسطس الفائت لـ موقع «سبوتنيك» الروسي أنه سيكون لروسيا «النصيب الأكبر» في إعادة إعمار البلاد.

إجراءات روسية
وأكد نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية بالمجلس الفيدرالي الروسي، فلاديمير جاباروف،امس الأربعاء أن موسكو ستتخذ إجراءات جوابية في حال فرضت واشنطن عقوبات ضد الشركات الروسية المشاركة في إعادة إعمار سوريا.

وقال السيناتور الروسي: «في حال حصلت مثل هذه الإجراءات، فإن روسيا سترد بالتأكيد بشكل مماثل. وإجراءات الرد ستكون مدروسة بشكل كامل وستكون حتمية»، واصفاً خطط واشنطن لفرض عقوبات على الشركات الروسية بأنها «غير أخلاقية».

وكذلك ألمانيا
وأعلنت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، في وقت فائت أن بلادها لن تشارك في عملية إعادة الإعمار في سوريا والعراق، ما لم يتحقق حل سياسي للأزمات السياسية والأمنية في البلدين، وعودة الاستقرار إليهما

استراتيجية أمريكية
وقالت شبكة «إن بي سي نيوز» الأمريكية إن إدارة الرئيس دونالد ترامب تعمل على تطوير استراتيجية جديدة للحرب في سوريا تركز بشكل أكبر على دفع الجيش الإيراني وقواته إلى خارج البلاد. وذكرت الشبكة أنه وفقا لخمسة أشخاص على دراية بالخطة، فإن الاستراتيجية الجديدة لن تدخل الجيش الأمريكي في استهداف مباشر للجنود الإيرانيين في سوريا، لأن ذلك من شأنه أن ينتهك الإذن الأمريكي الحالي باستخدام القوة في سوريا.

إجبارها على الخروج
وأوضحت أن الخطة الجديدة تؤكد على الجهود السياسية والدبلوماسية لإجبار إيران على الخروج من سوريا عن طريق الضغط عليها ماليا، مضيفة «سوف يتم حجب مساعدات إعادة الإعمار عن المناطق التي توجد فيها القوات الإيرانية والروسية، وفقا لثلاثة أشخاص على دراية بالخطة.

كما ستفرض الولايات المتحدة عقوبات على الشركات الروسية والإيرانية التي تعمل في إعادة الإعمار في سوريا.

مواجهة
ونقلت «سي إن بي سي» عن مسؤول في وزارة الدفاع إنه في إطار الخطة الجديدة سيواصل الجيش الحديث عن المهمة في سوريا باعتبارها مواجهة لـ «داعش»، حيث يقلل من أهمية الحرب ضد إيران، في حين سيزيد البيت الأبيض ووزارة الخارجية من تركيزهما على مواجهة إيران من خلال الضغط عليها اقتصاديا ودبلوماسيا.

وقال مسؤول في الإدارة الأمريكية إنه «منذ العام الفائت، اتبعت استراتيجية ترامب في سوريا أربعة أهداف (هزيمة داعش، وردع استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية، وإيجاد عملية انتقال سياسي في دمشق، والحد من التأثير الإيراني الخبيث في سوريا، بحيث لا يمكن أن يهدد المنطقة ليشمل ضمان انسحاب القوات المدعومة إيرانيا من سوريا».