الطيــــران العُمــــاني يتــــوّج بكأس افتتاحية الإكستريم

مسقط –
تحت رعاية سعادة سعيد بن حمدون الحارثي وكيل وزارة النقل والاتصالات للموانئ والشؤون البحرية ، توج فريق الطيران العماني بلقب أول جولة من سلسلة سباقات الإكستريم الشراعية التي استضافها مشروع عمان للإبحار في نادي الموج للجولف خلال الفترة من 16 وحتى 19 مارس الجاري ، وأبهج الجماهير العمانية التي حضرت إلى قرية السباق للمؤازرة ومشاهدة اللحظات الحاسمة للفريق العماني.

كانت سباقات اليوم الختامي فريدة من نوعها في ظل أجواء تنوعت بين الغائمة والمشمسة ، ومع نسمات هواء قوية ومتقلبة استمتع الجماهير الحاضرون بالمنافسات الحامية وبرؤية قوارب جي.سي32 وهي تطير فوق سطح الماء بأجنحة غاطسة بسرعات تفوق 30 عقدة. وكان السباق الختامي أكثر السباقات حماسة حيث شهد منافسة شرسة بين فريق الطيران العماني وفريق ريدبُل سيلنج النمساوي، لا سيما في اللحظات الأخيرة من السباق التي كان فيها القاربان يتنافسان كتفًا بكتف وتعالت هتافات الجماهير لهذا المشهد الحاسم ، الذي حسم في النهاية لصالح الفريق النمساوي بفارق لا يتعدى أجزاءً من الثانية ، ومع ذلك كان الفريق العماني متصدرًا للنتائج في كل الأحوال بفارق شاسع يصل إلى 33 نقطة.

وبعد نزول بحّارة الفريق العماني من القارب بعد انتهاء السباقات استقبلتهم الجماهير العمانية بالترحيب والتهاني، وكانت الفرحة مشتركة بين الطاقم والجماهير، وقال الربان الأمريكي مورجان لارسون بأنه استمتع كثيرًا بمجريات الجولة الافتتاحية وعبر عن ذلك بقوله: «فرحتنا تفوق الوصف ، ففي كل يوم أبحرنا فيه في مياه مسقط بذلنا كل ما لدينا من جهد وخبرة، ونحن سعداء بأن نحقق هذا الفوز في هذه الجولة في المياه الوطنية للفريق».

ويضيف لارسون بأن فريقه المكون من ناصر المعشري، وبيتر جرينهال، وإيدي سميث، وجيمس ويرزبوسكي كان العامل الأكبر في تحقيق الفوز، واستطاعوا تقديم أداءٍ استثنائي وثابت على مدى أربعة أيام حيث ظفروا بالمركز الأول في 10 سباقات من أصل 19 سباقاً، وجاءوا في المركزين الثاني والثالث في 6 سباقات أخرى.
كان الفريق ينوي تحقيق الفوز الحادي عشر لولا المنافسة الشرسة من النمساويين في آخر اللحظات، ويبدو أن هذا الختام المثير بين الفريق العماني والنمساوي سيكون أبرز معالم الموسم حسبما يقول الربان مورجان لارسون، ويتوقع أن يخوض مع فريقه معارك قوية في الجولات المقبلة.

وعن ذلك يضيف مورجان لارسون: عمل طاقمنا وطاقم الفريق النمساوي بكل جهد وكنّا قريبين جدًا من بعض لدرجة أننا لم نعرف من عبر خط النهاية أولًا، ولكنني أود أن أرفع تحية إلى فريق ريدبُل على الأداء المتميز في سباقات اليوم الختامي والصعود في الترتيب العام من المركز الخامس إلى المركز الثاني في يوم واحد.

واختتم لارسون حديثه عن التطلعات والتوقعات للجولات المقبلة وقال: «نعلم بأن الفرق الأخرى قد ارتكبت بعض الأخطاء هنا وهناك، ولكنهم سيعملون على تجاوز هذه الأخطاء في الجولات المقبلة، ولذلك سيكون علينا أن نكون بكامل الجاهزية للبقاء في المقدمة. فوزنا في هذه الجولة في مسقط يمنحنا ثقة كبيرة، وهي ثقة نحتاجها بشكل كبير لأننا لم نكن واثقين من تناغم أدائنا بعد التدريبات التي خضناها في دبي، ولذلك نحن سعداء بمقدار التطوير الذي حققه الفريق ونعلم الآن بأننا قادرون على الفوز في الجولات المقبلة».

ومن جهة أخرى قال البحّار العماني ناصر المعشري إن السباقات في مسقط كانت مثيرة على مدى أربعة أيام وأن الفوز كان خير تتويج لجهودهم، وعبر عن ذلك بقوله: «نحن فخورون جدًا بما حققناه في هذه الجولة. كلنا نطمح للفرحة بالفوز، ولكن الفوز يكون أكثر متعة عندما يكون أمام العائلة والأصدقاء، ولذلك فرحتنا غامرة جدًا بهذا الإنجاز، ونأمل أن نذهب إلى الصين للجولة الثانية ونواصل مسيرة النجاح».
ويشير ناصر المعشري إلى أن انتقاله من قوارب الإكستريم 40 إلى قوارب الجي.سي32 كان محفوفًا بالتحديات، ولكن النتائج التي حققها الفريق تتحدث عن نفسها وعن قدرة البحّار العماني على تجاوز الصعاب والتميز في البحر.
وعبّر المعشري عن ذلك بقوله: «قوارب الإكستريم 40 وقوارب الجي.سي32 مختلفة تمامًا عن بعضها، وفريقنا على قارب الموج مسقط سابقًا كان مختلفًا عن الفريق الذي نبحر معه في قارب الطيران العماني. ولكن بدايتنا كانت رائعة ومشجعة، ونحن متحمسون بما نستطيع تحقيقه خلال هذا الموسم».
وبعد هذه الجولة كتب الطيران العماني لنفسه اثنتي عشرة نقطة في جدول الترتيب العام، متصدراً بذلك القائمة، وسيسعى إلى ملء بقية الفراغات بأرقام لا تقل عن اثني عشر في الجولات السبع المتبقية، ويتطلعون حاليًا إلى المحطة المقبلة في مدينة جينجداو الصينية، وسيخوض الفريق أربعة أيام أخرى من المنافسات الحامية في ظروف جوية قد تختلف تمامًا عمّا كانت عليه هنا في مسقط.