مسقط - ش
انخفضت أعداد المغتربين المتعلمين في السلطنة خلال السنوات الثلاثة الفائتة، بسبب خطط التعمين الصارمة المُطبقة من قبل الحكومة، وحظر تأشيرات العمل على الوافدين في عدد محدد من الوظائف والمهن، وفق بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.
بالأرقام.. المتعلمون يتناقصون
وفي التفاصيل نجد أن عدد المغتربين الجامعيين نهاية ديسمبر 2015 بلغ 94،461 شخصا، بينما كان عددهم في نهاية أغسطس العام 2018م يصل 84،131 لتبلغ بذلك نسبة الانخفاض 11%، بواقع 10330 شخصا جامعيًّا من الوافدين.
وكشفت بيانات المركز الوطني للإحصاء أن عدد المغتربين الحاملين لشهادة الدبلوم انخفض بواقع 5،008 شخصا في ديسمبر 2015 بينما كان عددهم الإجمالي 53،515. وفي نفس الفترة في أغسطس العام 2018 انخفض عددهم إلى 48،507، لتبلغ نسبة الانخفاض 9.35%.
في ديسمبر 2015 بلغ عدد المغتربين من حملة شهادة الماجستير 5،869، وفي أغسطس 2018 كان عددهم 5,119 وذلك يمثل انخفاضا قدره 684، أي ما نسبته 12.7%.
في نفس الفترة الزمنية كان عدد المغتربين الذين يحملون شهادات الدكتوراه في سلطنة عمان 2،844، وفي أغسطس 2018 كان عددهم 2594، وذلك يمثل انخفاضا قدره 250 أو ما نسبته 8.79%.
انخفاض أعداد الوافدين
وبلغة الأرقام، فقد انخفض عدد الوافدين في العام الجاري 2018 مقارنة بالعام الفائت، ومرد ذلك جزئيا حظر التأشيرة الذي وضعته وزارة القوى العاملة، ما أدى إلى تجميد توظيف المغتربين في 87 مهنة في يناير 2018، وتم تمديد هذا الحظر لمدة ستة أشهر في يوليو وما زالت سارية المفعول.
بيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تؤكد أن عدد الوافدين في السلطنة خلال العام 2015 بلغت 1،866،301 ليرتفع فيما بعد العدد إلى 2،051،034 في العام 2016، ومن ثم قفز إلى 2،095،550 وافدا في عام 2017. وفي الوقت الحاضر، يبلغ العدد 2045458 وذلك يمثل 44.2 في المائة من سكان السلطنة.
وقد أشار بعض المراقبين أن هذا الانخفاض سببه التحاق المزيد من العمانيين إلى القوى العاملة ليتمكنوا من العمل في الوظائف التي ربما يكون الوافدين قد حصلوا عليها، ورغم ذلك لا يزال العمال الوافدين يهيمنون على القوى العاملة.
أما الطلاب الجامعيين المغتربون وأصحاب الشهادات العلمية وأولئك الذين يحملون شهادات الماجستير، فقد انخفض عددهم أكثر من أولئك الذين لديهم مؤهلات أخرى كالدكتوراه.
وقال شهسوار البلوشي، المدير التنفيذي للجمعية العمانية للمقاولين: "ربما يكون سبب الانخفاض في عدد المغتربين المؤهلين التعمين، موضحا: "التفسير الآخر هو أن هناك تعمين أكبر في القوى العاملة. هناك الكثير من العمانيين الذين يتخرجون كل عام وعلى استعداد لتولي المسؤولية. أعتقد أن لدينا ما يكفي من العمانيين لتولي المسؤولية في ظل الوضع الاقتصادي الحالي. ومع ذلك فإن نموا أكبر سيجلب المزيد من الوافدين. التعمين شيء طبيعي وتطبيقه مستمر."
وأضاف البلوشي: "مهمتنا الاستمرار في توفير وظائف جيدة للعمانيين والحفاظ على ثقافة يمكنهم من خلالها اكتساب الخبرة."
من جانبه، قال فيليب ك. فيليب، الرئيس التنفيذي لشركة مسقط للتأمين، إن التأمين يعد القطاع الذي شهد أعلى معدلات التعمين، والشركة لديها نسبة تعمين قوية، مضيفاً أن موظفيها العمانيين يتمتعون بالكفاءة.
وتابع فيليب "حظر التأشيرات منعنا من توظيف المغتربين ولكننا نلبي معدل التعمين المطلوب على جميع المستويات المختلفة. لدينا عمانيين ذوي الخبرة والموهوبين لا سيما على مستوى الإدارة الوسطى. لدينا مدراء عمانيون في جميع فروعنا البالغ عددها 22 فرعاً."