ناصر العموري
كنت شاهد عيان للحلقة النقاشية حول نقل طلبة المدارس، وجاءت هذه الحلقة نظراً لما تمثله قضية الحافلات المدرسية من أهمية لدى الرأي العام سبق أن تطرقنا إليها عبر منبر نبض قلم خلال الأسبوع المنصرم بمقالة بعنوان (حافلات مكتظة) كان للمقال صدى على الجانب الشعبي من خلال انطباعات القراء العديدة التي تلقيتها، وكذلك هو الحال من جانب الإعلام المسموع حينما تناول موضوع المقال بشيء من التفصيل.
الجميل في الأمر أن الحلقة النقاشية جمعت جميع الأطراف الذين لهم علاقة بموضوع الحافلات المدرسية من شرطة عمان السلطانية بوحداتها المختلفة المعنية بالأمر إلى وزارة التربية والتعليم وشركة مواصلات وشركات النقل الخاصة التي لديها عقود لحافلات مدرسية، إضافة إلى بعض ملاك وسائقي الحافلات المدرسية من مختلف محافظات السلطنة أضف إلى ذلك عدداً من الجمعيات العاملة بأنشطة وفعاليات ومبادرات عن سلامة نقل طلاب المدارس. وجاءت هذه الحلقة النقاشية في وقتها كما أسلفنا نظرا لأهمية هذا الموضوع في الوقت الراهن لاسيما تزامنه مع بدء العام الدراسي ومن هم غير أطفالنا وأبنائها يستحقون جل اهتمامنا!
شهدت الحلقة النقاشية تقديم أوراق عمل لكل من وزارة التربية والتعليم وشرطة عمان السلطانية وشركة مواصلات وهي الجهات ذات العلاقة المباشرة بأمن وسلامة نقل طلبة المدارس عبر الحافلات المدرسية، وكانت أغلب محاور النقاش تتمحور حول نوعية مواصفات الحافلات وكيفية تأهيل سائقي الحافلات بما يضمن سلامة طلاب المدارس، بالإضافة إلى ضرورة تكثيف وجود رجال الشرطة في الطرقات وهو أمر معتاد منهم والشهادة فيهم مجروحة، كما أحب أن أقدم التحية عبر منبر نبض قلم لفريق إحسان التطوعي على مبادرته في تنفيذ فيلم قصير ومعبر يوضح الفرق بين القيادة الأمنة والقيادة المتهورة بالنسبة لسائقي الحافلات المدرسية، كما ناقش المشاركون بمشاركة سائقي الحافلات عدة معايير أو اشتراطات يجب أن تتوفر لسائق الحافلة المدرسية ومن ضمنها عمره المناسب وحالته الصحية وسجله الخالي من المخالفة الجسيمة بالنسبة للمخالفات المرورية، كما تضمن النقاش استحداث تصاريح من شأنها أن ترخص لملاك الحافلات استخدام الحافلة لأكثر من سائق مؤهل فهناك أكثر من سائق يمر على الحافلة خلال العام الدراسي الواحد لأسباب شتى ما يسبب عدم استقرار للمدرسة والطلاب على حد سواء وضوابط سحب هذه التراخيص في حال تكررت بعض المخالفات المرورية الجسيمة لدى السائق، كما تطرق المشاركون إلى المواصفات الفنية التي يجب أن تتوفر للحافلة نفسها وطرازها بحيث لا تكون قديمة وتمثل خطرا على من يستقلها.
وبالنسبة للدورات الوقائية لسائقي الحافلات أبدت الإدارة العامة للمرور ممثلة في معهد السلامة المرورية في كافة فروعها بالمحافظات استعدادها لتدريبهم وفي مناطق سكانهم، وبلا شك أن حصول سائق الحافلة على مثل هذه الدورة مطلب مهم وأساسي له نظرا لأهمية الفئة المتعامل معها، كما طالب بعض ملاك الحافلات بالنظر من قبل وزارة التربية والتعليم في زيادة قيمة عقود استئجار الحافلات المدرسية في ظل ما يشهده الوضح الحالي من ارتفاع في أسعار المحروقات سواء الديزل أو البترول والحال نفسه ينطبق على ارتفاع قطع الغيار والتكلفة التي قد تحصل في حال توفير مستلزمات ووسائل الأمن والسلامة في الحافلة المدرسية.
إجمالا كانت حلقة نقاشية مفيدة سلطت الضوء على ما يعانيه قطاع المواصلات الطلابي بكافة جوانبه، فقط حبذا لو تخرج التوصيات المتفق عليها بين جميع الأطراف إلى النور ولا تكون حبيسة الأدراج... وبلا شك أن هذه الحلقة النقاشية ستعطي إضافة لمشروع (درب السلامة) المزمع تطبيقه من جانب وزارة التربية والتعليم بمشاركة من شركة عمانتل.
ماذا تعرف عن (درب السلامة)؟ هو برنامج مشترك بين كل من وزارة التربية والتعليم وشركة عمانتل.. ومن المؤمل أن يوفر هذا المشروع حلول اتصالات مبتكرة في حافلات المدارس الحكومية والخاصة التي تشرف عليها الوزارة مثل تتبع الحافلات المدرسية وضبط سرعتها وإشعار أولياء أمور الطلبة عند خروج الحافلة من المدرسة واقترابها من منزل الطالب وإشعار المدرسة في حالة وجود أحد الطلاب في الحافلة عند وصولها للمدرسة بعد توقفها وتنبيه إدارة المدرسة والمختصين في المديريات التعليمية عند خروج الحافلة عن مسارها المرسوم لها مسبقًا، بالإضافة إلى إمكانية متابعة مسار الحافلة من قبل أولياء الأمور عن طريق البوابة التعليمية أو تطبيق الهاتف الذكي مع إمكانية إدخال مميزات أخرى مستقبلا. والمشروع سيبدأ تطبيقه بشكل تدريجي في عدد من حافلات المدارس كما سيقدم هذا المشروع مزايا عديدة وآمنة للوزارة وللطلبة وأولياء الأمور وملاك المدارس الخاصة وملاك الحافلات المدرسية، وسيسهم بشكل كبير في تعزيز السلامة المدرسية.. نترقب هذا المشروع الرائع قريبا فمثل هذه المشاريع المتقدمة يحتاج لها المجتمع لاسيما أننا في عصر التطور التقني.