طهران - رويترز
ليس معجون البندورة (الطماطم) بأوضح المؤشرات الاقتصادية الإيرانية لكنه يكشف الكثير عن أثر تجدد العقوبات الأمريكية في إيران باعتباره سلعة أساسية أقبل بعض الناس على شرائها خوفا من اختفائها.
ورغم أن إيران تصنع ما تستهلكه من معجون البندورة من محصولها المحلي الوفير فقد بثت العقوبات التي أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضها منذ أغسطس الفوضى في الإمدادات.
ودفع انخفاض قيمة الريال بنسبة 70 في المئة هذا العام إلى الإقبال على شراء العملات الأجنبية الأمر الذي جعل الصادرات أكثر قيمة بالعملة المحلية بدلا من بيع المنتجات في السوق المحلية.
واتجهت بعض المتاجر لتحديد حد أقصى لمشتريات معجون البندورة المستخدم في كثير من الأطباق الفارسية وباعت بعض خطوط الإنتاج إنتاجها بالكامل مع إقبال الناس على الشراء.
يأتي ذلك بعد أن قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي إن الولايات المتحدة تسعى إلى تغيير نظام الحكم في إيران وإن الإدارة الأمريكية الحالية هي الأكثر عداء للجمهورية الإسلامية منذ أربعة عقود.
وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة بعد أن قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو الانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته قوى عالمية مع طهران وأعاد فرض عقوبات على إيران في أغسطس.
وقال روحاني في الكلمة التي ألقاها بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد في جامعة طهران «خلال الأربعين عاما الفائتة لم تشهد الولايات المتحدة إدارة أكثر حقدا من الحكومة الحالية على إيران والإيرانيين والجمهورية الإسلامية».
وأضاف «جاء وقت كان فيه شخص واحد فقط يكن العداء. الباقون كانوا معتدلين. الآن... تجمع الأسوأ مع بعضهم البعض». واتهم روحاني الأمريكيين باستخدام الحرب النفسية والاقتصادية والتشكيك في شرعية الجمهورية الإسلامية لإحداث تغيير في نظام الحكم في إيران.
وتابع «تقليل شرعية النظام هو هدفها (الولايات المتحدة) النهائي. عندما يقولون التخلص من، أو تغيير النظام على حد قولهم، كيف يحدث تغيير النظام؟ عن طريق الحد من الشرعية وبغير ذلك لا يتغير النظام».
واستخدم روحاني عبارة «تغيير النظام» بالإنجليزية للتأكيد على النقطة التي يتحدث عنها. وأعادت واشنطن في أغسطس عقوبات على تعاملات إيران في قطاعات المعادن والسيارات والعملة.
وتعتزم فرض عقوبات إضافية تستهدف صادرات النفط الإيرانية في نوفمبر ويخشى إيرانيون أن تنزلق بلادهم إلى ركود اقتصادي قد يكون أسوا مما كان عليه الوضع في الفترة من العام 2012 حتى العام 2015 عندما واجهت البلاد عقوبات كبيرة من قبل.
وقلل نائب الرئيس إسحاق جهانجيري من أثر القيود المزمعة. ونسبت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إليه قوله إن إيران استطاعت إيجاد شركاء جدد لشراء نفطها حتى رغم قرار بعض الدول الكف عن ذلك. وأضاف «لن تتمكن أمريكا بالتأكيد من إيقاف صادرات النفط الإيرانية بالكامل. «تعتقد أمريكا أن السعودية يمكنها تعويض هذا النفط. ولكن حاليا بلغ سعر النفط الإيراني أكثر من 80 دولارا (للبرميل) وبنصف الصادرات الفائتة سنحصل على نفس الدخل السابق».