قس أمريكي يعيد المياه الأمريكية التركية إلى مجاريها

الحدث الأحد ١٤/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٣:٠٧ ص

واشنطن - إزمير (تركيا) - رويترز - وكالات

وصل القس الأمريكي آندرو برانسون الذي كانت قضيته محور خلاف دبلوماسي بين الولايات المتحدة وتركيا أمس إلى واشنطن بعد الإفراج عنه في تركيا. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين «نشعر بشرف عظيم لعودته إلينا».

وأضاف: «لقد مر بمعاناة شديدة لكننا ممتنون لكثير من الناس» مشيرا إلى عدم وجود صفقة مع تركيا بشأن رفع العقوبات الأمريكية مقابل الإفراج عن برانسون.
وحكمت المحكمة على برانسون بالسجن ثلاث سنوات وشهر ونصف الشهر لإدانته باتهامات متعلقة بالإرهاب، لكنها قالت إنه لن يقضي أي فترة إضافية في السجن. وكان القس قد احتجز قبل نحو عامين ثم وضع رهن الإقامة الجبرية منذ يوليو. وعاش برانسون، وهو أصلا من ولاية نورث كارولاينا، في تركيا أكثر من عشرين عاما.
وقال شهود إن برانسون الذي ارتدى حلة سوداء وقميصا أبيض وربطة عنق حمراء بكى عند إعلان المحكمة لقرارها. وقال للمحكمة قبل النطق بالحكم «أنا رجل بريء. أحب المسيح. أحب تركيا».
وواجه القس اتهامات بأن له صلة بمسلحين أكراد وأنصار رجل الدين التركي فتح الله كولن الذي تتهمه أنقرة بالمسؤولية عن محاولة انقلاب في العام 2016. ونفى برانسون هذه الاتهامات وطالبت واشنطن بإطلاق سراحه على الفور.
وكانت زوجته نورين من بين الجالسين في منطقة الزوار في المحكمة.
وقالت والدة برانسون لرويترز إنها شعرت هي ووالده بالسعادة الغامرة لدى تلقي النبأ. وقالت «تغمرنا السعادة لأن الرب استجاب لصلوات الكثير من الناس حول العالم».
فمن هو هذا القس: إنه قس لا يثير الانتباه. انتقل العام 1993 من الولايات المتحدة الأمريكية إلى تركيا للقيام بأعمال التبشير للكنيسة الإنجيلية. إلا أنه اتهم بالتجسس وتحول إلى لعبة في أزمة دبلوماسية بين واشنطن وأنقرة.
إنها -الكنيسة الإنجيلية في إزمير- جماعة صغيرة تضم عشرات الأعضاء الذين يلتقون بانتظام في قاعة بأحد البيوت في المدينة الساحلية إزمير في غرب تركيا، في وسطهم القس الأمريكي أندرو برانسون. إنه يعزف على الجيتار ويغني ويصلي معهم. هكذا تظهره صوره على الموقع الإلكتروني للجماعة. هكذا كان الوضع في كنيسة ديريلس بإزمير قبل أن يتم اعتقال برانسون، وقبل أن تبدأ تهديدات سياسية مرتبطة بشخصه.
هذا التطور لم يتخيله برانسون البالغ من العمر 50 عاما عندما قدم مع زوجته العام 1993 إلى تركيا. وقد انتقل من قرية بلاك مونتان في كارولاينا الشمالية حيث المعتقد المسيحي جزء لا يتجزأ من الثقافة والناس ينتخبون الجمهوريين. والزوجان برانسون هما عضوان في كنيسة إنجيلية التي يتمثل شعارها الرسمي في أن الوحدة هي الأساسية وليس الحرية والإحسان أساس كل شيء.

تفرغ برانسون لأعمال التبشير في تركيا التي يُعد 99 في المئة من سكانها مسلمين. والتبشير لم يعد محظورا في تركيا منذ العام 2003، إلا أنه غير مرحّب به، حيث قُتل العام 2007 مبشر ألماني وتركيان اعتنقا المسيحية. لكن برانسون لم يتخل عن عمله التبشير، بل إنه أسس العام 2010 كنيسة القيامة في إزمير.

بعد ست سنوات تغيّر كل شيء، فقد كان يريد تمديد تأشيرة إقامته، إلا أنه اعتُقل خلال موعد عادي في الـ 7 من أكتوبر 2016 بعد مرور ثلاثة أشهر على محاولة الانقلاب الفاشلة التي أدّت إلى اعتقال الآلاف من موظفي الدولة والقضاء والشرطة والجيش أو تسريحهم أو إعفاؤهم من الخدمة. وحتى زوجة برانسون اعتُقلت لبضعة أيام قبل إطلاق سراحها. وبعد 63 يوما من الاعتقال كانت التهمة واضحة وهي أن برانسون عضو في منظمة إرهابية مسلحة. كما أنه قام بأعمال تجسس والمشاركة في التخطيط للمحاولة الانقلابية وتقديم الدعم لحزب العمال الكردستاني المحظور، وهي تهم يعتبرها سياسيون أمريكيون ومراقبون دوليون مبالغ فيها.
سافر برانسون من حين لآخر إلى المناطق الكردية في جنوب شرقي تركيا، إلا أنه قام هناك برعاية لاجئين سوريين. ولا توجد أدلة بأنه شارك في مؤامرات ضد الحكومة التركية، وهو يدعي دوما ويصر على براءته. ويؤكد أن السياسة بعيدة عن كنيسته.