«هيلي» تترك المنصة

الحدث الخميس ١١/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٤:٤٥ ص
«هيلي» تترك المنصة

نيويورك-واشنطن-موسكو-وكالات:

«بالطبع سأقدم لها هدية وداع». وعد المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بتقديم هدية إلى نظيرته الأمريكية نيكي هايلي بعد قرارها الاستقالة من منصبها.. حتما سيفتقد المندوب الروسي غريمته نيكي هايلي فقد شكل المندوبين أجواءً من الضجيج والملاسنات في قاعة مجلس الأمن عند تناول القضايا العالمية لاسيما الملف السوري والكوري أو حتى العلاقات بين البلدين وبعد انتهاء كل جلسة يظهر الخصمان وهما يتصافحان ويبتسمان.

وقال نيبينزيا للصحفيين: «ما سمعناه هو قرارها، وعلينا أن نحترم هذا القرار. أنا أشعر بالأسف لرحيلها لأن هناك علاقات عمل كانت تجمع بيننا رغم كل الخلافات القائمة». وأضاف: «نحن على استعداد للعمل مع أي ممثل دائم، سيعينه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ويوافق عليه مجلس الشيوخ».
أما عن نوع الهدية فقال للصحفيين: «تريدون أن تعرفوا كل شيء مقدما».

رحلة هيلي

وهيلي (46 عاما) هي ابنة مهاجرين هنديين وكانت تشغل منصب حاكمة ولاية ساوث كارولاينا. ورغم نشأتها كإحدى أفراد طائفة السيخ فقد اعتنقت المسيحية وهي في العشرينيات من عمرها وتتمتع بشعبية كبيرة بين المحافظين المتدينين في الجنوب.وكثيرا ما كان ينظر لها على أنها مرشحة محتملة في الانتخابات الرئاسية العام 2020.

لن تترشح

لكن هيلي قالت في خطاب استقالتها لترامب إنها «قطعا لن تكون مرشحة لأي منصب في 2020» وستدعم إعادة ترشحه.
وقالت للصحفيين في المكتب البيضاوي «لا لن أترشح في 2020».
وأضافت أنها لم تحدد بعد خططا للمستقبل ولم تذكر سببا للاستقالة لكن ترامب قال إنها أبلغته قبل نحو ستة أشهر أنها تفكر في الرحيل بنهاية العام لنيل قسط من الراحة.
وقد يوحي صعود هيلي السريع من حاكمة لولاية جنوبية إلى الساحة الدولية بأنها تملك طموحا سياسيا كبيرا.
كانت هيلي واجهة سياسة «أمريكا أولا»، التي تبناها ترامب، في الأمم المتحدة وقادت انسحاب واشنطن من عدة برامج تابعة للمنظمة الدولية كما دافعت بقوة عن سياسات ترامب المتشددة تجاه إيران وكوريا الشمالية بسبب برامجهما النووية.
لكنها في بعض الأحيان كانت تنأى بنفسها عن ترامب.

من البديل

ترى من سيكون البديل عن هيلي..يقول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يدرس اختيار دينا باول -مصرية الأصل-، المسؤولة التنفيذية في بنك جولدمان ساكس والمستشارة السابقة بالبيت الأبيض، سفيرة جديدة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة بدلا من نيكي هيلي التي قررت الاستقالة. ونفى ترامب تكهنات بأنه سيرشح ابنته إيفانكا للمنصب.
وكان ترامب يتحدث للصحفيين في البيت الأبيض بعد ساعات من إعلان استقالة هيلي بحلول نهاية العام.
وقال الرئيس الأمريكي إن هيلي ستساعده في الاختيار النهائي لمن سيحل محلها.
وشغلت باول في العام الأول لإدارة ترامب منصب نائبة مستشار الأمن القومي للاستراتيجية وكانت طرفا مهما في المساعي الدبلوماسية في الشرق الأوسط. وفي وقت سابق هذا العام عادت إلى جولدمان ساكس حيث كانت تعمل لأكثر من عقد. ووفقا لكلية كنيدي بجامعة هارفارد التي تُدَرس فيها، فقد كانت مسؤولة كبيرة بالخارجية في إدارة الرئيس الأسبق جورج دبليو. بوش.
وزادت التكهنات بأن إيفانكا ترامب ستتولى المنصب بعد أن أشادت هيلي بها وبزوجها جاريد كوشنر عندما كانت تناقش استقالتها في المكتب البيضاوي اليوم. لكن ترامب أبلغ الصحفيين في البيت الأبيض بأنه رغم أن إيفانكا ستكون رائعة في المنصب فإنه سيواجه اتهامات بالمحسوبية إذا اختارها.
وأعلنت نيكي هيلي اليوم الثلاثاء استقالتها من منصب سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة لكن النجمة الصاعدة في الحزب الجمهوري نفت على الفور الاستعداد لتحدي الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية العام 2020.
وقالت هيلي وهي تجلس بجوار ترامب في المكتب البيضاوي إن عملها في الأمم المتحدة الذي استمر 18 شهرا هو «شرف العمر» وأضافت أنها ستبقى في المنصب حتى نهاية العام.

إشادة ترامب

وأشاد ترامب بهيلي قائلا «قامت بعمل مذهل. إنها شخص رائع. والأهم أنها شخص يدرك الأمور.. قامت بعمل مذهل وقمنا بعمل مذهل معا».
وطُرح اسم هيلي كمرشحة محتملة لمنصب نائب الرئيس في آخر دورتين من الانتخابات الرئاسية وقد تصبح عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي إذا تولى السناتور لينزي جراهام من ولاية ساوث كارولاينا منصبا في إدارة ترامب كما تشير التكهنات في كثير من الأحيان.
ووفقا لمسؤول في الإدارة فقد اقترح ترامب على هيلي أن يعلنا رحيلها معا في المكتب البيضاوي. وأشار المسؤول إلى أن هيلي كانت العضو الكبير الوحيد في إدارة ترامب الذي لقى هذه المعاملة. ومن جانبها أشادت هيلي بترامب وأسرته لدعمهم.
ووصفت جاريد كوشنر صهر ترامب ومساعده بأنه «عبقري خفي لا يفهمه أحد» بسبب عمله في إعادة التفاوض على اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا) والإعداد لخطة السلام في الشرق الأوسط التي طال انتظارها والتي لم يُكشف عنها بعد.

توارت قليلاً

ويقول دبلوماسيون إن أقران هيلي في الأمم المتحدة كانوا ينظرون لها باعتبارها صوت الوضوح داخل إدارة أمريكية كثيرا ما أرسلت إشارات متباينة بشأن سياساتها الخارجية. لكنها توارت قليلا في الشهور الأخيرة بعد تعيين مايك بومبيو وزيرا للخارجية وجون بولتون مستشارا للأمن القومي.
وقاد بومبيو سياسة واشنطن في المحادثات مع كوريا الشمالية بينما تولى بولتون دفة القيادة في تطبيق نهج ترامب المتشدد تجاه إيران.
وتنضم هيلي إلى قائمة طويلة من كبار الموظفين الذين رحلوا عن إدارة ترامب ومن بينهم وزير الخارجية الأسبق ريكس تيلرسون الذي أقيل من منصبه في مارس وستيف بانون كبير الخبراء الاستراتيجيين لدى ترامب والذي رحل عن منصبه في أغسطس 2017.

جوتيرش يشكرها

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عبر عن «تقديره العميق للتعاون والدعم الممتازين» من مندوبة الولايات المتحدة المستقيلة نيكي هيلي.

البديل وروسيا

رجح مدير مؤسسة «فرانكلين روزفلت» التابعة لجامعة موسكو الحكومية لدراسة الولايات المتحدة، يوري روغليف، معلقا على رحيل نيكي هايلي، أن وجود دبلوماسي أكثر خبرة سفيرا للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة يمكن أن يحدث تغييراً في العلاقات مع روسيا نحو الأفضل.
وقال الخبير في محادثة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية: نيكي هايلي هي سياسية إقليمية نموذجية، وبالنسبة لها كان هذا التعيين قفزة كبيرة في حياتها المهنية مقارنة بمنصب حاكم ولاية. لكن هذا الشخص، الذي لم تكن له أبدا أية علاقة بالسياسة الخارجية، بصفة عامة، يفتقر للخبرة من وجهه نظر الدبلوماسية العالمية. ولا يمتلك وزنا داخل السياسة الأمريكية.
وأشار الخبير إلى أن هذا «كان نتيجة لعدم وجود تفاعل كامل مع روسيا، وغياب مطلق لأي اتصال أو تفاعل، وهذا بالنسبة لهيكل مثل الأمم المتحدة، حيث يتم العمل بشكل يومي ومنتظم، يعني الكثير. إما أنه يمكنك الاتصال والعمل مع الشركاء، أو لا شيء في نهاية المطاف».
وأضاف الخبير بأن نيكي هايلى أظهرت عدم مبالاة وبرودة وغطرسة بهذا المعنى في «أفضل التقاليد» للدبلوماسية الأمريكية، بالإضافة إلى المحلية والإقليمية، من خلال خطاباتها.