خميس البلوشي
ضربت أندية السيب والعروبة وصحار ومجيس وصور والمصنعة ومرباط وفنجاء موعداً في الدور ربع النهائي من مسابقة كأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم بعد عناء كبير بالنسبة للبعض وطريق شبه سهل للبعض الآخر ليستمر الطموح نحو الهدف الكبير وهو الوجود في الليلة الكبيرة لهذه المناسبة الغالية ثم التفكير بعد ذلك في الهدف الأكبر وهو التتويج باللقب..
نصف هذه الفرق الثمانية فازت باللقب يتقدمهم فنجاء صاحب الألقاب التسعة ثم العروبة بألقابه الأربعة وصور والسيب بألقابهما الثلاثة لكل منهما في حين تبحث الأندية الأربعة الأخرى عن مجدها الأول في هذه المسابقة الأغلى محلياً..وبين هذه الأندية الثمانية كان السيب القادم من الدرجة الأولى هو الفريق اللافت الذي سرق الأنظار حين نجح وبكل جدارة في التأهل على حساب النصر بطل النسخة الفائتة في الدور 32 قبل أن يُجهز في دور الـ 16 على ظفار في مباراة ماراثونية مثيرة حتى الركلة الترجيحية الأخيرة. السيب هو الفريق الوحيد الذي خاض الاختبارين القويين في المسابقة وكان شجاعاً وجريئاً في المباراتين ولم ينكسر في أي لحظة رغم الفوارق الفنية الكبيرة بينه وبين النصر وظفار اللذَيْن يملكان معظم لاعبي المنتخب الأول..
لم يتوقع الكثيرون بعد متابعتهم للقرعة أن يتفوق السيب على النصر ثم على ظفار لكن الفريق الملقب بالإمبراطور نجح في المهمة بنجاح كبير وعاشت جماهيره لحظات خاصة من الفرح في استاد السيب ورقصت طرباً مع اللاعبين لفترة طويلة..السيب ليس بغريب عن الكأس الغالية فهو صاحب الألقاب الثلاثة المتتالية في النصف الثاني من التسعينيات وهو اليوم يكمل المشوار في الكأس الغالية وبثقة أكبر ويحدوه الأمل لتعويض كل تلك السنوات الطوال وهو النادي العريق المتكامل في كل الألعاب..
أما النصر وظفار ورغم كل التحضيرات والتعاقدات والمنافسة في الظفر بالأسماء المعروفة وحالة “الإعصار” التي يعرفها المتابعون نجدهما يخرجان ويودعان أهم البطولات المحلية وبقي فقط صراعهما على لقب الدوري الذي يتزعمه ظفار حتى نهاية الجولة السابعة، فهل سيستفيد السيب الفريق الجريء المقاتل من هذين الاختبارين في الدور القادم خاصة وأنه سيكون بنظام الذهاب والإياب؟ الحقيقة تقول إن من استطاع الفوز على النصر وظفار وإخراجهما من المسابقة قادر على مواجهة بقية المنافسين -مع كل التقدير لهم- وأن من يملك هذه الروح الجريئة المدعومة جماهيرياً قادر على تسجيل انتصارات أخرى رغم أنه في مسابقة الكأس كل شيء وارد وقد تحدث المفاجآت من حيث لا نتوقع.
أما حكاية مدرب المنتخب بِيم فيربيك واختياراته لمعسكر الدوحة فهي قضية قديمة تتجدد في وسطنا الكروي مع كل إعلان عن القائمة سواء مع هذا المدرب أو مع من سبقوه طوال السنوات الفائتة..نتفق أننا نحترم خياراته وقناعاته فهو المسؤول الأول والأخير عنها وهو الذي يحدد نوعية أدواته التي تخدم طريقة اللعب في كل مناسبة، ولكن كل ذلك لا يمنع الإعلام والجماهير والمتابعين من طرح آرائهم في بعض الأسماء سواء الموجودة في القائمة أو تلك التي لم تنضم إليها فهناك بالفعل أسماء تألقت في الدوري، وتبحث عن مقعد لها في المنتخب وظهرت بشكل أفضل مقارنة ببعض الأسماء التي وجدت بالقائمة..
بطبيعة الحال سنختلف تارة ونتفق تارة أخرى في بعض الأسماء والاختيارات لكنها تبقى مجرد ملاحظات يقولها البعض من باب الحب لكبير للمنتخب الذي يتمنون أن يشاهدونه في أحسن الأحوال خاصة في البطولة القارية القادمة التي نواصل الاستعداد لها..حريٌ بنا الــــقول إن للمدرب الحق الكـــــامل في اختيار أدواته وليس من المحبَذ التدخل في عمله ولكن في المقابل على المدرب أن يـــــبرهن لاحقاً حسن اختــــياراته وجودتها فالجماهير والوســــط الرياضي لن يقبلا إلا بالنجاح.