لنستعد لمواجهة ثورة التكنولوجيا

عيسى المسعودي
Ias1919@hotmail.com

زمن التكنولوجيا والاعتماد عليها في مختلف أمور الحياة سيكون من ملامح وأساسيات المرحلة المقبلة وبشكل متطور وأكبر من الوقت الحالي، فالدول تتسابق نحو الاستفادة من التقنيات الحديثة ومن الاهتمام والاستثمار في البحث العلمي وفي الابتكار وأيضا فتح المجال بقوة لإيجاد حلول تعتمد وبشكل كبير على التكنولوجيا، وهذا ما يحدث حاليا ولكن من يستشرف المستقبل يجد أن العالم يسير وبشكل كبير حول الاستفادة من التكنولوجيا لتسيطر على حياتنا وعلى مجالات الأعمال وفي كافة المجالات، وهذا واضح الآن للجميع فكثير من الخدمات والاحتياجات سواء الضرورية أو الاستهلاكية أصبحت تقدم وتعتمد على التكنولوجيا ومن الواضح بل الأكيد أن التكنولوجيا في حياتنا تتطور وبشكل مذهل وعلينا مواكبة هذا التطور والاستفادة منه بشكل إيجابي ليس هذا فقط بل على مؤسساتنا المعنية الاهتمام بهذا القطاع ودعم مختلف المبادرات التي تعتمد على تشجيع استخدام التكنولوجيا وحث الجميع كمؤسسات وأفراد على ذلك بحيث نقدم الخدمات بشكل أسرع وأسهل وبجودة عالية، وأيضا يساهم استخدام التكنولوجيا في تطور حياتنا إلى الأفضل وفي نفس الوقت علينا توعية الجمهور ومستخدمي التكنولوجيا بدورهم الحقيقي وما تفعله من تغير في حياتنا حتى نستخدم هذا الجانب في الشيء المفيد ونبتعد عن الاستخدامات الخاطئة.

لقد تابعنا خلال السنوات الفائتة مدى تطور حياتنا باستخدام التكنولوجيا والتي تعتمد على الابتكار واستثمار التقنيات الحديثة، فقد تطورت العديد من القطاعات مع استخدام التكنولوجيا الحديثة فعلى سبيل المثال شهد قطاع الصناعة في كافة المجالات تطورا ونموا كبيرا من خلال استخدام التقنيات المتطورة والاستفادة من التكنولوجيا بشكل عام في مختلف الصناعات الحديثة بحيث تطورت على سبيل المثال صناعة الطيران والسيارات والأجهزة الكهربائية المختلفة والاستفادة من التكنولوجيا المتطورة في قطاعات مهمة مثل النفط والغاز والصحة والزراعة والثروة السمكية والقطاع المصرفي والاتصالات والطرق وغيرها من القطاعات التي تطورت وتقدمت بسبب تطور استخدام التكنولوجيا في هذه الصناعات، فكثير من الخدمات والمميزات والأعمال أصبحت تنفذ من خلال هذه التقنيات الحديثة كنا نعتقد في السابق أنها من المستحيلات ولكن مع تطور العمل وتقدم التكنولوجيا المذهلة أصبح كل شيء ممكنا فقد شهدت مختلف القطاعات دون استثناء تطورا كبيرا بسبب استخدام التكنولوجيا العصرية، لذلك بدأت العديد من دول العالم تهتم بهذا الجانب وترصد الموازنات الضخمة لتعزيز مجالات الابتكار والبحث العلمي وذلك لأهميته فاليوم أغلب التطورات في العالم وفي مختلف المجالات والقطاعات تجد التكنولوجيا خلفها وتقود مرحلة التطوير والتحديث وتتسابق المؤسسات في طرح الخدمات الفريدة والمبتكرة من خلال استخدام واستثمار التكنولوجيا ويمكن النظر إلى ما حولنا لنجد أننا أصبحنا نعتمد وبشكل كبير على تطور التقنيات الحديثة في حياتنا، فالعالم يتطور مع تطور هذا المجال وبشكل مذهل.

إن المؤشرات المستقبلية تؤكد على أن سيطرة التكنولوجيا على حياتنا وعلى أعمالنا ستشهد طفرة ونقلة كبيرة وغير متوقعة وسيؤثر ذلك علينا وبشكل كبير سواء إيجابياً وهذا المتوقع أو سلبياً في بعض الأحيان إذا لم نحسن استخدام واستثمار التكنولوجيا المتطورة بشكل جيد، ونوظفها بالشكل الصحيح وسنجد العديد من المبادرات والأفكار والاختراعات والابتكارات يتم طرحها وفي مختلف المجلات ستساهم في تغير حياتنا أكثر من الآن وسنعتمد على التكنولوجيا في كافة الأمور وحتى في الأجزاء أو الأمور الصغيرة، ومن يعتقد أن بعض الأمور التي نشاهدها اليوم على سبيل المثال في الأفلام السينمائية حول مستقبل العالم لن تتحقق أو أنها ضرب من الخيال سيأتي يوم ونجدها واقعا نعيشه وهذا ما حدث خلال السنوات الفائتة فكثير من الأمور اعتقدنا أنها من المستحيلات ولكنها اليوم أصبحت واقعا لدرجة الوصول إلى القمر والحياة فيه وغيرها من المعتقدات التي يتوقع الخبراء إمكانية تحقيقها وأنها مسألة وقت فقط.
لقد حضرت مؤخرا في السلطنة مؤتمراً حول التكنولوجيا وتحدياتها وفي إحدى أوراق العمل المطروحة تم إعطاء نظرة مستقبلية لبعض الخدمات أو الأعمال التي يمكن للتكنولوجيا أن يكون لها دور في تطورها وتقدمها وأن العالم يتغير ويتحول بشكل سريع ومذهل وفي كافة القطاعات والمجالات، فقد ذكر الخبير على سبيل المثال أننا في المستقبل القريب لن نحتاج لطباعة الأوراق النقدية أو نتعامل مع النقد بهذه الطريقة التي ستصبح من الماضي وإنما سيكون هناك بدائل تعتمد على التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، كما يحدث الآن في تحويل المبالغ من حساب إلى حساب آخر أو عن طريق استخدام البطاقات وطرح خدمات عديدة مبتكرة ستغير من مشهد القطاع المصرفي أو القطاعات الأخرى، كذلك سنصل إلى مرحلة أن التكنولوجيا ستتدخل حتى في أعماق التفكير الوجداني للشخص ويمكن معرفة رغباته وأفكاره وتصرفاته من خلال التقنية الحديثة التي تعتمد على تطور التكنولوجيا وغيرها من التطورات في عالم يتغير كل يوم وكل لحظة.
لكن مع تطور التكنولوجيا والاعتماد عليها بشكل كبير في حياتنا وأعمالنا علينا التفكير في التحديات التي قد تواجهنا من هذا التطور ومدى استعدادنا كأفراد ومجتمعات ومؤسسات لمواكبة هذه التطورات في هذا المجال، وخاصة فيما يتعلق بالتأثيرات الجانبية أو السلبية عند استخدامنا للتكنولوجيا وعلينا الاستعداد لهذه المرحلة من خلال التوعية أو تثقيف المجتمع بكافة الأمور المتعلقة بهذا المجال سواء ما يخص الإيجابيات أو الفوائد التي يمكن الاستفادة منها أو السلبيات، وخاصة فيما يتعلق بمجال الأمان والسلامة وأن يكون هناك توازن عند تعاملنا مع التقنيات الحديثة فالعالم يتغير ويتطور وعلينا الاستفادة من هذا التطور ومواكبته ولكن بتوازن، كذلك علينا الاهتمام بدعم مجالات الابتكار والبحوث العلمية وأن نوفر البيئة المناسبة المشجعة لإيجاد جيل من الشباب يواكب مختلف هذه التطورات.