باحثة عمانية ضمن فريق البحث الذي فاز بجائزة نوبل للطب لهذا العام

بلادنا الأربعاء ١٠/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٣:٤٤ ص
باحثة عمانية ضمن فريق البحث الذي فاز بجائزة نوبل للطب لهذا العام

مسقط - العمانية

بعد أن اطلع البروفيسور الياباني (تاسوكو هونجو) على سيرتها الذاتية وقبل أن يفوز فريقه بجائزة نوبل للطب العام الجاري 2018 مناصفة مع الباحث الأمريكي جيمس أليسون تقديرًا لجهوده في تطوير علاج لمرض السرطان تواصل الفريق مع طالبة الدكتوراة العمانية منى بنت محمد بن أحمد الحبسية لتأكيد قبولها للانضمام إلى الفريق المكلل بالجائزة العالمية.
وكان الفريق حينها يشتغل على بحثين مختلفين الأول يتعلق بقدرة خلايا المناعة على إنتاج المضادات الحيوية وهو نوع من البروتين الذي اكتشفه الباحث الياباني والثاني يتعلق بالسرطان ومرحلة تطوير وتحسين العلاج.
تقول منى بنت محمد الحبسية: "كنت متابعة ومطلعة على جهود البروفيسور الياباني تاسوكو هونجو وأبحاثه العلمية، لقد اطلع هو من جانبه على سيرتي الذاتية ليتم بعدها التواصل معي للانضمام إلى فريق العمل، الباحث الياباني كان يعمل على بحثين مختلفين الأول يتعلق بقدرة خلايا المناعة على إنتاج المضادات الحيوية وهو نوع من البروتين الذي اكتشفه الباحث الياباني والثاني يتعلق بالسرطان ومرحلة تطوير وتحسين العلاج". وتضيف منى الحبسية لوكالة الأنباء العمانية: "عملت مع الفريق البحثي في الجزء المتعلق بالسرطان وهو الجزء الحائز على جائزة نوبل للطب ويختص بعلاج السرطان عن طريق تحفيز جهاز المناعة، لأن العلاجات المتوفرة حاليًا تسبب آثارا جانبية كبيرة على المرضى وأمراضا نفسية وتؤثر على حالتهم الصحية بشكل عام، غير أن هذا العلاج يحفز جهاز المناعة ويدافع عن نفسه ويقضي على السرطان لتتكون عنده مناعة ذاتية ". وتستطرد قائلة: "إنه علاج مهم، وهذه الأهمية تكمن في أنه أقوى من العلاجات المتوفرة مع آثار جانبية أقل من العلاجات الكيماوية والأشعة " مؤكدة أنها ستواصل عمل الأبحاث في هذا المجال وأنها "حققت استفادة كبيرة " مكّنتها من اكتساب خبرة كبيرة تحققت عبر النقاشات العلمية مع الباحثين الآخرين في هذا المجال.
وأعربت منى بنت محمد الحبسية عن سعادتها الغامرة للعمل مع البروفيسور الياباني تاسوكو هونجو قائلة: "بلا شك أنا سعيدة بالعمل مع هذا الفريق الذي كُللت جهوده بالحصول على نوبل للطب لهذا العام "واصفة العمل البحثي بأنه "بحاجة إلى جهد وعمل حثيث".
والباحثة العمانية منى بنت محمد الحبسية تخرجت من مدرسة "دوحة الأدب الثانوية للبنات" من ثم التحقت بكلية العلوم بجامعة السلطان قابوس تخصص التقنية الحيوية من قسم الأحياء لتكون الأولى في دفعتها عام 2009م.. وقد التحقت بالعمل في بنك الدم لمدة عام بعقد مؤقت كباحثة ثم عملت على إمكانية استخدام الخلايا الجذعية في علاج بعض أمراض الدم حصلت بعدها على منحة دراسية من جامعة السلطان قابوس لدراسة الماجستير.
درست منى الحبسية الماجستير على مرحلتين الأولى كانت في السلطنة والثانية كانت جزءا من البحث ببريطانيا وكانت رسالة الماجستير حول "الوراثة لأحد الأمراض العصبية" وهو أحد أنواع الصرع الذي تمت المشاركة به في العديد من المؤتمرات "لكن لم يتم نشره" وبعد إكمال الماجستير التحقت بالعمل في المركز الوطني للصحة الوراثية لتنتقل بعدها إلى اليابان.
وقد تحصلت الباحثة العمانية منى الحبسية على منحة لدراسة الدكتوراة من قبل الحكومة اليابانية ليتم بعدها إرسال أوراقها من قبل السفارة اليابانية في السلطنة إلى وزارة التعليم اليابانية، وهي تواصل الآن الدراسة في سنتها الثالثة بقسم طب المناعة والوراثة بجامعة كيوتو اليابانية.
وكانت جمعية نوبل في معهد كارولينسكا السويدي في أستوكهولم قد أعلنت فوز العالم الأمريكي جيمس أليسون والباحث الياباني تاسكو هونجو مناصفة بجائزة نوبل للطب لعام 2018، لاكتشافهما علاجًا للسرطان عن طريق تثبيط المناعة السلبية.
وقالت الجمعية في بيان لها إن العالمين الأمريكي والياباني حققا نقلة نوعية في مكافحة السرطانات وأفادت اكتشافاتهما قدرة جهاز المناعة على مكافحة الخلايا السرطانية عبر إزالة مثبطات خلايا المناعة.
وأشارت إلى أن العالمين استغلا استراتيجيات مختلفة لتثبيط كوابح الجهاز المناعي في علاج المرض السرطاني الذي يعتمد على الخلايا المناعية لمهاجمة الأورام وهو ما يعد نهجًا جديدًا في تلك العلاجات مبينة أن قيمة الجائزة تبلغ تسعة ملايين كرونا سويدية أي ما يعادل حوالي مليون دولار أمريكي.
وجائزة نوبل في الطب أو "علم وظائف الأعضاء" هي أولى جوائز نوبل التي تمنح كل عام لاكتشافات بارزة في مجالات علوم الحياة والطب، وهي واحدة من جوائز نوبل الخمس التي تأسست في العام 1895.