عندما يلتقي الأب مع ابنه داخل المستطيل الأخضر

الجماهير الأحد ٢٠/مارس/٢٠١٦ ٠٤:٥١ ص
عندما يلتقي الأب مع ابنه داخل المستطيل الأخضر

وكالات:
من الجميل ان يزامل أب ابنه داخل المستطيل الأخضر واللعب معا مباراة كرة قدم، هذا الشعور اختبره العديد من النجوم العالميين في عالم الساحرة المستديرة وعائلات كرويف ومالديني ولامبارد هي فقط عيّنة من أسر كروية شهدت تبني الأبناء نهج الآباء وخوض غمار كرة القدم الاحترافية. إلا أن قلة قليلة من اللاعبين انخرطت في عالم المستديرة الساحرة إلى جانب آبائها في نفس الفترة وخاضت مباريات تنافسية.
وهنا نستعرض بعضاً من الحالات النادرة التي عاصر فيها الأبناء آباءهم على رقعة التباري وأصبحوا زملاء في الميدان.

عائلات هدّافين
برصيد يضم الكرة الذهبية ولقب كأس العالم ، ليس اللاعب البرازيلي الدولي ريفالدو (صاحب 74 مباراة دولية) غريباً عن الإنجازات الاستثنائية. وقبيل اعتزاله عالم المستديرة الساحرة، حقق مأثرة كروية مختلفة وهي اللعب إلى جانب ابنه ريفالدينيو.

فقد ختم ريفالدو مسيرته الكروية المظفرة بالعودة إلى فريق موجي ميريم البرازيلي عام 2013 وهو النادي الذي ساعد في إطلاقه خلال ذروة مشواره الرياضي. ومع هذا النادي الذي يتخذ من ساو باولو عاصمة له، حقق نجم برشلونة وإي سي ميلان السابق حلماً لطالما راوده عندما لعب في فبراير 2014 إلى جانب ابنه قبل أن يُعلن اعتزاله بعد ذلك بشهر واحد فقط.

لكن حياته في عالم اللعبة الجميلة شهدت محطة مثيرة أخرى. فبعد خمسة عشر شهراً من اعتزاله، أعلن ابن الثالثة والأربعين أنه سيعود لكرة القدم في يونيو 2015، وبعد ذلك بشهر سجّل اسمه مجدداً في تاريخ اللعبة عندما اقتنص هدفاً في نفس المباراة التي هزّ فيها ابنه صاحب العشرين ربيعاً شباك نادي ماكاي لتنتهي المباراة بفوز زملاء الأب والابن بنتيجة 3-1.

وقال ريفالدو عن هذه التجربة: "لا يسعني سوى أن أشكر الله، لأني تمكّنت من العودة بعد توقف دام 15 شهراً، وقد حالفني الحظ بأن دخلت المباراة منذ بدايتها مع ابني وسجّلت هدفاً، وهو كذلك. أعتقد أننا كتبنا التاريخ. أعرف أن هناك حالات سابقة لآباء وأبناء لعبوا سوية، ولكن لم يسبق لوالد وابنه أن سجلا هدفين في مباراة تنافسية".

تتويج عائلي
يُعتبر تسجيل الأب وابنه لهدفين في مباراة واحدة إنجازاً لافتاً، إلا أن الأمر الأكثر إدهاشاً هو نجاح الاثنين في حصد لقب سوية.
فمن المؤكد أن ميدالية كأس العالم 1966 لها مكانة كبيرة لدى النجم جورج إيسثام الابن في خزانة كؤوسه، إلا أن هناك لقباً آخراً لبطولة صغيرة تحتلّ مكانة خاصة جداً لديه. فعندما كان في الثامنة عشرة من عمره سنة 1954، لعب مع والده جورج إيسثام الأب في صفوف نادي أردز للتنافس على لقب الكأس الذهبية في أيرلندا الشمالية، وقد نجح في نهاية تلك المباراة بحصد أول كأس في حياته الكروية إلى جانب والده ابن التاسعة والثلاثين الذي سجل هدف الفوز.
وفي معرض استحضاره لذلك اليوم، قال إيسثام الابن: "ذكرياتي لا تزال حاضرة بقوة بخصوص نهائي الكأس الذهبية. نشكّل بالتأكيد الحالة الوحيدة من أب وابن نالا ميدالية ذهبية من نفس المباراة؟"
هناك حالة أخرى لتضافر جهود أب وابنه للفوز بالمسابقات. فقد خاض لاعب خط الوسط الروسي ألكسي إريمينكو الأب أربعة مواسم في أواخر مسيرته الكروية مع نادي هلسنكي ـ تقاسم خلالها غرفة تبديل الملابس على مدى موسمين مع ابنه الذي يحمل نفس اسمه. وقد تمكّن الاثنان من التعاون على نيل لقب الدوري الممتاز في فنلندا لعامين متتاليين، وذلك كأس فنلندا سنة 2003.
وبعد مغادرة نادي هلسنكي، لعب الوالد في صفوف نادي يارو إلى جانب ابنه الآخر ونجم سسكا موسكو رومان إريمينكو. لم يكتفِ الشقيقان بانتهاج مهنة الأب فحسب، بل كانا يلعبان بنفس مركزه، وهو ما قال عنه الأب: "يبدو أني لستُ قادراً على تعليم ابنيّ أن يضطلعا بأي دور مختلف عما عهدته أنا!"

عودة أسطورة
وليس ببعيد عن ذلك وفي السويد، شهد عام 2013 ظهور ثنائي آخر مكوّن من أب وابنه. وكما كان عليه الأمر في حالة ريفالدو، اشتمل الأمر على عودة أسطورة كروية لعالم اللعبة الجميلة في الأربعينات من العمر.
حيث ختم هنريك لارسون، صاحب لقب دوري أبطال أوروبا في موسم 2006/2005 الذي ارتدى أيضاً قميص المنتخب السويدي 106 مرات، مسيرته في عالم المستديرة الساحرة مع نادي دوري الدرجة الرابعة هوجابورجس مع ابنه جوردان الذي يبلغ من العمر 15 سنة والذي تمكّن من هزّ الشباك في تلك المباراة.
وقال لارسون الذي نال برونزية كأس العالم FIFA 1994: "لم نشّكل ثنائي جيداً جداً، ولكني فخور بطبيعة الحال. إنه نوع من الترف طبعاً أن يلعب المرء مع ابنه".

تسليم الشعلة
لا بدّ قبل الختام من الحديث عن السلالة الكروية الأشهر في أيسلندا. فبينما لم يلعب أرنور وإيدور جوديوهانسون على الإطلاق سوية كزملاء، إلا أن الابن إيدور حلّ بديلاً عن الأب أرنور في الشوط الثاني خلال مباراة دولية ودية أمام إستونيا سنة 1996، في تجسيد لاستلام الأبناء مشعل المستديرة الساحرة من الآباء وإكمال المسيرة. وقال أرنور عن ذلك: "الندم الأكبر الذي يعتريني هو أننا لم نلعب سوية، وأعرف أن أرنور يشعر بالأمر نفسه".