وزارة الصحة تكثف جهودها للتوعية بمرض الربو

بلادنا الاثنين ١١/يناير/٢٠١٦ ٠٠:٤٥ ص
وزارة الصحة تكثف جهودها للتوعية بمرض الربو

مسقط - ش
الربو مرض مزمن يتميز بالتهاب مزمن في الشعب الهوائية. ويتميز المرض بزيادة الحساسية في الشعب الهوائية لدى مرضى الربو عند تعرضها لأي من مسببات الحساسية.
يؤثر هذا المرض على 235 مليون شخص في العالم، مع 250 ألف حالة وفاة بسبب الربو سنويا (بحسب منظمة الصحة العالمية 2011).
ويعد مرض الربو أكثر الأمراض المزمنة انتشارا بين الأطفال ويتسبب في الغياب المتكرر من المدرسة وانخفاض النشاط البدني للطفل.
ويتميز بأعراض متكررة من السعال، وضيق في التنفس وأزيز «صوت الصفير من الصدر». والجدير بالذكر ان حدة هذه الاعراض تتفاوت وتختلف بين الأفراد.
تشخيص الربو ومعالجته لا يرقيان إلى المستوى المطلوب. وهو يثقل كاهل الأفراد والأسر بعبء كبير، وكثيراً ما يقيد أنشطة الأفراد مدى الحياة، (بحسب منظمة الصحة العالمية).
أسباب المرض الأساسية ليست مفهومة تماماً. وتتمثل أقوى عوامل اختطار الإصابة به في جملة من الاستعدادات الوراثية المقترنة بالتعرض لاستنشاق المواد والجزيئات التي يمكن أن تثير ردود فعل أرجية أو تهيج المسالك التنفسية.

تدريب الكادر الطبي

وإدراكا لأهمية وجود عيادات الربو مؤسسسات الرعاية الصحية الأولية من أجل تقريب الخدمة وسهولة المتابعة الدورية، قامت وزارة الصحة بالتعاون مع الرابطة العمانية للجهاز التنفسي بتدريب الكادر الطبي في الرعاية الصحية الأولية بما يضمن التشخيص الدقيق والعلاج المناسب حيث تم في هذا البرنامج تدريب 445 من الكادر الطبي خلال العام الماضي واقيمت ست حلقات عملية في 2014 وتم تأسيس 80 عيادة ربو في مختلف مؤسسات الرعاية الصحية الأولية.
وتأمل الوزارة هذا العام تنظيم ست حلقات عمل اخرى بجميع المحافظات لاستكمال البرنامج التدريبي.
وايمانا بأهمية التحكم والسيطرة على الربو وأعراضه فإن العالم سنويا يحتفل بيوم الربو.
اليوم العالمي للربو هو حدث سنوي نظمته المبادرة العالمية للربو (GINA) لتحسين الوعي والرعاية لمرضى الربو في جميع أنحاء العالم.
وزارة الصحة ممثلة في دائرة مراقبة ومكافحة الأمراض غير المعدية برنامج امراض الجهاز التنفسي، تحتفل بهذا الحدث هذا العام من خلال توزيع ملصقات وكتيبات في جميع المؤسسات الصحية كمحاولة لزيادة الوعي في المجتمع.
والاحتفال هذا العام يأتي تحت شعار “حان الوقت للسيطرة على الربو”. ويأمل قسم الامراض غير المعدية من خلال هذا الموضوع والحدث للتثقيف حول أهمية السيطرة على الربو وتطوير سلوك “عدم السماح لوجود أي أعراض للربو” بين المرضى وأسرهم والعاملين في مجال الرعاية الصحية على حد سواء.

السيطرة على الربو تنطوي على أربع نقاط رئيسية تشمل:
1.استخدام العلاج بانتظام.
2.تجنب المهيجات.
3.المتابعة الدورية لعيادة الربو
4.استخدام خطة علاج الربو.

العلاج

1. استخدام أجهزة الاستنشاق للأسف مرتبط بمفهوم خاطئ في المجتمعات في جميع أنحاء العالم.
فبما أن الربو هو مرض يصيب الشعب الهوائية فهو يتطلب استخدام أجهزة الاستنشاق، وهذا النوع من الأدوية يتصل بالرئتين وليس باللمعدة أو مجرى الدم حيث لا حاجة للدواء هناك.
ومن المهم جدا لكل مريض أن يستخدم الجهاز المناسب بالنسبة له وأن يستعمل الجهاز بصورة صحيحة.
والجدير بالذكر أنه حتى حين يحسن المريض باستعمال البخاخ فإن 20% فقط من الدواء سيصل للرئتين وهذا كاف في علاج المرض اذا ما اخذ الشخص الجرعات الصحيحة للدواء.
2.تجنب المهيجات: هناك عدد من المهيجات المختلفة يمكن أن تسبب أعراض الربو أو بدء نوبة الربو منها:
الالتهابات، بخاصة تلك التي تسببها عدوى فيروسية (مثل نزلات البرد أو الانفلونزا)، المواد المسببة للحساسية، والأكثر شيوعا هي عث غبار المنزل، والحيوانات الأليفة أو حبوب اللقاح ممارسة الرياضة، وخاصة في الطقس البارد، الانفعالات النفسية الشديدة، مثل الإثارة أو الخوف أو الغضب، المهيجات، مثل تلوث الهواء - التدخين، التغيرات في الطقس (مثل موجة البرد)، الإضافات الغذائية، مثل ملون الطعام الاصطناعي، أو المواد المسببة للحساسية الغذائية، مثل الفول السوداني.
بعض الأدوية مثل: الأسبرين أو بعض مسكنات الألم مثل الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية.
3.المتابعة الدورية لعيادة الربو: الربو هو مرض مزمن (طويل الأجل) يسبب التهاب وضيق في الشعب الهوائية.
بعض درجات الالتهاب تكون موجودة حتى في الأوقات الذي لا يشعر المريض بأية أعراض.
فمن المهم جدا ان يتابع المريض في عيادة الربو بانتظام ليضمن أن يصبح المرض تحت السيطرة.
التحكم الفعلي للربو يشمل طريقة التدرج في العلاج.
ويهدف التحكم الفعلي ان يكون المريض خال من الأعراض مع أقل جرعة من الأدوية.
4.خطة علاج الربو: المرض نفسه يختلف في كل فرد من حيث أنواع الأعراض وشدتها، فالمهم كيفية استخدام الأجهزة المختلفة، والمهيجات التي تؤثر عليهم. وبالتالي فإن العلاج الفعلي من المرض يجب أن يكون مصمما لتلبية احتياجات محددة لكل فرد.
وقد أثبتت العديد من الدراسات أن استخدام خطة علاج الربو يساهم بدرجة كبيرة في تحقيق سيطرة أفضل على المرض، حيث إنه يسمح للمريض أو والدي الطفل المصاب بتطوير مهاراتهم اللازمة لمعرفة كيفية السيطرة على المرض ومنع حدوث نوبات الربو وكذلك الخطوات الذي يتبعها في حالة حدوث نوبة.
يحتاج كل مريض مصاب بالربو أن يدرك أن هذا المرض لا يبقى على نفس الحالة، ولكن قد يتغير مع مرور الوقت، وكل شخص يعاني من الربو قد يمر بأيام جيدة وأخرى سيئة.
ولكن إذا تم التعامل مع المرض في وقت مبكر وعلى نحو فعال، فإن المريض سوف يحسن نوعية وجودة الحياة الأمر الذي سيقلل في النهاية العبء على المجتمع.

بقلم: د.شذى سعود الرئيسي، عايدة حميد السعدي، برنامج أمراض الجهاز التنفسي بدائرة الأمراض غير المعدية بوزارة الصحة