منى الحبسية لك التحية

مقالات رأي و تحليلات الأحد ٠٧/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٣:٢٦ ص
منى الحبسية لك التحية

علي بن راشد المطاعني

أثلج صدورنا جميعا أن تكون المواطنة منى بنت محمد الحبسية أخصائية مختبر المركز الوطني للصحة الوراثية بالمستشفى السلطاني ضمن فريق البروفيسور تاسوكو هونجو من جامعة كيوتو اليابانية الحائز على جائزة نوبل للطب لعام 2018م، فهذا الحدث يعد شرفا ونجاحا ليس للمواطنة أو للمستشفى السلطاني ولا لوزارة الصحة فحسب وإنما للسلطنة من ناحية عامة.
لقد كان العالم من أقصاه إلى أدناه يتحدث عن جائزة نوبل للطب لهذا العام، ومع كل خبر تتناقله وكالات الأنباء عن هذا الفتح الطبي الجديد في علاج السرطان والذي انطلق من جامعة كيوتو اليابانية، فإن كل هذا الرخم أرتبط أيضا بوجود نابغة عُمانية خريجة جامعة السلطان قابوس ضمن فريق العالم الياباني الفذ، هذا ما سجله التاريخ فلها التهنئة الخالصة لهذا النجاح المتميز.
ولذلك أسعدنا أن تكون هذه الطالبة تقف مع الفائز بجائزة نوبل أشهر جائزة في العالم التي ساهمت ضمن الفريق الذي توج بأفضل جائزة في العالم في مجال الطب ستظل راسخة للأبد في ذاكرة الإنسانية وفي علوم الطب والمساهمين في تقدمه واكتشاف علاجات للمرضى.
فالتاريخ سوف يخلد ‏هذه الصورة التاريخية التي ترصع بأحرف من ذهب كفاءة أبنائنا في كل مكان بإسهاماتهم وجدهم واجتهادهم الذي يشرف بلادهم الغالية على كل مواطن.
فالجائزة الدولية التي حازت هذا الاهتمام العالمي، ‏وهذا النجاح لطالبة الدكتوراه العمانية في علم المناعة الباهر له من الدلالات كبيرة ما يعزز الثقة بأبنائنا الطلبة والطالبات الذي يحرزون نجاحات مبهرة على كل الأصعدة والمستويات التي تفرض علينا إيلاءهم كل الاهتمام والرعاية في حياتهم العلمية والعملية وتحفيزهم لمواصلة أبحاثهم ودراساتهم العلمية في مجالات العلوم والطب وغيرها، فهذا هو السبيل لتقدم بلادنا وهؤلاء هم مشاعل التقدم وأنواره المضيئة في المستقبل إن شاء الله.
وما من شك أن منى الحبسية سيشار إليها بالبنان باعتبارها قد تتلمذت على أفذاذ العلماء في العالم في هذا المجال الطبي النادر، وهذا إن دل فإنما يدل على أن مؤسساتنا وجهاتنا الطبية تخطط بدقة وتختار بعناية فائقة وما ابتعاث منى لهذه الجامعة لتعمل مع هذا العالم الجليل إلا نجاح تستحق عليه إدارة المستشفى السلطاني التحية والتقدير ومن قبل ذلك تستحق جامعة السلطان قابوس التحية إذ هي قدمت لنا هذه النابغة التي ارتبطت وهي في سن مبكرة بجائزة نوبل للطب، وهذا في حد ذاته فأل حسن لنا نحن العُمانيين، إذ سيفتح ذلك شهيتنا في أن تفوز منى ذات يوم آت بذات الجائزة التي نالها أستاذها.
لقد ازدانت وسائل التواصل الاجتماعي بألوان الفرح لوجود الحبسية في ذلك الزخم العلمي الطبي الضخم، كما احتفت الإذاعات وأجهزة الإعلام بمنى وأجرت معها حوارات سريعة تحدثت فيها عن الجائزة وعن الإنجاز الطبي لأستاذها وعن إمكانية الاستفادة منه في مستشفياتنا والذي سينهي معاناة المرضى من تعرضهم للأشعة كعلاج قاتل للخلايا السرطانية، والفتح الجديد سيلغي كل هذا العناء إذ سيركز على تقوية المناعة وبقدر يتمكن معه الجسم من قتل الخلايا السرطانية، وقد أفادت منى أن هذا الفتح الطبي سيكون متاحا في السلطنة في السنوات المقبلة.
فكلمات منى الحبسية التي طمأنت بها عبر الأثير بعثت بروح جديدة للمصابين بهذا الداء، وفتحت أمامهم أبواب الأمل واسعة على مصراعيها بأن رحمة الله قريبة منهم، وقد كانت كلماتها بالنسبة إليهم بمثابة البلسم الذي انتظروه طويلا، وإنه وعندما يهل الأمل من خلف جدار اليأس فإنه أتى بلسان عُمانية نابغة سنعول عليها وعلى زملائها بجامعة السلطان قابوس وبالمستشفى السلطاني، في أن تكوّن لنا فريق بحثي عُماني مماثل للفريق الفائز بجائزة نوبل للطب وباعتبارها قد اكتسبت خبرة نادرة لم تكن لتحصل عليها لولا توفيق الله واجتهادها ومثابرتها لترفع اسم السلطنة عاليا في تلك المؤسسات العلمية والطبية العالمية المرموقة.
إن هذا الحدث العالمي سيعطي دفعة معنوية هائلة لكل طلاب الطب بالجامعات وستكتسب جامعاتنا بفضل منى الحبسية صيتا عالميا لابد من استثماره من قبل إدارات الجامعات ومن قبل طلابنا وكلهم من النوابغ دون شك في المزيد من التحصيل والاجتهاد، فمن خلال العلم وحده تسمو الأمم وترتقي في سلم المجد والطموح الذي لا نهاية له إلا السماء كما نعرف.
ولا يسعنا إلا أن نهنئ أنفسنا وكل أبناء هذا الوطن وندعو المولى أن يوفقهم في عطائهم العلمي الذي سيكون له دور في بناء وطنهم، وأن نولي جهات وأفراد هذه النخب ونرعاها باعتبارها أصولا علمية لا تقدر بثمن لها دورها في رفع اسم السلطنة عاليا في مجالات يرنو إليها الكثيرون؛ وهي مجالات العلم والطب؛ علامة تقدم الأمم والشعوب.
نرغب أن يؤخذ بيد هذه الكفاءات وتمكينها من سبر أغوار العلم من منابعه وتحفيزهم بكل الطرق والوسائل فتحية لمنى الحبسية والبروفسور الفائز بجائزة نوبل للطب لعام 2018م.