اختتام الملتقى الدولي الأول للصحة النفسية

بلادنا الأحد ٠٧/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٣:٠٥ ص
اختتام الملتقى الدولي الأول للصحة النفسية

مسقط- ش

اختتمت أمس السبت أعمال الملتقى الدولي الأول للصحة النفسية الذي أقامته وزارة الصحة، ممثلة بقسم الصحة النفسية بدائرة الأمراض المعدية بالتعاون مع فريق "نحن معـك" الذي أتت مشاركته فيه ترسيخا لمفهوم الشراكة الوطنية المجتمعية، وأقيم على مدى يومين بفندق كمبينسكي- الموج- مسقط- وسط حضور جيد من المشاركين فيه.
الملتقى الذي أقيم لأول مرة بالسلطنة، شارك فـيه (14) متحدثا، (7) متحدثين من السلطنة و(7) من خارج السلطنة، وتم سرد قصص وتجارب لشخصيات واقعية خاضت صراع مع أزمات نفسية سـواء كانت نفسية، أوصحية، أو أسرية، أو اجتماعية أو بيئية، واستطاعوا تجاوزوها بعد ذلك وأصبحوا ملهمين للآخرين، كما شهد مشاركة جميع الفئات العمرية (الذكور والإناث)، وأقيم على الحوار المباشر مع الجمهور.
اليوم الختامي للملتقى بدأ بإقامة أنشطة متعددة وثلاثة حلقات عمل في مواضيع نفسية متنوّعـة، الأولى حملت عنوان (التنمر الطلاب في المدارس) ومحتواها أن كثيرا من الأطفال يتعرضون للتنمر بالمدارس، وجانب آخر منهم يتعرضون لها من أقـرانهم في محيط الأسرة أو البيئة المحيطة بهم، مما يترتب على ذلك آثار سلبية تؤدي إلى زعزعة ثقة الطفل بنفسه، وحدوث مشاكل سلوكية متمثلة في الميل إلى سلوك العدوانية في كثير من الأحيان، وحـدوث مشاكل نفسية مثل القلق والخوف والعزلة.
والحلقة الثانية تحدثت عن تـدهور الأداء وضعف التحصيل المدرسي، وقدمّتها الأخصائية النفسية الإكلينيكية نورة الأخزمية، حيث تعرّف الأطفال من خلالها عن التنمّر وأنواعه، وتعلموا كيفية التعامل معه من خلال بناء الثقة بالذات بأنشطة شـيقّة.
بعدها قدمت استشارية صحة الأسرة والمجتمع بجامعة السلطان قابوس السيدة د. زكية بنت قحطان البوسعيدي، وبالتعاون مع كومّل جنتري حلقة عمل آخرى، وذلك عن التعامل مع القلق النفسي، وتوظيف فن الرسم في تعلّم تقنية الاستمتاع باللحظة والتقليل من حـدّة القـلق.
كما استفاد المشاركون بالملتقى أيضا من حلقة عمل كانت عن التعامل مع حالات الغضب بأسلوب إيجابي، قدمتها الأخصائية في الصحة النفسية جناب السيدة بسمة بنت فخري آل سعيد بالتعاون مع أرينست، وتم تطبيق عملي لتمارين الاسترخاء ومهارة التأمّل والتي أثبتت الدراسات مدى فعاليتها في التحكّم بالغضب... متضمناً استخدام تقنية إيقاع الطبول كوسيلة في تفريغ الغـضب.
بعدها تواصلت أعمال وأنشطة الملتقى من خلال سرد عدد من القصص والتجارب الواقعية لشخصيات استطاعت أن تلهّم الآخـرين، والوقفة الأولى كانت مع المتحدث ماكس الضبّ- المقيم بدولة الإمارات العربية المتحدة- وهو ناشط في وسائل التواصل الاجتماعي وصاحب شركة one edj?، عن تجربته في رحلة الـتكيّف مع اختلاف الـثقافات خلال النشأة.
بعدها قامت بسمة سلطان- من دولة الكويت- وعضوة في جمعيات نسائية وسفيرة النوايا الحسنة بالتحدث عن تجربتها بعد فقدها لوالدها- ولوالدتها ولأخيها.
حيث توجهت بعدها لمساعدة مرضى السرطان تحديدا، بسبب الحالة الإنسانية التي عاشتها شخصيا، وهي فقدانها لأخيها الذي توفي وهو بعمر الزهور، فكان لرحيله أثر كبير في حياتها، إذ حولت بسمة حزنها إلى طاقة إيجابية وقوة منتجة وقررت منذ ذلك الحين أن تنتصر على حزنها وأقبلت على العمل بإصرار على النجاح، ربما أرادت أن تحقق ما لم يستطع أغلى من فقدت تحقيقه. قربها ذلك أيضا من الناس أكثر وحثها على دخول مجال الأعمال الخيرية، المجال الذي وجدت فيه مخرجا من هموم الحياة، وأضافت بسمة بأنها فقدت والدها في سن مبكرة ، وكان ذلك بمثابة دافع لها للاقتداء به وإكمال دراستها لتدعـم موهبتها في مجال التصميم.
وأنها عانت بعد فقدان الأب و الأخ ووالدتها، فتحملت الكثير من المسؤوليات التي جعلت منها إنسانة أقوى فأخذت على عاتقها مهمة تخفيف ألم مرضى السرطان، ولا سيما الصغار منهم، ومن هذا المنطلق دعت بسمة إلى زيارة المرضى والترفيه عنهم، لعل ذلك يسهم في تخفيف الألم عليهم ولو لساعات قليلة.
أعقبها د. عبدالعزيز الغريبي عضو مؤسس بالمجلس العربي الثقافي بلندن وتحدث عن تجربته مع الكفاح أثناء الدراسة والعمل.
أحياناَ نتعاطف كثيرا ونتأثر نفسياً عندما نسمع عن مرض شخص عزيز علينا، فكيف إذا فجع الشخص بخبر إصابته بمرض عضال، وما هي الآثار والتغيرات النفسية التي يواجهها هذا الشخص في كل لحظة من حياته؟ هذا ما شاركت به زهرة الكندي- منفذة برامج في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون- في كفاحها مع مرض السرطان.
هل مرض الاكتئاب تصاب به النساء فقط، أو أنه ممكن أن يصاب به الرجال أيضاً هذا ما شارك به المذيع البريطاني كريس فيشر- من إذاعة ميرج بالسلطنة، حيث تحدث عن تجربته مع مرض الاكتئاب، موضحا أن الكآبة أو الاكتئاب النفسي هو خلل في توازن المواد الكيميائية في المخ، بحيث يعاني فيه الشخص من الحزن والمشاعر السلبية لفترات طويلة، فقدان الحماس وعدم الاكتراث، وتصادفه مشاعر القلق والحزن والتشاؤم والذنب وضيق في الصدر مع انعدام وجود هدف للحياة، وأحياناً قد تظهر أعراض الاكتئاب الظاهرية متمثلة في الأرق والنوم المفرط، التعب، قلة الطاقة، الآلام والأوجاع، ومشاكل الهضم وغيرها. وقد لا تكون الكآبة بالضرورة اضطراباً نفسياً، بل ردّ فعل طبيعي لأحداث حياتية محددة مثل سن اليأس، والصعوبات المادية، وضغوطات العمل، ومشاكل العلاقات الشخصية، والانفصال، وفقدان الأعزاء، والإصابات الحادة، وأمراض جسدية تسبب أمراضا نفسية مثل الأمراض الروماتزمية، أو قد تكون عرضًا من أعراض بعض الحالات الطبية مثل نقص نشاط الغدة الدرقية، نقص فيتامين دال...إلخ، أو أحد الآثار الجانبية لبعض العلاجات الطبية للمرضى خاصة على العقار المعالج لالتهاب الكبد- ج، وبعض العقاقير المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم. كذلك الكآبة قد تكون لأسباب فيسولوجية مثل نقص (الأندروجينية عند الرجال. لذلك لا بد من استشارة الطبيب لتحديد إذا ما كان الاكتئاب لأسباب عضوية ليتم علاجها، وإذا كانت لأسباب غير عضوية تقيّم من قبل الطبيب النفسي لتحديد الخطة العلاجية إما بجلسات العلاج السلوكي المعرفي أو استخدام العقاقـير الطبية بحسب وصفة الطبيب.
واختتمت أعـمال الملتقى الدولي في يومه الثاني مع المتحدث الرئيسي الرابع البطل العُماني العالمي لسباق السيارات المتسابق أحمد الحارثي، الحائز على بطولة Blank Pan الأوروبية، ولسباقات السيارات على متن سيارة أوستن مارتن فانتك 3 GT البريطاني، حيث تحدث فيها عن تجربته في تحدّي الخوف الذي واجهه وقتها.
صاحب الملتقى على مدى يومين إقامة معرض لعدد من المؤسسات والجهات الخاصة.