انطلاق مؤتمر «العلاقات العمانية البريطانية».. غدا

بلادنا الأحد ٠٧/أكتوبر/٢٠١٨ ٠٣:٠٢ ص
انطلاق مؤتمر «العلاقات العمانية البريطانية».. غدا

مسقط-
يرعى وزير التراث والثقافة صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد، غداً الاثنين أعمال المؤتمر الدولي السابع، العلاقات العمانية البريطانية خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر، والمعرض الوثائقي المصاحب للمؤتمر، والذي تنظمه هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، في إطار إيلاء الاهتمام الأكبر بالجوانب التاريخية والحضارية والثقافية والعلاقات الدولية التي تربط عمان بدول العالم اجمع، والذي يعقد خلال الفترة من 8 إلى 10أكتوبر الجاري بفندق كمبينسكي مسقط (الموج). فيما سيستمر المعرض الوثائقي حتى 12 أكتوبر، يشارك في المؤتمر الدولي الذي يستمر ثلاثة أيام نخبة من الأساتذة والباحثين والمثقفين يمثلون أكثر من 12 دولة مختلفة. حيث سيناقش المؤتمر 43 ورقة عمل.

الضوياني: إثراء للتاريخ

والحضارة والثقافة

وحول تنظيم المؤتمر الدولي السابع قال رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني، يمثل المؤتمر أهمية كبيرة في إثراء للتاريخ والحضارة والثقافة، فهو يمثل ركيزة أساسية للجوانب الحضارية العريقة والتاريخ التليد ولثقافة عمان وحياتها الاجتماعية، وانطلاق من الاهتمام والحرص الذي توليه الهيئة في هذا الجانب واستمراراً لأنشطتها في المجالات البحثية والمعرفية يعقد المؤتمر الدولي السابع بعنوان العلاقات العمانية البريطانية خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر، والذي سيعقد في مسقط خلال الفترة من 8 إلى 10 أكتوبر الجاري، وتهدف الهيئة من خلاله إلى كشف عمق التواصل الحضاري والتاريخي مع بلدان العالم المختلفة وما ترتب على هذه العلاقات من ترابط في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وما لامس ذلك من تأثر وتأثير في شتى الجوانب المختلفة.
وأضاف سعادته بأن انعقاد المؤتمر الدولي السابع حول العلاقات العمانية البريطانية يمثل حقبة ثلاثة قرون كفيل بإلقاء نظرة شاملة لبداية انطلاق تلك العلاقات واستمراريتها، وما صاحبها من تطور لمسارات التعاون، وسوف تقدم أوراق العمل مجالاً خصباً للنقاش والتحليل في إطار علمي وتاريخي وحضاري يعكس الأحداث الدولية والأوضاع المحلية المصاحبة لهذه العلاقات، والتي تظهر تأثيراتها في أنماط العلاقات بين الدول، كما أن الأطماع والتطلعات التي تشهدها مراحل التنافس الدولية كان لها تأثيرها على ظروف المنطقة ونمط العلاقات في ظل التنافس العالمي، ولهذا فإن العلاقات العمانية البريطانية مرت في مرحلة تحت تأثير المفهوم المشار إليه ضمن دول العالم المختلفة التي كانت ضمن التنافس الدولي ما ترتب عليه تطورات متعددة لنوعية العلاقات التي شهدتها، وما احتوته من جوانب إيجابية وسلبية، إلا أننا نخص تلك الفترة بالدراسة في إطار كل مرحلة والأوضاع السياسة والعسكرية والاقتصادية المصاحبة لها، وتظل العلاقة مستمرة بين الدول حسب المصالح المشتركة بينهما والأدوار المختلفة.

الخروصي: علاقات وطيدة

من جانبه قال مدير دائرة البحوث والدراسات بالهيئة عبدالعزيز بن هلال الخروصي، يُعد موضوع العلاقات العمانية البريطانية خلال الفترة الممتدة من القرن السابع عشر إلى القرن التاسع عشر الميلادي، من الموضوعات الجديرة بالاهتمام والبحث والدراسة، وقد كانت هناك دراسات متفرقة صدرت سابقاً، إلاّ أنّ العلاقات المتميزة والصداقة الوطيدة بين مسقط ولندن بحاجة إلى مزيد من الدراسات العلمية، لتلقي الضوء بشكل أكبر على عمق هذا العلاقات. ولا يختلف اثنان لما للمؤتمرات والندوات والملتقيات والفعاليات العلمية والثقافية من دور كبير في إبراز الموضوعات المختلفة وكشف اللثام عن الكثير من المميزات التي رافقت العلاقات العمانية البريطانية طيلة القرون الثلاثة الفائتة، ولأنّ البحوث تتجدد والمعرفة تتوسع فإنّ هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ومن واقع الاختصاصات والمهام المناطة بها تسعى دائماً إلى إبراز التاريخ العماني في مختلف المجالات، والتعريف بكنوز ومآثر التاريخ العماني العظيم على مر العصور والأزمان.
وأضاف الخروصي نحن نعيش خلال هذه الفترة من عصر النهضة المباركة، والعالم من حولنا يشهد تطورات جسيمة قد تغيّر بعضاً من ملامح المشهد السياسي والاقتصادي والثقافي على المستوى العالمي، فإنّ إقامة المؤتمر يأتي للتعريف بشكل أكبر بالتاريخ العماني والعلاقات الدولية التي أقامتها عُمان مع القوى الكبرى ممثلة في بريطانيا وفرنسا وأمريكا وغيرها، وكيف استطاع العمانيون توظيف قدراتهم ومعارفهم وخبراتهم العلمية والثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية في إيجاد علاقات متوازنة، وفي أن تكون لهم بصماتهم على مجريات الأحداث والسياسة الدولية وخاصة في الخليج العربي وسواحل المحيط الهندي وشرق أفريقيا.

المؤتمر

وحول الإعلان عن المؤتمر قال مدير البحوث والدراسات بالهيئة بأنه تم الإعلان عن إقامة المؤتمر قبل وقت كافِ، ونُشر في الصحافة المحلية ووسائل الإعلام الأخرى ووسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية وغيرها. كما نُشر الإعلان خارج السلطنة في دول كثيرة لاستقطاب الباحثين للكتابة حول موضوع العلاقات العمانية البريطانية في مختلف المجالات.
فيما تشكلت اللجنة العلمية للمؤتمر من أكاديميين وباحثين مختصين في تاريخ العلاقات العمانية البريطانية، وأسندت إليها مهام مراجعة الملخصات والبحوث وإبداء الرأي والتحكيم وغيرها من الضوابط التي تُعنى بالبحث والنشر في المؤتمرات والندوات العلمية. وقد تلقت اللجنة عدد كبير من الملخصات، تم فرزها ومراجعتها وتدقيقها، ومن ثم إبلاغ المتقدمين بالقبول أو الاعتذار. وقد تم قبول أكثر من أربعين بحثاً. كما سيتم لاحقاً نشر البحوث المشاركة في كتاب ستصدره الهيئة، ضمن سلسلة الدراسات والبحوث في الوثائق الوطنية، ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر حضوراً كثيفاً ومميزاً من الباحثين والمهتمين بالتاريخ العماني، كما أنهّ حسب خبراتنا وتجاربنا في التنظيم والإعداد لمثل هذه المؤتمرات سيحفل بالمناقشات وتبادل الآراء والاقتراحات واستعراض وجهات النظر من قبل الباحثين مقدمي أوراق العمل ومن المشاركين الآخرين الذين سيكون حضورهم مثرياً.